الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
محافظ المنوفية يتابع أعمال الموجة ال 27 لإزالة التعديات ..صور
حماية المستهلك: استقرار سعر الصرف وتراجع التضخم يدعمان مبادرات خفض الأسعار
محافظ الدقهلية يقرر غلق مطعم بدون ترخيص ومخالف الاشتراطات الصحية
كيف تتعامل إيران مع أزمة نزع سلاح حزب الله؟ باحث في الشأن الإيراني يوضح | فيديو
هدف لياو يحسم الشوط الأول ل ميلان ضد باري في كأس إيطاليا.. فيديو
بعد المباراة الأولى في الموسم.. الجزيرة الإماراتي ينهي تعاقده مع عموتة
مونت كارلو: موناكو يقترب من الموافقة على عرض ضخم من أهلي جدة لزكريا
مدير بايرن: لم نتوصل إلى اتفاق مع شتوتجارت لضم فولتيماد
لحظات رعب أعلى دائري مسطرد.. أتوبيس طائش يحصد أرواح الأبرياء
عمرو دياب يفاجئ منة عدلي القيعي في حفلته بالساحل | شاهد
أمين الفتوى بدار الإفتاء: لا يجوز للزوج منع زوجته من زيارة أهلها
محمد أبو الرُب: مصر وفلسطين جاهزتان لمؤتمر إعادة إعمار غزة فور وقف العدوان
تلاوة عطرة للمتسابق زياد فوزى فى اختبارات اليوم الثانى من برنامج دولة التلاوة
أمين الفتوى: لا مانع من ارتداء الملابس على الموضة بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية
متحدث الصحة عن خطف الأطفال وسرقة أعضائهم: "مجرد أساطير بلا أساس علمي"
الرئيس.. من «جمهورية الخوف» إلى «وطن الاستقرار»
وزيرا خارجية السعودية والإمارات يبحثان هاتفيا المستجدات الإقليمية
صور | «العمل» تجري اختبارات للمرشحين لوظائف بالأردن في مجالات الزراعة
تحصين 41.829 من رؤوس الماشية ضد الحمى القلاعية بالإسماعيلية
إغلاق 8 مراكز غير مرخصة لعلاج الإدمان والطب النفسي بالجيزة (تفاصيل)
محافظ مطروح يعترض لوعكة صحية مفاجئة بالقاهرة
«صحة الإسكندرية»: إعداد خطط تطوير شاملة للمستشفيات وتفعيل غرف منسقي الطوارئ (صور)
جولات تفقدية لرئيس مياه الشرب والصرف بأسوان لمتابعة المحطات والروافع في ظل ارتفاع الحرارة
عبد اللطيف منيع يعود للقاهرة بعد معسكر مكثف بالصين استعدادًا لبطولة العالم المقبلة
أمينة الفتوى بدار الإفتاء توضح علامات طهر المرأة وأحكام الإفرازات بعد الحيض
قبل بدء الفصل التشريعى الثانى لمجلس الشيوخ، تعرف علي مميزات حصانة النواب
جامعة المنصورة تُشارك في مبادرة "كن مستعدًا" لتأهيل الطلاب والخريجين
«الأمل موجود بشرط».. خالد الغندور يوجه رسالة ل كهربا
التشكيل الرسمي لمواجهة تشيلسي وكريستال بالاس في الدوري الإنجليزي
تحقيقات واقعة "فتيات الواحات".. الضحية الثانية تروى لحظات الرعب قبل التصادم
7 أسباب تجعلك تشتهي المخللات فجأة.. خطر على صحتك
قرار جديد من التموين بشأن عدادات المياه: حظر التركيب إلا بشروط
الأمن يقترب أكثر من المواطنين.. تدشين قسم شرطة زهراء أكتوبر 2| صور
المفتي السابق يحسم جدل شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها
رئيس جامعة الوادي الجديد يتابع سير التقديم بكليات الجامعة الأهلية.. صور
الرئيس السيسي يوجه بمواصلة دعم قدرات شبكات الاتصالات وتوسيع مناطق التغطية
وزير السياحة: ضوابط جديدة للمكاتب الصحية بالفنادق.. وافتتاح تاريخي للمتحف المصري الكبير نوفمبر المقبل
رئيس الأركان الإسرائيلي: نُقرّ اليوم خطة المرحلة التالية من الحرب
توجيهات حاسمة من السيسي لوزيري الداخلية والاتصالات
محافظ الجيزة يطمئن على الحالة الصحية لشهاب عبد العزيز بطل واقعة فتاة المنيب
مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة
فيديو.. خالد الجندي: عدم الالتزام بقواعد المرور حرام شرعا
ريال مدريد يخطط لبيع رودريجو لتمويل صفقات كبرى من البريميرليج
جوان ألفينا يبدأ مشواره مع الزمالك بأداء واعد أمام المقاولون العرب
جبران يفتتح ندوة توعوية حول قانون العمل الجديد
صحة الوادى الجديد: انتظام العمل فى المرحلة الثالثة من مبادرة "100 يوم صحة"
فيضان مفاجئ في شمال الصين يخلف 8 قتلى و4 مفقودين
اللواء محمد إبراهيم الدويري: أوهام «إسرائيل الكبرى» لن تتحقق وتصريحات نتنياهو تدق ناقوس الخطر عربياً
الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو
الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل
إنفانتينو عن واقعة ليفربول وبورنموث: لا مكان للعنصرية في كرة القدم
مقتل 3 وإصابة 8 آخرين في إطلاق نار بحي بروكلين بولاية نيويورك الأمريكية
في 3 خطوات بس.. للاستمتاع بحلوى تشيز كيك الفراولة على البارد بطريقة بسيطة
موعد آخر موجة حارة في صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف
حظك اليوم وتوقعات الأبراج
موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية
في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا
عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس محليًا وعالميًا (تفاصيل)
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
ربع قرن مضى .. فهَلَّا عرفتم أن «الجدارَ» قد سقط!
أيمن الصياد
نشر في
الشروق الجديد
يوم 09 - 11 - 2014
فى مثل هذا اليوم تحديدا؛ التاسع من نوفمبر 1989 سقط «جدار
برلين»
ليرسم بسقوطه «خطًا فاصلا» فى التاريخ.
رغم أن ربعَ قرن كاملا قد مر، ومياه كثيرة جدا قد جرت فى النهر. ورغم حقيقة ما يمكن أن يحدثه «فيزيقيًا» سقوطُ جدار يصلُ وزنُه إلى ما يزيد على مئة ألف طن، إلا أن البعضَ بدا وكأنه ما زال لم يستوعب بعد. بما يذكرنا بأولئك الجنود الألمان الشرقيين يومها؛ يحدِّقون مشدوهين فى الجماهير تعتلى الجدارَ الذى كانت مهمتُهم لثلاثة عقود هى ألا يقترب منه أحد.
حين اعتلت الجماهير الجدار - 9 نوفمبر 1989 GDR Museum ©
عندما زرت قبل حوالي العام Checkpoint Charlie الأثر «السياحى» الباقى من «الجدار» فى العاصمة الألمانية التى صارت «موحدة»، كانت مجموعة من الفتيات يجلسن فى المقهى القريب يلتقطن صورا Selfie بهواتفهن المحمولة، فى الوقت الذى كانت محال AGFA الألمانية
البرلينية
الشهيرة للتصوير الفوتوغرافى (يعود تاريخها إلى عام 1867) قد اختفت. وكانت المقارنةُ البسيطة تعكسُ كم تغير هذا العالم.
مساء الإثنين الثالث من نوفمبر 1986 كان Jürgen Onisseit ومعه أربعة من رفاقه الشباب الألمان «الشرقيين سابقا» يرتدون الأقنعة ويحملون معهم فرشاةً وسطلًا مليئا بالطلاء، ويغافلون الحراس ليرسموا خطًا أبيض مستقيمًا على الجدار الذى كان إجمالى طوله يصل إلى 155 كيلومترا. نجحوا فى رسم خمسة كيلومترات قبل أن تنجح كاميرات Stasi جهاز أمن الدولة الألمانى الشرقى فى إسقاطهم صباح اليوم التالى. كان هدفهم هو الاحتجاج، على الطريقة الشبابية المعروفة «طلاءٌ وفرشاة». دخل الشباب الخمسة إلى المعتقل بعد أن كانوا قد قالوا ببساطةِ الطلاء والفرشاة أن هذا «خطٌ فاصل». وهكذا حقا كان «الجدار»، كما يعرف كل من عاش تلك الفترة وتاريخها. كما كان أيضا «سقوطه» فى مساء ذلك اليوم التاسع من نوفمبر 1989.
