اعتبر الكاتب الإسرائيلي ماتي شموئيلوف أن نفي النكبة الفلسطينية يثبت أن الديمقراطية الإسرائيلية تعود لليهود وحدهم ، وأن إسرائيل تتصرف بعنصرية تجاه مواطنيها العرب. وقال الكاتب في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن قرار جدعون ساعر وزير التعليم الإسرائيلي بإخراج مفهوم النكبة من المنهج التعليمي الرسمي لوزارة التعليم في الوسط العربي يعتبر خطأ جسيما , وأضاف : "حسب المشروع المُعدل لقانون النكبة ، وإن كان لا يوجد جانب جنائي في إحياء يوم الاستقلال لإسرائيل كيوم حزن ، إلا أن وزارة المالية يمكنها أن تمنع الميزانيات من مؤسسات تمول نشاطات تشكك بالطابع اليهودي والديمقراطي لإسرائيل". وتابع : "إن وزير التعليم الذي قرر إخراج مفهوم النكبة من منهج التعليم الرسمي يدل على مرحلة أخرى من مراحل سيطرة اليمين على أجهزة الدولة , وفي ظل غياب بديل يساري حقيقي إلى جانب الصمت الصاخب لحزب كاديما الذي يجلس ظاهرا - فقط - في المعارضة ؛ نشهد تدهورا إضافيا لحدود الخطاب الجماهيري". وقال الكاتب الإسرائيلي إن هذا القرار ينضم إلى سلسلة قرارات تشريعية من شأنها فقط - أن تعمق المقاطعة الدولية على دولة إسرائيل ، وأن محاولة الفرض على التلاميذ العرب الرواية الصهيونية يُظهر أن إسرائيل ليست مستعدة بعد لأن تستوعب مفهوم تعدد الثقافات". وتساءل شموئيلوف : "ما المنطق من نفي التدبير والأراضي التي أخذت من الفلسطينيين الذين كانوا يسكنون هنا؟ هل يمكننا أن نشطب من الكتب ذاكرة مئات آلاف اللاجئين؟ لا يمكن شطب الذاكرة". وأضاف : "بدلا من استمداد الأمل من خطابات الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إلغاء الفصل بين القوة والقيم في الولاياتالمتحدة , إسرائيل مرة أخرى تدير ظهرها للأخلاق , تدير ظهرها للأخلاقيات وللتفكير اليهودي , في إسرائيل يوجد أناس يؤمنون بأنه يمكن إدارة الظهر للتاريخ". وتابع : "مرت أكثر من ستين سنة منذ أقيمت دولة إسرائيل ، وهي لا تزال تتصرف مثل راعي البقر في الغرب المتوحش , وبدلا من أخذ المسئولية ومحاولة الوصول إلى حل وسط مع الشعب الفلسطيني نشهد تشددا في علاقات القوى بين الشعب اليهودي والشعب الفلسطيني بشكل عام وأكثر من مليون مواطن إسرائيل بشكل خاص". وقال إن إحياء النكبة ليس مخصصا - فقط - للعرب , وتساءل : "كيف يمكننا أن ننخرط في الشرق الأوسط إذا لم نكن قادرين على أن نسكن مع الشعب الذي يعيش معنا؟ ماذا سنقول للدول العربية وللدول الغربية؟". وأضاف : "إذا لم نعترف بمعاناة الآخر سنعيش إلى الأبد من حرب إلى حرب ومن انتفاضة واحدة إلى ثانية وثالثة , على الصهيونية أن تفتح التفكير بالنسبة لحقيقة وجود قومية أخرى إلى جانبها وهي القومية الفلسطينية , من أجل العيش معا يجب البدء بالعيش قبل كل شيء معا في داخل كتب التاريخ".