•• حادث اغتيال 12 شخصا منهم 4 رسامين كاريكاتور فى الاعتداء على جريدة شارلى إيبدو هو عمل إرهابى وجريمة ضد الإنسانية وضد الحرية، والحادث هز فرنسا وأوروبا والعالم، ولعل حوادث الإرهاب التى تصيب منطقة الشرق الأوسط وأصابت مصر، لعلها تهز فرنسا وأوروبا والعالم، فماجرى فى باريس هو نفسه ماجرى ضد جنود وضباط فى رفح وفى سيناء.. والاعتداء على شارلى إيبدو أصاب فرنسا بالصدمة وكل صحف العالم.. وبالمناسبة كانت الصفحات الأولى فى عشرات الصحف الأوروبية درسا فى التعبير عن أفكار مهنية خلابة فيها الإبداع، والاختصار، والجوهر..؟! •• خصصت صحيفة الإيكيب الفرنسية الرياضية اليومية، وهى أكبر صحيفة أوروبية تعنى بالرياضة، خصصت صفحتها الأولى بجانب صفحتين داخليتين، لتغطية جريمة اغتيال 12 شخصا فى الاعتداء على مقر جريدة شارلى إيبدو الساخرة.. وقالت الإيكيب فى صدر صفحتها الأولى تحت عنوان الهمجية ضد الحرية النتيجة 12/ صفر: «لأول مرة نخرج عن مضمون الجريدة، ولكننا رأينا أنه من الواجب أن نتذكر الضحايا وأن نكرمهم وأن نعرض بعض أعمالهم التى تميزت بخفة الظل والجرأة.. ولم تنس إدارة الإيكيب أن تسجل فى جانب من صدر صفحتها الأولى أيضا صرخة الصحافة الفرنسية: «كلنا شارلى»؟ •• جريدة شارلى إيبدو سخرت من الجميع، لم تترك شخصية سياسية، أو فنية أو اجتماعية أو دينية.. لم تترك أحدا دون أن تنال منه. وعلى الرغم من اعتراف زملاء المهنة هناك بأن شارلى إيبدو خرجت فى أحيان عن المهنية، إلا أنهم جميعا اعتبروا أن ذلك حرية. وأن ماجرى من اعتداء كان ضد الحرية.. وعلى الرغم من أن الإيكيب صحيفة رياضية عريقة، فإنها عرضت رسوما لرسامى الكاريكاتور فى شارلى إيبدو وهم يسخرون من الصحفيين الرياضيين، فى رسم يحتوى على اثنين من السباحين الأوليمبيين وهما يقفان على منصة بدء السباق ويمسكان بصحفى رياضى وهو يرتدى كامل ملابسه ويلقون به فى مياه حوض السباحة بتعليق يقول : « خلصونا من الصحفيين الرياضيين»؟! •• لن أسألكم ماذا لو كانت شارلى إيبدو صحيفة مصرية ساخرة وكتبت هذا التعليق الذى أصاب صحيفة رياضية عريقة فى فرنسا؟ من ضمن الأعمال التى عرضتها الإيكيب رسم ساخر لشخص يحتضن كرة قدم وهو يقول: «مش مهم إن هناك 4 ملايين عاطل.. المهم إن عندنا كرة قدم». فى إشارة إلى سيطرة اللعبة على العقول وإلى اللاعبين الذين يتقاضون ملايين الفرنكات بينما لايجد ملايين الفرنسيين غيرهم وظيفة.. وفى رسم سياسى قالت شارلى إيبدو : فرنسا تحتاج إلى مدرب..؟ •• هذا الإرهاب ليس نضالا من أجل الإسلام ولكنه تشويه متعمد للإسلام وإن لم يكن متعمدا فإن المصيبة أعظم، فهى مصيبة أن يظن من لايعرف أنه يعرف.. وهى كارثة مفزعة أن يكون من لايعرف، لايعرف أنه لايعرف؟!