نجحت القوات العراقية في وقف الهجوم الذي تشنه مجموعات مسلحة منذ نحو أسبوع وتمكنت من استعادة المبادرة العسكرية بعد صدمة فقدان مناطق واسعة في الشمال، فيما سيطرت القوات الكردية على أحد المنافذ الحدودية الرسمية مع سوريا. في هذا الوقت، رأى الوسيط العربي والدولي السابق في سوريا الأخضر الإبراهيمي في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن الهجوم الذي يتعرض له العراق يأتي نتيجة لجمود المجتمع الدولي إزاء النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وقال الإبراهيمي الذي استقال من منصبه في مايو الماضي بعد أقل من عامين من الجهود غير المجدية لإنهاء النزاع في سوريا الذي أودى بحياة أكثر من 160 ألف قتيل، "هذه قاعدة معروفة، فصراع من هذا النوع لا يمكن أن يبقى محصورًا داخل حدود بلد واحد". وأضاف أن المجتمع الدولي "للأسف أهمل المشكلة السورية ولم يساعد على حلها وهذه هي النتيجة". وبعدما أعلنت واشنطن إرسال حاملة طائرات إلى الخليج على خلفية أحداث العراق، مؤكدة أنها تدرس خيارات مساندة بغداد، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم الأحد: إن إيران تعارض "كل تدخل عسكري أجنبي" في العراق. وأوضحت أفخم في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطالبية "إسنا" أن العراق "لديه القدرة والاستعداد اللازم لمكافحة الإرهاب والتطرف وأي تحرك يمكن أن يعقد الوضع في العراق ليس في مصلحة هذا البلد والمنطقة". وفي برلين، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من أن النزاع الدامي في العراق قد يتحول بسرعة إلى "حرب إقليمية بالوكالة"، داعيًا في حديث لصحيفة ذي فيلت أم تسونتاغ تركيا والدول الخليجية للمساهمة في استقرار العراق. ميدانيًّا، أوقفت القوات العراقية تقدم المسلحين الذين ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وتنظيمات أخرى إضافة إلى عناصر في حزب البعث المنحل، والذين نجحوا خلال أسبوع في السيطرة على محافظة نينوى ومناطق في محافظة صلاح الدين بينها مركزها مدينة تكريت "160 كلم شمال بغداد".