وتقول بقية القصة أن بين عامى 1949 و1961 فر ثلاثة ملايين ألمانى من
الشرقية
إلى
الغربية
بحثا عن «الحرية». ولأن معظم هؤلاء كانوا من النخبة المتعلمة فقد مثل ذلك تهديدا لقدرات
ألمانيا
الشرقية
واقتصادها فكان أن بنى الشرقيون الجدار يشق قلب
المدينة
وأحياءها ليحافظوا على المواطنين داخل «سجنهم الكبير».
وتقول أيضا بقية القصة إن ثلاثة عقود من الجدار، لم تمنع محاولات الفرار إلى «الحرية»، ولكنها لم تمنع أيضًا سقوطَ من سقط برصاص حرس الحدود «الشرقى» حين حاول الهروب.
وبقية القصة التى وصلت ذروتها الدرامية فى مساء مثل ذلك اليوم التاسع من نوفمبر قبل ربع قرن معروفة.
•••
قد لا يكون ثمة مبالغة فى اعتبار سقوط جدار
برلين
محطة فاصلة فى التاريخ الحديث.
فالمدينة
ذاتها كانت على الدوام «تجسيدًا» لذلك التاريخ ذاته. فيومًا كانت عنوانَ «الرايخ» وعاصمتَه الصادحة بهتافات الجماهير وخطابات الفوهرر Führer ومارشات العروض العسكرية. ثم كانت عندما انتحر هتلر «مهزوما» أن قسمتها «يالطا» Yalta Conference إلى أربعة أقسام، قبل أن تصير إلى قسمين بالمخالفة للاتفاق فى تجسيد لما صار عليه العالمُ ثنائىُ القطبين وقتها إبان الحرب الباردة.
أما الجدار (155 كم) فكان ارتفاعه وصلادته، بقدر ثبات الأسس التى كان مستقرة فى ذلك الزمان. كما كان ارتفاعه متناسبا مع ارتفاع صوت خروتشوف يلوح بحذائه مهددًا فى قاعة
الأمم
المتحدة
فى
نيويورك
(1960). وبقدر ارتفاع جاجارين «السوفيتى» فى رحلة الإنسان الأولى إلى الفضاء (أبريل 1961) ومتناسبا مع ارتفاع صوت «الجماهير» فى عصر ما بعد الاستعمار، «وما قبل السماوات المفتوحة» فى هذا البلد أو ذاك يهتف بحياة هذا الزعيم أو ذاك «الأوحد على الدوام».
ثم كان فى النهاية أن «شاخت سلطةُ الزعماء»، وتعفنت دوائرُها الحاكمة. فكان أن سقطَ الجدارُ عندما اعتلته «الجماهير» ذاتها ليعلن أن «التاريخ قد تغير».. وأن كل شىء قد تغير. وأن هذا عصر جديد، مهما أنكرنا هنا، ومهما حاول «الدبُ» هناك أن يضربَ الأرضَ بقدميه فى
أوكرانيا
محدثًا كثيرًا من الجلبةِ الملطخة بالدماء. فالواقعُ أن لا أحد يتحدث الآن عن مواجهةٍ نوويةٍ محتملة، كما أن
الصينَ
لا تبدو تتمتعُ بالرغبة ذاتها فى مناوشة الغرب التى تحركها «أحلام» فلاديمير بوتين. (ولكنها على استعداد للتحقيق مع العشرات من شركات قائمة Fortune 500 بسبب النشاط الاحتكارى فى
روسيا
) ثم إن واقع الحال أن الجميع الآن بات على استعداد للجلوس على طاولة واحدة للتفاهم حول «الحرب على الإرهاب»؛ شعار المرحلة السحرى. قد يتساوى فى ذلك ملف الشيشان الروسى مع ملف الأفغان الأمريكى. لاحظ أن القصة الأفغانية بدأت أصلا كعَرض من أعراض ما كان من تناطح بين القوتين العظميين. ثم لا حظ ما تسرب قبل يومين من «رسالة سرية» من الأمريكى أوباما إلى الإيرانى خامنئى حول الاهتمام «المشترك» بمحاربة «الدولة الإسلامية ISIS». نسيت
طهرانُ
أن هذا هو «الشيطان الأكبر»، ونسيت
واشنطن
أن تلك هى دولة «الثورة الإسلامية».
