الأستاذ فضل شاكر «الفنان فضل شاكر سابقًا إن شاء الله»

(1)
مذيع قناة الرحمة: معانا النهارده الأستاذ فضل شاكر.. الفنان فضل شاكر سابقًا إن شاء الله.
فضل: إن شاء الله
هكذا دار الحوار بين مذيع قناة الرحمة و"الفنان سابقًا" في حوار تليفزيوني في مارس 2012
قال لك: الفنان سابقًا إن شاء الله.
(2)
"بتغيب أيام وليالي وأنت ما بتغيب عن بالي.. وإن شاء الله يفعصوا رأس بشار الأسد برجليهم".
للحظات لم أستوعب ما يقال.. كنت أستمع إلى أغاني فضل على موقع ساوند كلاوند. حتى وجدت هذا الانتقال ما بين أغنية "طمن قلبي عليك" ثم فجأة دعاء فضل بأن "يفعصوا راس بشار برجليهم" والذي كان يقدم به أغنية جهادية ما.
يتواصل التتابع العجيب فأغنية "قالوا عني بحبه لا بحبه جدًا" يعقبها "ديني قد دعاني للجهاد وللفدا"، ثم أغنية نسيت أنساك وبعدها "الموت ليس يخيفني ومناي أن استشهدا".
المطرب الذي ارتبط بزوجته في حفل غنائي يحمد الله الآن على إرشاده لاعتزال الغناء ومن بنته اسمها 'ألحان' يعتقد الآن أنه اشترى الآخرة بالدنيا حين قرر التوقف عن الغناء.
هل تريد رأيي.. هو حر.. ربنا يسعده.
(3)
"فضل" اللي الناس بتحبه تحول إلى الشيخ فضل.
تبدو العبارة صادمة وعدوانية، لكن الغريب إنها قيلت لفضل خلال نفس اللقاء التليفزيوني مع الرحمة، فلم يُعقّب عليها مكتفيًا بالحديث حول إن "الفن والجماهيرية هايدا كذبة كبيرة.. حابب أمشي بطريق الإسلام".
يقاطعه مذيع الرحمة: الإسلام الصحيح.
فضل: الصحيح طبعًا.
رغم أن اختفاء المطرب فضل شاكر الفني أزعج محبيه، لكن المطمئن أنه على طريق الإسلام. والمطمئن أكثر أنه على طريق الإسلام الصحيح.
(4)
"أنا ما بحب أحكي بالسياسة.. وإن شاء الله شوي شوي نحكّي فيها".
هكذا تحدث فضل شاكر شمندر في بداية التزامه.. هو لا يفهم في السياسية وعندما يبدأ في استيعاب الأمر سيتحدث.
وسط رصاص بشار وإيران وحزب الله والدولة الإسلامية بالعراق والشام وجبهة النصرة والجيش اللبناني ودول التحالف والجيش الحر وحدات الدفاع عن الشعب الكردي، أصبح فضل "عم يحكي بالسياسة". لكن ذلك أدى إلى أن المطرب الذي ولد في مدينة صيدا اللبنانية، وبدأ حياته الفنية في عمرِ 15 سنة في الحفلات الصغيرة والأفراح، أصبح الآن هاربًا من حكم إعدام، بعدما أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول في لبنان مذكرة توقيف غيابية بحقه وبحق الشيخ السلفي أحمد الأسير، وعدد اتباعهما على خلفية اشتباك ضد الجيش اللبناني وقتل 2 من الضباط.
اللبناني السني الذي تربى في المخيمات الفلسطينية ثم تزوج من الفلسطينية "ناديا"، بعدما يصفه بأنه "قصة حب حلوة" أصبح التساؤل حوله الآن عنوانه هل "فضل" ينتمي لداعش أم لجبهة النصرة دون أن يستطيع أحد أن يحدد بالضبط؟
ومن كان يغني للحب باعتباره امرأة يقول الآن: "سلمنا الأسلحة الثقيلة إلى الجيش اللبناني مقابل سحب الوشايات التي أوصلت إلى قيادة الجيش أسماء 18 شابًا وطلبنا تركهم، لكن إصابة عسكري كسر كل شيء، كنت نائمًا عندما علمت أن الشيخ أحمد الأسير بدأ القتال، نحن الذين هوجمنا".
"فضل" هرب من الجيش اللبناني، بعدما تستر عليه رجل من الأهالي وعاملته السريلانكية. ويقول الآن "لن أسلّم نفسي فأنا لستُ قاتلًا، أدفع ثمن مواقفي بعدما ناصرت الإسلام في العالم.. من حقي أن أعيش بكرامتي رافضًا الظلم".
(5)
من أجل "رفض الظلم ومناصرة الإسلام" اعتزل فضل وانضم لتنظيمات إسلامية.. لا يهمني مواقفه السياسية.. فإيمان البحر درويش وشمس البارودي وحسن يوسف اعتزلوا ثم انحازوا ضد تيار الإسلام السياسي وهو يتعرض لعمليات قتل يومي.
لا يهمني مواقفه السياسية.. لا يهمني أن يكون الأستاذ أو الفنان.. المهم هل نجح في أن يوقف الظلم وينصر الإسلام؟
(6)
القاهرة 2012..
مذيع الرحمة: إيه اللي وصل حضرتك إنك تشوف فيه طريق تاني صحيح؟
فضل شاكر: لما صرت أتردد على الشيخ أحمد الأسير.. سمعت كلامه كل خطبة على المنبر شدتني كتير مواضيع دينية وإنسانية.. هي خلتني اتنقل للطريق ده.
(7)
سوريا 2014..
"قيل لي إنّه حَلَقَ ذقنه.. منذ ذلك اليوم لم أسمع عنه شيئًا.. وخلال الأسبوعين الأخيرين قبل المعركة، لم أكن أصلّي إلى جانبه".
هكذا تحدث "فضل" بعد عام واحد عن الشيخ أحمد الأسير الذى غيّر مسار حياته بشكل جذري.
قال لك: "لم أكن أصلي إلى جانبه.. أصلا؟.. للبؤس أعماق لا يمكنك تخيلها.
يواصل فضل "أمّنت على شباب أحمد الأسير الذين تركهم من دون أي مساعدة.. وقبل شهرين ذهبوا في حال سبيلهم، بعدما اعتنيت بهم عامًا كاملاً.. ومن يومها لا اتصال بيننا".
الشيخ الأسير تركهم بدون مساعدة.. لا اتصال بينهم الآن.. هذا هو العالم المثالي وطريق الهداية والإسلام الصحيح.
يبدو الإسلام الصحيح غريب قليلاً.
يملأني الحماس مثل فضل شاكر للدفاع عن السوريين ضد حاكم سوريا القاتل.. اتفهم الرغبة في التصدي للظلم ولنصرة الإسلام.. ولكني أفهم أن هناك جنودًا بالجيش اللبناني قتلى دون ذنب، وأفهم الآن تمامًا أن الطريق أن تساعد البشر وليس أن تقاتلهم مع إخوانك في الله.
روابط تم الإشارة إليها:
حوار فضل مع العربي الجديد من مخبأه
http://www.alaraby.co.uk/miscellaneous/4798d57f-be3e-4b81-8fdc-f1e1d1acd951
حوار فضل مع فضائية الرحمة عقب اعتزاله الغناء