قال حسام مؤنس، مدير الحملة الانتخابية لحمدين صباحى المرشح الرئاسى الخاسر، إن قطاعا كبيرا من الشباب خذل حمدين بمقاطعة الانتخابات، «وهو ما سمح للطرف الآخر بالتلاعب فى الأرقام والنتائج، وإن كنا نعترف بفوز المشير عبدالفتاح السيسى وفشلنا فى عدم الوصول إلى الناس وإقناعهم بخطابنا». أضاف مؤنس المتحدث باسم التيار الشعبى، فى حوار ل«الشروق» أن التيار المدنى بحاجة إلى مراجعة اختياراته، لكى يعيد التفاعل مع الجمهور، مؤكدا أن الانسحاب من العملية السياسية ليس حلا، ولا يقدم بديلا مقنعا للشعب. وأكد مؤنس أن حمدين اختار المصلحة العامة، عندما رفض الانسحاب، لأنه خشى على البلاد من الفوضى، لكنه كسب تغيير الصورة التى حاول ترويجها البعض عنه، بأنه «ليس رجل دولة»، حيث أثبت قدرته على اتخاذ قرارات مصيرية، موضحا أن صباحى سيواصل عمله السياسى بتأسيس تيار معارض لشق مجرى ديمقراطى خلال الفترة المقبلة. • كيف ترى الفوز الكبير للمشير عبدالفتاح السيسى بنسة 96% فى الانتخابات الرئاسية؟ رغم اعترافنا بفوز السيسى فى الانتخابات، إنما حيثيات النتيجة، بالنسبة للأرقام المعلنة من اللجنة العليا، حول نسبة المشاركة وحصيلة أصوات المشير، والمبطلين وكذلك نسبة ال3 % التى حصلنا عليها، كانت غير معبرة عما جرى، وكلها محل شك بالنسبة لنا، لما صاحب العملية الانتخابية من وجود إرادة لدى أجهزة الدولة لتمرير مرشحهم باكتساح وإهدار فكرة التعدد. • لكن هل توقعتم هذه النتيجة بعد ثقتكم فى تحقيق مفاجأة بنصر صباحى؟ لنكن صرحاء، كنا نتوقع حدوث طفرة فى تغيير المزاج العام عند قطاعات كبيرة من الشعب، وبالفعل حدث قدر من التغيير ولكن ليس بالنسبة المتوقعة، ونعترف بأننا لم نستطع إقناع الناس بخطابنا، وأننا نستطيع إدارة الدولة كقوى تغيير معبرة عن ثورة 25 يناير. • اعتمادكم كان على الشباب.. فهل خذل الشباب حمدين؟ تركز خطابنا على الشباب وحدهم لأنهم الأكثر تأثيرا، لكننا لم نستطع إقناعهم بالمشاركة، بعدما قرروا مقاطعة العملية السياسية، ولو شاركوا لما خرجت النتيجة بهذا الشكل.. وبذلك «قطاع كبير من الشباب خذلنا بعدم نزوله»، لكن نتحمل جزءا من المسئولية، ومن قرروا المقاطعة يتحملون معنا الهزيمة لأنهم أتاحوا الفرصة للمنافسين بالتلاعب فى الأرقام. • هذه هى مشكلة التيار المدنى منذ ثورة 25 يناير؟ التيار المدنى بحاجة إلى مراجعة اختياراته، كى يعيد التفاعل الجماهيرى، من خلال خطط عمل واضحة الأهداف، لابد من تدارك الأخطاء التى وقع فيها بسبب الخبرات المحدودة الناتجة عن تجفيف الممارسة السياسية فى عهد حسنى مبارك، وخوض القوى الديمقراطية معارك فرعية على هامش الاستحقاقات الانتخابية. • هل كسب حمدين بعدم الانسحاب فى اليوم الثالث كما طالبه البعض؟ دراسة قرار الانسحاب لم تكن سهلة داخل صفوف الحملة، وأنا شخصيا كنت أميل إلى الانسحاب بعد «مهازل التصويت»، وتمرير اليوم الثالث المصنوع، لكن الأمر خضع لنقاشات واسعة، وكنا بين خيارين إما أن نكمل أو ننسحب وينتهى مستقبل القوى الديمقراطية، ونعيد الصراع إلى الشارع من جديد، وهنا البلد كان سيتحول إلى حالة سيولة وفوضى لن تسيطر الدولة عليها إلا بالقمع. وأرى أن أكثر طرف كان سيستفيد من قرار الانسحاب هو جماعة الإخوان، باستغلال ذلك لترويج أفكارها، وكنا نعلم إذا انسحبنا حينها سنرى آلاف من أنصارنا وخصومنا فى الميادين، لكن حمدين تنازل عن البطولة الشخصية وغلب المصلحة العامة. • وماذا كسب حمدين من الاستمرار؟ من مكاسب حمدين فى السباق الرئاسى، إسقاط المفهوم السائد عند الناس بأنه «ليس رجل دولة» وإثبات قدرته على اتخاذ قرارات مصيرية تحافظ على اسقرار البلد، ودحض ادعاءات البعض حول دخول حمدين الانتخابات الرئاسية ك«كومبارس فى مسرحية» فليس من المعقول أن يعقد صباحى اتفاقا مع الدولة ويخرج بنسبة 3 % فى الانتخابات، والتأكيد على رسالة أن «المقاطعة ليست الحل» فى كل المعارك. • يرى البعض أن صباحى انتهى سياسيا بعد خسارة الرئاسة؟ اختلف تماما مع هذا الرأى، وأرى أن حمدين كتب لنفسه بداية جديدة بقراره بالاستمرار، فى الرئاسة والاعتراف بالهزيمة، وأصبح مؤهلا تماما لقيادة التحالف المعارض ويخوض به المعارك القادمة. • من وجهة نظرك كيف ستكون المعارضة أمام السيسى؟ المعارضة أمامها ثلاثة طرق، الأول يقتصر دورها على اللقاءات النخبوية المحدودة والاحتماء بالشاشة بدلا من الجمهور، والثانى يختلط بالشارع للحفاظ على المجرى الديمقراطى أمام دولة الاستبداد، والمسار الثالث هو الاحتجاجى، لكنه يحتاج إلى المراجعة وفقا لرغبات الشارع فالناس لا تريد المسار الاحتجاجى فى اللحظة الحالية، ونجاح المعارضة متوقف على توليفة جديدة. • وما هى أهداف الحلف المعارض الذى يقوده صباحى؟ الحلف الذى بدأناه فى الرئاسة سيستمر فى معركتى البرلمان والمحليات، مع اتساع عدد الأحزاب والكيانات المشاركة فيه، وأرى أن أسوأ الاختيارات لحلفنا هو مقاطعة الانتخابات أو المنافسة على 100% من مقاعد البرلمان. وذلك على عكس الحلف الذى يتشكل حاليا لدعم السيسى فى البرلمان بدأ فى التفكك لأنه قائم على المصلحة والصفقات الانتخابية، وإعادة رموز قديمة تعيد انتاج برلمان مبارك ونصبح أمام برلمان «السمع والطاعة للرئيس». • هل تتوقع استمرار عزوف الشباب عن الانتخابات البرلمانية بعد الرئاسية؟ غياب شباب الثورة لن يضر إلا الثورة والعزوف يعنى انسحابك من المشهد السياسى، خصوصا أن المقاطعين لا يطرحون بديلا عن غيابهم. • وماذا عن اندماج التيار الشعبى فى حزب واحد مع الكرامة ؟ ندرس الاندماج فى بناء تنظيمى واحد، لكن لم نحدد بعد الاندماج فى حزب بعينه، والمؤكد هو تحويل التيار الشعبى إلى حزب، والأمر يخضع للنقاش.