عاد شبح العنصرية البغيض يخيم على ملاعب الكرة الأوروبية من جديد ، حيث تعرض اللاعب الدولي الغاني جون منساه لاعب فريق أوليمبيك ليون لهتافات عنصرية خلال مباراة فريه مع لو هافر التي انتهت بفوز مارسيليا 3-1 على ملعبه باستاد فيلودروم ضمن الدوري المحلي. وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن منساه – 26 سنة - صاحب البشرة السمراء تعرض خلال الشوط الأول من المباراة لهتافات وانتهاكات صارخة من الجماهير التي حضرت المباراة ، مما اضطر الشرطة الفرنسية إلى اعتقال عدد من المشجعين المسئولين عن هذه الهتافات ، بينما ظهر التوتر البالغ على وجه اللاعب الذي أشار إلى مدربه أكثر من مرة مطالبا بالتغيير ، وكرر طلبه هذا بين شوطي المباراة. ومن جانبه ، تعاطف كلود بول بشدة مع لاعبه في هذا الموقف ، ولكنه نجح في إقناعه بضرورة الاستمرار في أرض الملعب والتركيز في اللعب فقط دون الالتفات إلى أي استفزازات خارجية ، غير أنه اللاعب أدى أداءً عصبيا في الشوط الثاني ولعب بخشونة في أكثر من مرة ، لدرجة أنه تعرض للطرد لتعمد إيذاء أحد لاعبي لو هافر! واعترف بول بأنه أخطأ في إقناع لاعبه بالاستمرار في الملعب في ظل هذه الظروف العصيبة بالنسبة له ، وقال إنه بالفعل يتحمل مسئولية حصول منساه على البطاقة الحمراء. وأعادت هذه الواقعة إلى الأذهان واقعة أخرى سابقة حدثت منذ عام واحد وكان بطلها المدافع المغربي عباس ودو الذي كان يلعب وقتها لفريق فالنسيان ، حيث تعرض اللاعب لهتافات مشابهة ، ولكنه لم يكتف بالاعتراض ، وتوجه بدلا من ذلك إلى المدرج الذي يخرج منه الهتاف العنصري وحاول الاصطدام به مما أدى إلى طرد اللاعب. ولكن ودو حاليا يدير منظمة تدعو إلى محاربة العنصرية في الملاعب الفرنسية تحمل اسم "لا للعنصرية" ، ولهذه المنظمة موقع على الإنترنت عنوانه : www.non-au-racism.com ، وهو موقع متخصص في الكشف عن الأحداث العنصرية التي تشهدها الملاعب الفرنسية بمختلف درجاتها. وفي الموسم الماضي أيضا ، تعرض 14 مشجعا للاعتقال لقيامهم بتوجيه هتافات عنصرية في مباريات الدوري الفرنسي المختلفة. وجدير بالذكر أن مشكلة العنصرية في الملاعب الفرنسية تأتي مع تصاعد نفوذ اليمين المتطرف في الأوساط السياسية الفرنسية ، خاصة مع الدعوة إلى وضع حد لتدفق المهاجرين الأفارقة تحديدا على البلاد ، ويبدو أن هذه الظاهرة ستزداد مع زيادة تأثيرات الأزمة المالية العالمية على الأوضاع المعيشية للفرنسيين ، وخاصة ارتفاع نسبة البطالة. وسبق أن شهدت ملاعب أوروبية أخرى هتافات وأحداث عنصرية ، لعل أقربها الهتافات العنصرية ضد المهاجم المصري أحمد حسام "ميدو" في مباراة ميدلسبره وبلاكبرن في الدور الأول من الدوري الإنجليزي ، ولعل أشهر هذه الوقائع في الدوري الإسباني تعرض الكاميروني صامويل إيتو لهتافات مماثلة أثناء مباراة لفريقه برشلونة ، وهي التي هدد خلالها بالخروج من الملعب نهائيا.