«سوء الصيانة»، شكوى دائمة تعاقب عليها عدد من رؤساء الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، ولم ينجح أحد منهم فى التغلب والقضاء عليها، حيث يلجأ قيادات المترو إلى المسكنات و»الترقيع» لتسيير القطارات. ورشتان لصيانة المترو، الأولى فى «طرة البلد» تتولى أعمال الصيانة لقطارات الخط الأول لمترو الأنفاق بمساحة كلية للورشة نحو 15 فدان تقريبا، ويعمل بها 650 مهندس وفنى وعامل، وتم إنشاء ورشة أخرى مقاربة لها فى «شبرا الخيمة» لقطارات الخط الثانى. وتخضع الوحدات المتحركة إلى أعمال الصيانة بشكل دورى مقسمة إلى صيانة كل أسبوعين، ثم كل شهرين، ثم كل 6 شهور، ثم الصيانة السنوية، ويوجد 5 سكك مجهزة لأعمال ورشة العمرة الخفيفة للقيام بأعمال الصيانة الدورية للقطارات، أما ورشة العمرة الجسيمة تتم مرة كل سنتين ونصف، ثم كل 4 سنوات ونصف. ورغم ما سبق، فإن عمال وفنيى المترو اشتكوا مرارا وتكرارا من سوء الصيانة، وحذروا منذ سنوات من وقوع كارثة مستقبلة فى حال استمرار تدنى مستوها مع عدم توفر قطع الغيار، لدرجة أنهم تظاهروا لإقالة رئيس شركة المترو ومساعديه، واتهامهم بالتقصير. وقالت مصادر مطلعة فى المترو ل«الشروق» إنهم يعانون من سوء مستوى الصيانة، حيث أن القطارات متهالكة وفقر فى قطع الغيار، خاصة منذ عام 2008 حيث بدأ المترو فى الهبوط بمستوى الخدمة وسوء التهوية داخل القطارات، وضعف مستوى النظافة والمراقبة من الأمن، واحتلال الباعة الجائلين لمداخل ومخارج المحطات، فضلا عن ظاهرة «براميل التذاكر» التى تملأ المحطات، بسبب تعطل البوابات الإلكترونية مما تسبب فى خسائر مالية فادحة للمترو بلغت 100 مليون جنيه، لتسرب 45% من الركاب. وكشفت المصادر أن فنيى وعمال المترو يخرجون أحد القطارات من الخدمة واستخدامه فى قطع الغيار، لإصلاح الأعطال المفاجئة و«ترقيع» الباقى إنقاذا للموقف، ولعدم تعطيل جدول التشغيل، على حساب جودة قطع الغيار وكفاءتها والعمر الافتراضى الخاص بها. هذه المشكلات اعترف بها رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، على فضالى، حيث أكد ل«الشروق» أن ملف الصيانة على قائمة أولوياته، وأنه يعمل حاليا على توفير قطار غيار أصلية وجديدة لرفع كفاءة القطارات وتقليل نسب الأعطال التى تتعدد أسبابها، والانتهاء من أعمال التطوير التى تتم بالخطين الأول والثانى فى التوقيتات المحددة.