بعد تقديم المخرج أمير رمسيس الجزءين الأول والثاني من الفيلم التسجيلي «عن يهود مصر»، ظن البعض أنه تفرغ للسينما التسجيلية، ولم يمضِ وقت طويل ليفاجئ الجميع بتوليه مهمة إخراج فيلم «بتوقيت القاهرة» من تأليفه، وبطولة كل من نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبرى ومجموعة من النجوم الشباب ليعود أمير إلى السينما الروائية بعد آخر أعماله «ورقة شفرة» إنتاج 2008. المفاجئة لم تكن فى عودتك للسينما الروائية بقدر اختيارك لأبطال الفيلم الذين يمثلون جيل السبعينيات والثمانينيات؟ • بالطبع هى مفاجئة كبيرة خاصة أن السينما المصرية تسير فى طريق واحد منذ سنوات طويلة وهى الرهان على الشباب وهو أمر غير منطقى فى ظل وجود نجوم كبار لهم خبرة لها وزنها وقيمتها. لكنك أنت أيضًا كل تجاربك السابقة كانت مع الشباب؟ •نعم.. لكن لم يكن مقصودا أن أتعاون مع الشباب فقط، فلم يكن اتجاها بقدر أن السيناريو هو الذي يحدد أعمار أبطاله وعليه وأثناء انشغالي فى كتابة هذا الفيلم منذ عامين، وأنا لا أرى سوى الفنان نور الشريف في هذا العمل، وسوف يدرك الجمهور بنفسه هذا الأمر حينما يشاهد العمل فلن يتخيل أي فنان آخر قادر على لعب الشخصية مثلما يفعل نور الشريف. هل خشيت أن يرفض نور التعاون معك لأنك مخرج لا تزال في بداية مشوارك الفنى؟ •تجمعنى صداقة طيبة بين الفنان نور الشريف حينما كنت مساعد مخرج للراحل يوسف شاهين فى فيلم 11 سبتمبر وهو ينتمى للأفلام الروائية القصيرة، وكنت أتابع بروفات الممثلين وهو ما منحنى مساحة للتقرب منه. وماذا عن ميرفت أمين وسمير صبرى؟ •جاء اختيار الفنانة ميرفت أمين متأخرًا بعض الشىء فقد كنت بحاجة إلى فنانة فى مثل عمرها وفى نفس الوقت لا يزال الجمهور مرتبطًا بها، وحينما عرضت عليها الدور قرأت النص ووافقت ولم تبد أى ملاحظة، أما فيما يتعلق بالفنان سمير صبرى فقد أدهشنى بشدة، فقد كان هناك مشروع مسلسل معه ولكنه لم يكتمل ومع هذا فوجئت به يتحدث عن أفلامى التى قمت باخراجها قبل أن أعرفه بنفسى، بل وحكى لى عن دور صغير كنت أديته فى فيلم «سكوت هنصور» ليوسف شاهين، وأدركت كم هو متابع للوسط الفنى. وماذا عن صعوبة التعامل مع جيل يصل عمره إلى ضعف عمرك تقريبًا؟ •حذرنى البعض من التعاون مع نور الشريف باعتباره مخرجًا بالأساس وفنانًا كبيرًا له مشواره الطويل فى السينما، وحينما اجتمعت معه لقراءة السيناريو كان طبيعيًا أن يبدى ملاحظات ولكنى فوجئت به يطرح أسئلة عليّ باعتبارى المؤلف والمخرج ولكنى لم أجد لها إجابة وهذا بث بداخلى تحديًا أن أكون جاهزًا لأى سؤال من هذا النوع، ومع هذا فلم يتدخل فى السيناريو وكان التعاون بيننا مريحًا للغاية ولديه القدرة فى توصيل المعنى الذى أريده. هل نفس الأمر يحدث مع ميرفت وسمير؟ • أعتقد أن هذا الجيل لديه ميزة ليست موجودة عند جيل الشباب من حيث الاحترافية الكبيرة فى التعامل مع التفاصيل الشخصية وعليه فتعاونى معهم أسهل بكثير من التعاون مع الشباب، فأنا لست بحاجة إلى شرح ما أريد فهم لديهم القدرة على ترجمة ما أريده قبل أن أنطق به ولا يتدخلون فى عمل المخرج، ففور أن أقول «أكشن» أو «كات» الكل يستجيب فأنا بالفعل سعيد جدًا بهذه التجربة. ألا ترى أنها مغامرة محفوفة بالمخاطرة أن يَعرض فيلم أبطاله ينتمون للسبعينيات لمنافسة أفلام أخرى أبطالها شباب أكثر قربًا لجمهور السينما؟ •لا أرى فيها أى مخاطرة على الإطلاق خاصة أننا نتحدث عن نظريات خاصة للجمهور، بينما الجمهور نفسه لدية نظريات خاصة به بدليل الموسم الأخير للسينما في عيد الفطر حينما تصدر فيلم «الفيل الأزرق» الإيرادات، رغم أنه بالمقاييس التى يرددها البعض ليس بفيلم عيد كما يحلو البعض أن يصف أفلام هذا الموسم أو غيره، فالجمهور ينتصر للعمل الناجح والنجاح الحقيقي يأتي للتنوع وعلى المنتجين والموزعين أن يعيدوا حساباتهم من جديد ويخوضوا التجربة فى تقديم كل ما هو جديد ومختلف. لكن مما لا شك فيه أن الشباب يمثل الشريحة الأكبر لجمهور السينما فكيف ستنجح فى جذب هذه الفئة لفيلمك؟ • قصة الفيلم هى التى حددت أبطاله، إضافة إلى أنه يضم مجموعة من الشباب هم أيتن عامر وشريف رمزى وكريم قاسم، فالفيلم يتضمن 3 قصص 6شخصيات وأحداثه تدور فى يوم واحد، وأعتقد أن الفكرة بسرعة أحداثها وبمناقشتنا لقضية اجتماعية بأسلوب البلاك كوميدى وتعرضنا للأحداث الجارية وإن كانت السياسة ليست شغلنا الشاغل، فاهتمامنا الأكبر على الناحية الاجتماعية وأتوقع ان ينجذب الجمهور بما فيه فئة الشباب إلى الفيلم. متى سيعرض الفيلم؟ • لم نحدد موعدًا نهائيًا فنحن فى مرحلة التصوير حاليًا وربما نلحق العرض فى شهر نوفمبر المقبل أو على أقصى تقدير فى إجازة نصف العام الدراسى.