أدرت مصر ولم أحكمها وأعليت مبدأ الشورى.. ولن يحتكر أحد الدين أو السلطة بعد اليوم أثق أن الرئيس المنتخب سيكون قائدا عظيما.. وأوصيه بالمرأة وحسن اختيار المعاونين وجه الرئيس المؤقت المنتهية ولايته عدلى منصور، عصر أمس، كلمة إلى الأمة بمناسبة انتهاء فترة رئاسته، وجه فيها إلى الرئيس الجديد عدة وصايا من بينها أن يحسن اختيار معاونيه، وتوخى الحذر من جماعات المصالح التى تود أن تستغل المناخ السياسى الجديد لغسل سمعتها، واستعادة أيام مضت يود الشعب ألاّ تعود أبدا. وقال: «على ثقة فى أن رئيس مصر سيتقى الله فى هذا البلد العظيم، وسيكون قائدا عظيما وأبا كريما»، كما أوصاه خيرا بالمرأة المصرية التى أثبتت فى كل الاستحقاقات الانتخابية وعيها للديمقراطية وللمشاركة السياسية، وأن يجعل نصب عينيه تنمية المناطق المحرومة مثل العشوائيات والصعيد وسيناء والصحراء الغربية ومطروح وحلايب وشلاتين. وبكى منصور فى ختام خطابه وهو يكرر تقديم العزاء والمساواة لأسر شهداء ثورتى 25 يناير و30 يونيو ورجال الجيش والشرطة، الذين قضوا نحبهم فى أحداث العام المنصرم، قائلا: «كلمات العزاء لا تنفع أما ثكلى أو زوجة مترملة أو ابنا فقد والده سنده فى الحياة»، موصيا أبناء الشعب المصرى فى مصر خيرا، وموجها الشكر لما وصفه ب«المشاعر التى غمره بها المواطنون عند انتهاء فترة حكمه». ووجه منصور التهنئة للشعب المصرى لإنجازه الاستحقاق الثانى فى خارطة الطريق قائلا: «أهنئكم على وعيكم السياسى وحسكم الوطنى وشعوركم بالمسئولية، فنحن جديرون بهذا الوطن وحضارته، وعلى ثقة فى أننا سنستعيد مكانتنا فى المستقبل القريب». وأضاف: «شرفت برئاسة الجمهورية وكان عاما من المسئولية الجسيمة الكبرى، ولم أكن أتصور يوما وأنا فى صفوف الشعب وطأة العبء وحجم التحديات، وصعوبة مهمة أن تكون مسئولا عن دولة بحجم مصر، وأن يقع على كاهلك عبء التخطيط للمستقبل واستيعاب آمال شعبها، وأن تكون مخلصا وأمينا فى مواجهة مشكلات الواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى». واستطرد قائلا: «قبلت هذه المهمة من قبيل أداء الواجب، رغم أنى لم أكن أود القيام بها، ولكنى أقدمت على ذلك تلبية لنداء الوطن الغالى، وتحملت مسئوليات صعبة وجسيمة وحملت أسرتى مخاوف أمنية، وأخذت عهدا على نفسى أن أكون رئيسا لمصر وللمصريين، فلم أقبل تدخلا أو وصاية من أحد داخلها أو خارجها، واستمعت للجميع وأعليت مبدأ الشورى. وشدد على أنه رغم أن 30 يونيو تمثل إرادة الشعبية المصرية، فإن علينا الاعتراف بأنها لم نكن لننجح دون رجال القوات المسلحة والشرطة، وقال: «التاريخ الذى عرف مصر موحدة منذ مينا، سيذكر لكم أنكم منعتم سقوط أقدم دولة مركزية فى التاريخ». وأشار منصور إلى أنه تسلم حكم مصر وهو وطن يواجه تحديات تهدد هويته، ويعانى من حالة ارتباك سياسى واحتكار للدين والوطن وظروف اقتصادية منهكة، ثم تعرض الوطن لإرهاب أعمى على يد مجموعة تريد فرض رؤية مشوهة للدين، إضافة إلى تردى الأوضاع الداخلية، وموقف دولى منقسم حول ما جرى فى مصر. وشدد على أن «الواقع الجديد الذى يسلم به البلاد ليس المنشود، لكنه أفضل كثيرا مما كانت مصر عليه فى يوليو 2013، وأن مصر لن ترى احتكارا للوطن أو الدين بعد اليوم، ولن يساوم أحد شعبه مرة أخرى بالخبز مقابل الكرامة أو الأمن مقابل الحرية». وأشاد منصور بالأشقاء العرب الذين ساندوا مصر منذ اليوم الأول مثل السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن وفلسطين، مؤكدا أن ثورة 30 يونيو كانت كاشفة لمعادن الرجال، فكان المعسكر الآخر المعارض لإرادة الشعب، موجها له رسالة بقوله: «إصراركم على مواقفكم سيزيد كلفتها فى المستقبل، فمصر قديمة قدم التاريخ كانت وستظل باقية خالدة بكم أو من دونكم، سواء كنتم معها أو عليها، وهى عائدة لا محالة لدورها ومكانتها فى المنطقة». وأضاف منصور أنه «أدار البلاد ولم يحكمها» وأخذ على نفسه عهدا ألا يخالف رغبات الشعب مادامت لا تتناقض مع مصالح الوطن، ودعا إلى تجديد شامل للخطاب الدينى فى إطار برنامج وطنى لدعم الأخلاق العامة والقضاء على الظواهر الأخلاقية السيئة، وأفرد جزءا من خطابه للإشادة بالدور التاريخى الذى قام به أقباط مصر فى جميع المجالات الدينية والسياسية والعلمية والطبية، وضرورة وحدة مصير الشعب بعنصريه المسلمين والأقباط.