هل يمكن أن تحل الطاقة المولدة من الرياح مشكلة الطاقة فى مصر؟. قبل الإجابة، يحتاج السؤال للدراسة والتفكير والاقتحام، لكن ما كنا نعتقد أنه مستحيل تحقق تقريبا، وما يجعل الأمر مبشرا أن لدينا محطة بالفعل لتوليد الطاقة من الرياح فى الزعفرانة قرب السويس، مشروعات لمحطات اخرى مماثلة. فى الاسبوع الماضى دعتنى شركة سيمنس الألمانية ضمن نحو عشرين صحفيا للقاء كبار مسئوليها المتخصصين فى طاقة الرياح فى مقرها بمدينة اورلاندو بولاية فلوريدا الامريكية. طاقة الرياح صارت تمثل 4 فى المائة من مجمل استهلاك امريكا و30٪ من اجمالى الطاقة المتجددة فى العالم، و25٪ فى ولايتى ايوا وساوث داكوتا. وهناك 550 مصنعا امريكيا يدعم هذا النوع من الطاقة، والتوقعات بأنها ستشهد نموا كبيرا قريبا لأن تكلفتها تنخفض يوما بعد يوم. بارى نيكولز نائب رئيس الشركة لشئون مبيعات الطاقة قال لنا إن ثورة الطاقة فى امريكا جعلت معظم السلع رخيصة رغم ارتفاع الطلب على الطاقة بصورة غير معهودة، خصوصا الغاز الذى لايزال الافضل والارخص. يعتقد خبراء سيمنس ان تحدى التكنولوجيا يتمثل فى قدرتها على خفض الاسعار وزيادة الإنتاج وقد تحقق ذلك عمليا حيث انخفض سعر طاقة الرياح بنسبة 43٪ مقارنة بأسعار عام 2009. الفكرة الجوهرية هى انه كلما انفقت الحكومات المزيد من الاستثمار على الطاقة الجديدة خصوصا الرياح والطاقة الشمسية كلما جنت ذلك فى المستقبل. وكما اخبرنا مارك البنز الرئيس التنفيذى فى سيمنس لشئون طاقة الرياح فى امريكا فإن شركته صارت الرائدة فى طاقة الرياح فى البر والبحر.. وسيمنس كما يقول تيم هولت الرئيس التنفيذى للشركة صار لديها 30 عاما من الخبرة فى هذا المجال تقدمها لنحو 35 دولة فى مقدمتها امريكا ثم البرازيل وهولندا وشيلى وبيرو واستراليا. توظف الشركة فى هذا المجال ثلاثة آلاف شخص وتضيف اليهم كل يوم موظفا جديدا يعملون على7500 توربين، اما فى امريكا فهناك 12 عاما من الخبرة و550 عاملا وسر هذا النمو المضطرد كما يضيف هولت هو ان طاقة الرياح آمنة جدا ومخاطرها صفر. اللافت للنظر ان سيمنس تستثمر فى امريكا الان نحو 20 مليار دولار أى اكثر مما تستثمره فى بلدها الاصلى ألمانيا وربما احد اسباب ذلك ان سوق طاقة الرياح البالغة 8 مليارات يورو عالميا حصة سيمنس فيها 15 ضعيف فى المانيا التى تركز اكثر على الطاقة السمسية. فى مقر سيمنس فى اورلاندو رأينا نماذج حية من المحركات والتوربينات التى تصنعها الشركة لتوليد الطاقة من الرياح لكن ذلك ليس نشاطها الوحيد فهى تزود مركز كنيدى للفضاء ووكالة ناسا بمحركات مكوك الفضاء وتزود مدينة ديزنى بحلول الطاقة المختلفة اضافة لبعض التصميمات وتزود العديد من المستشفيات بالمعدات والاجهزة الطبية وهو نشاط يتوسع كل يوم. قد يسأل البعض وما علاقة مصر بكل ذلك؟. الاجابة هى انه ورغم كل مشاكلنا وازماتنا فعلينا ان نفكر فى كل الحلول وننشغل بالطريقة التى يفكر بها الكبار الذين تقدموا لأننا لو فكرنا بالمنطق الذى تعاملنا به مثلا مع قضية دعم الطاقة منذ سنوات فسندفع ثمنا غاليا. التفكير فى حلول الطاقة البديلة هو المدخل الاساسى للمستقبل. نحتاج لرؤية جسور تبدأ من الآن اتخاذ قرارات شجاعة بالتوسع فى الطاقة الجديدة.