• فوز المنتخب على السنغال فوز لنا ولأهل الرياضة وكرة القدم قبل أن يكون فوزا للفريق ولشوقى غريب. فنحن جميعا نتعامل ونشتغل فى منتج كرة القدم وكلما ارتفعت قيمة المنتج اتسعت دائرة العمل وانتعشت.. لعل هذه البديهية تصل إلى من يحاربون شوقى غريب ويتمنون سقوطه أو ينتظرون خسارة الفريق كى يرثوا الوظيفة. ثم إن فى نجاح المنتخب جزءا يمس الشعور الوطنى، وتلك ليست مبالغة، فبطولات وانتصارات كرة القدم باتت تعبر عن كبرياء الشعوب، وبالتالى فإن من يمتلك هذا الشعور الوطنى يحب أن يفوز المنتخب على السنغال.. وأتجاهل الذين يشمتون ويكرهون أى نجاح مصرى وهم أصحاب اليد السوداء وأصابعهم الأربعة فهم لا يملكون هذا الشعور الجميل؟! • أضع هنا نقطة فوق الحرف: المنتخب أوالفريق لم يعد وطنا أو هو الوطن كما كان الحال قبل سنوات، حين كانت انتصارات فرق كرة القدم مشروعا قوميا يخرج من أجله المصريون مؤيدين وفرحين ومحتفلين فى الشوارع والميادين. لا.. الآن عاد الوطن للمصريين، وأصبحت نهضة الوطن وقوته ما يشغل كل مصرى.. وأنصح حضراتكم بعدم الالتفات إلى بعض البيزنطيين من هواة إشاعة الانقسام وزراعة الجدل، فأنت مع من ؟ مع أى فريق ؟ وهؤلاء ستجدهم يطرحون تلك المقارنة: «إما الرياضة وكرة القدم وإما السياسة والوطن».. وهذا كلام فارغ، لأن الأمم وشعوبها تهتم بالسياسة والرياضة والفن والأدب والثقافة والموسيقى.. والمهم أن نضع كل مجال وكل نشاط فى مكانه وفى حجمه.. • لكننا نبالغ، فنكون أقوى منتخب فى العالم حين نفوز بمباراة، وأسوأ منتخب فى العالم لو خسرنا مباراة. وهكذا يكون المدرب أيضا.. وهذا قصور إعلامى يقود إلى قصور فى الرأى العام، باعتبار أن الأول يحرك الثانى، وإن كان الثانى أحيانا يحرك الأول.. ومن ضمن المبالغات أن يعلن المهندس حسن فريد نائب رئيس اتحاد كرة القدم أن شوقى مستمر حتى عام 2018.. وكنت أتمنى أن يكون ذلك قرارا واضحا ورسميا، وأن يكون منذ أسابيع وليس قبل مباراة السنغال بساعات، حتى إن الأمر يبدو رسالة طمأنة وتشجيع لشوقى غريب أكثر منه قرار مدروس مبنى على أسس فنية تتعلق بقدرات المدرب والدور المطلوب منه حتى مونديال روسيا.. ولو لا قدر الله، لا قدر الله، خسرنا وخرجنا من كأس الأمم الأفريقية، وتقرر إقالة شوقى غريب، فإننى سأطالب باستقالة المهندس حسن فريد ومعه اتحاد كرة القدم كله على هذا الارتجال الإدارى والانفعالى..؟! ••• • فى تقرير نشرته الوكالة الفرنسية قبل أيام قال أوليفر كان حارس مرمى ألمانيا السابق عندما سئل عما إذا كان حارس مرمى بايرن ميونيخ مانويل نوير يستحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام قال: «إن هذه الجائزة عبارة عن مباراة تنس بين كريستيانو وميسى لوحدهما.. انها ميسى، كريستيانو، ميسى، ميسى، كريستيانو..»؟! • يستحق الكرة الذهبية مانويل نوير بالتأكيد قياسا بدوره فى فوز منتخب بلاده بكأس العالم وبإبداعاته الفردية.. وبالمثل رشحت حارس مرمى منتخب الجزائر رايس مبولحى للفوز بجائزة أحسن لاعب فى إفريقيا لكن إذا كانت جائزة الكرة الذهبية مباراة تنس بين ميسى وكريستيانو كما قال أوليفر كان، فإن جائزة أحسن لاعب فى إفريقيا عبارة عن المائة متر الأخيرة فى سباق العشرة آلاف متر عدوا.. «إنها يايا توريه.. يايا توريه.. يايا توريه؟!»