•••
انهار الجدارُ لتنهار معه منظومةُ التوازن الثنائى القائم على الردع «النووى». لم يعد هناك مكانٌ للحافة التى أوصلتنا إليها يوما أزمة الصواريخ الكوبية (أكتوبر نوفمبر 1962) فى أعقاب الفشل الأمريكى فى خليج الخنازير، كما لم يعد هناك مكانٌ لحكايا حقيبة زر الإطلاق النووى السوداء المرافقة للرئيس الأمريكى. إذ لم تعد، سواء كانت حقيقية أو هوليودية الضامن الوحيد لأمن ما وراء الأطلنطى. فاللطمة الكبرى للقوة العظمى، بعد بيرل هاربر لم تأت من
موسكو
، كما لم يسبقُها اجتماع سرى فى إحدى قاعات الكرملين ذات المقاعد الحمراء، كما لم ينجح فى تجنبها «الخط الساخن» بين العاصمتين. إذ كان فى «أفكار عقائدية مطلقة» لشباب قادم من دول «صديقة» فى الشرق الأوسط «ما يكفى لأن تُسقط طائرةٌ أمريكيةٌ برج التجارة العالمى على شاطئ مانهاتن فى ذلك اليوم المشهود من خريف 2001.
انهار الجدارُ إذن ليدفنَ تحت أنقاضِه منظومة الصراع التقليدى القديم. ويبدأ مفكرو السياسة فى البحث ليس فقط فيما وراء المحيط، بل فيما وراء الأفكار والمعتقدات، عن المرشح لشغل المقعد الشاغر. ثم لا يمضى سوى عقد آخر من الزمان حتى نصبح بأفعال بَعضِنَا واقعيًا فى قلب المعادلة. بعد أن دَفنت أزهارَ «ربيعِنا» المفترض رمالٌ متحركةٌ عبثت بها حماقةُ البعض وأطماعُ الآخرين، فضلا عن رياح ثأر سوداء قادمة من ماض سحيق.
•••
لم يعن انهيار الجدار «المصطنع» الوحدةَ بين جانبيه الألمانيين فقط، بل كان علامة على أن يصبح كل «مصطنع» قلقًا فى موضعه. فكما «توحدت» بلدانٌ كانت مقايضاتُ ما بعد الحرب قد قسمتها، انفصلت / استقلت بلدانٌ كانت ذات المقايضات قد رسمت حدودها. إذ لم يختف الاتحاد السوفيتى فقط، بل سرعان ما لحقت به يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وغيرهما. وكان طبيعيا أن يستدعى سؤالُ الحدود «سؤالَ الهوية»، ليصبح، خاصة مع تغيرات ديموغرافية وثقافية ناتجة عن موجات اللجوء والهجرة السؤال الأول على طاولة عالم جديد. ولم نكن بالطبع، ونحن فى منتصف خرائط التاريخ والجغرافيا ببعيدين عن أسئلة عالم تتشكل خرائطه. ها نحن قد صرنا واقعيّا، وإن أنكرنا أمام السؤال، دون أن نحاول أبدا أن نبذل أى جهد فكرى فى الإجابة عنه. ظللنا لعقود نلعن «سايكس بيكو»، ثم ارتبكنا حين اهتزت حدودُه تحت وطأة تراكم فشلنا فى إدارة «ثراءِ تنوع» تذخرُ به بلداننا. فضلا عن حماقة ساكنى قصورٍ اكتفوا بالنظر تحت أقدامهم فسحبتهم معاركهم الصغيرة إلى ما لا يطيقون. ناسين أن «معظم النار من مستصغر الشرر»، وأن اللعب بالنار، وإن كان خلف الستار، لا يضمن أبدا ألا يحترق المسرح كله بمن فيه.
الجدار يسقط، والجنود الألمان الشرقيون مشدوهون Sipa Press/Rex Features ©
•••
لم يكن سقوط الجدار «كخط فاصل فى التاريخ»، فاصلا فقط بين الصراعات القديمة والجديدة وأشكالها، بل أيضا كان نقطة فاصلة فى تاريخ الثورات وحركات الشعوب ودينامياتها. قد يعجز البعض عن أن يرى ذلك، فيحاول بلا جدوى أن يبحث عن علامات الثورة الفرنسية، أو البلشفية فيما جرى فى مصر 2011 مثلا فتضلله المعايير وأدوات القياس. هذا «خطٌ فى التاريخ». وثورات ما بعد
برلين
تختلف. انظروا إلى الصور «والعناوين» جيدا. هذه ثورة «مخملية»، فى الأسبوع التالى مباشرة (17 نوفمبر 1989) يقودها الطلاب فى تشيكوسلوفاكيا. وتلك «برتقالية» فى
أوكرانيا
نوفمبر 2004، وهذه «أقحوانية» فى قرغيزيا 2005، هذه.. وتلك.. وتلك، وصولا إلى «الربيع العربى» ومن بعده «المظلات الملونة» فى هونج كونج. عالم ما بعد
برلين
ليس عالم ما بعد اكتشاف الفحم أو الثورة الصناعية والصناعات الضخمة، بل عالم ستيف جوبز Steve Jobs ومارك زوكربيرج Mark Zuckerberg ومقالة فى 140 حرفا على تويتر. هو عالم أبل لا جنرال موتورز.
قد لا أختلف جذريا مع أستاذ
أكسفورد
تيموثى جارتون آش Timothy Garton Ash فيما ذهب إليه فى كتابه المهم Civil Resistance and Power Politics من حديث حول المدى الواقعى الذى يمكن أن تصل إليه الثورات «الملونة»، ولكن لا أظن أحدا يختلف حول حقيقة أن سقوط الجدار وصورة اندفاع الجماهير عبره (من الشرق إلى الغرب) كان إعلانا نهائيا بهزيمة كل نظام يتنكر للديموقراطية، وللمشاركة الحقيقية «لا النظرية» للمواطنين / الجماهير فى رسم حاضرهم ومستقبلهم. هو بالتأكيد لم يكن هزيمة لاشتراكية ماركس وإنجلز ومبادئها العادلة، فالفلسفات باقية. ولكنه بالتأكيد أيضا كان هزيمة لكل نظام يخفى ديكتاتوريته تحت رداء الأفكار الكبرى والمبادئ النبيلة.
كان سقوط الجدار إعلانا عن أنه لم يعد هناك مكان لشاوشيسكو «الحاكم الفرد»، ولا لجدران Stasi الحديدية العالية حيث يحصون على الناس أنفاسهم تخويفا وترهيبا، كما لم يعد هناك مكان بالطبع لإعلام الصوت الوحيد أو لإذاعة تيرانا التى ظلت أربعين عاما تذيع خطابات الزعيم.
العالم واحد، والتاريخ لا يمضى إلا إلى الأمام. فهل كُنتُم تتصورون بعد سقوط الحائط، أن يظل هناك مكان للذين ذهبوا (صدام حسين أو القذافى أو مبارك.. الخ) أو حتى لأولئك الذين أتوا، أو عادوا .. أو مازالوا فى قصورهم يحكمون بالطريقة ذاتها (!)
•••
وبعد..
فخلاصة القول إذن أن ربعَ قرن مضت على سقوط الجدار. وأن الحدثَ كان بامتياز «خطًا فاصلًا» فى التاريخ. الخبرُ السيئ أن الصراعات البديلة ما بعد الحرب الباردة وضعتنا، أو كادت بديلا؛ عنوانه «الحربُ على الإرهاب». والخبر الحسن أن لم يعد هناك مجال للأنظمة المستبدة فى عالم «شبابى» جديد. فعسانا نقرأ الدرسَ «بكامله» جيدا ولا نكتفى بما يريدونه من «نصف المعادلة».
..............................................
لمتابعة الكاتب:
twitter: @a_sayyad
Facebook: AymanAlSayyad.Page
روابط ذات صلة:
قصة الجدار في ثلاث دقائق (تسجيلي)
القصة كما يرويها الألمان اليوم
وكما يرويها الإعلام الروسي
متحف «جهاز أمن الدولة» في
ألمانيا
الشرقية
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
بالفيديو والصور.. "جوجل" يحتفل بالذكرى ال25 لسقوط جدار برلين
ميركل كانت فى «الساونا» أثناء سقوط سور برلين
الحنين.. يمنع الألمان من هدم سور برلين
قراءة في الثورات الشعبية – محمد خطاب
من برلين إلى القاهرة .. رسالة عمرها ربع قرن
أبلغ عن إشهار غير لائق