شهدت انتخابات جمعية المؤلفين والملحنين حماسا شديدا وصل إلى حد الشجار وتبادل الشتائم والاتهامات وخصوصا أنها جاءت بعد انعقاد الجمعية العمومية الختامية للمجلس السابق والتى ناقشت أهم إنجازات المجلس وأعلنوا خلالها حجم ما تم تحصيله من حقوق المؤلفين والملحنين وهو ما تسبب فى ثورة عدد كبير من الأعضاء ما بين معترض على المبلغ الذى حصل عليه وبين من لم يحصل على أى عوائد منذ عدة سنوات. وبعد انتهاء الجمعية العمومية بدأت الانتخابات التى تنافس فيها 41 مرشحا منهم 24 مرشحا فى فئة المؤلفين منهم عمر بطيشة وعزت الجندى وبهاء الدين محمد وعوض بدوى وفوزى إبراهيم وجمال بخيت وعلى الجندى ومدحت العدل ومجدى النجار وإبراهيم عبدالرازق وعبدالمنعم كاسب وعماد حسن وعلى أحمد إبراهيم والسيد أبوالعيله ومحمود عبدالعزيز وصلاح فايز وشوقى صقر. أما فئة الملحنين فيتنافس فيها 15 ملحنا هم محمد على سليمان ومحمد سلطان وعمر خيرت وجمال سلامة وهانى مهنا ومجدى الحسينى وخليل مصطفى وحسن إش إش وإبراهيم رأفت ومنير الوسيمى وصلاح عرام ومحمد الأسوانى وحسن دنيا ووفا حسين ووليد سعد. وفى فئة مؤلف ملحن تنافس محمود السمان وعبدالعزيز زين العابدين ويسرى محمد. وظل واضحا طوال العملية الانتخابية أن هناك بعض التربيطات بين جهات مختلفة تعمل لحسم الانتخابات لصالحها فكان عمر خيرت وبهاء الدين محمد ووليد سعد يتزعمون تجمع الشباب والمطالبين بالتغيير وكان منير الوسيمى ومجدى الحسينى فى جبهة معا إلى جانب جبهة عمر بطيشة وصلاح فايز وصلاح عرام ومحمد الأسوانى وظل عدد من المرشحين فى قائمة المستقلين على رأسهم هانى مهنا وجمال بخيت. وبالرغم من جبهة الشباب والمطالبين بالتغيير هى الأكثر شهرة وتضم أسماء أكثر شهرة فى الوسط الفنى فإن الانتخابات أكدت أنها ليست اختيارا للقيمة الفنية وإنما هى اختيار للشعبية والعلاقات الشخصية والخبرة فى إدارة الانتخابات وتلك الخبرة كانت ما ينقص الشباب، لأن حماسهم الشديد دفعهم لترشيح أكثر من مرشح فى نفس الفئة فتفتتت الأصوات، فمثلا فى فئة المؤلفين رشحوا مدحت العدل وبهاء الدين محمد وفوزى إبراهيم وعوض بدوى وعبدالمنعم طه ومجدى النجار وهو ما أدى إلى تفتيت الأصوات ولم ينجح منهم سوى فوزى إبراهيم. وسقط بهاء الدين محمد الذى كان متزعما لحركة التغيير. وهو ما أكده لنا هانى الصغير قبل إعلان النتيجة وقال: قررت الانسحاب من الانتخابات بعد أن أعلنت ترشيحى لأننى أدركت أن الشباب والمطالبين بالتغيير ترشح منهم عدد كبير وأن الأصوات سيتم تفتيتها فقررت أن انسحب لمصلحة الجميع وأتمنى أن يدرك من رفضوا الانسحاب حجم الخطأ الذى ارتكبوه فى حق أفكارهم ومصلحة المجموعة. وهو ما حدث أيضا فى فئة الملحنين فبالرغم من أنه معروف أن الشباب أجمعوا على الالتفاف حول عمر خيرت واختياره رئيسا فى حالة فوزه إلا أنهم رشحوا أنفسهم أمامه وفوتوا عليه الفرصة فنزل ضده حسن دنيا ووليد سعد رغم أن خيرت كان قريبا جدا من الفوز وكان ترتيبه السادس أو السابع من حيث الأصوات فى هذه الفئة. عمر خيرت قال ل«الشروق»: «لم أكن أفكر فى الترشيح لانتخابات الجمعية وخصوصا أننى كنت عضوا بها فى التسعينيات ولم أفكر فى العودة لها مرة أخرى إلا بعد إلحاح من زملائى من الملحنين والمؤلفين الذين طلبوا منى أن أمثلهم فى رئاسة الجمعية لأن لنا مطالب وأهمها زيادة موارد الجمعية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الحصول على حق المؤلفين والملحنين من شركات الإنتاج والقنوات الفضائية. وأكد عمر خيرت أن ترشحه لا يعنى أنه يشكك فى ذمة المجلس السابق ولكنه يحاول أن يخدم الآخرين بشكل أفضل». وأثناء الجمعية العمومية وانعقاد الانتخابات، كان الشاعر عوض بدوى هو أكثر المرشحين مشاكسة واعتراضا وقال لنا: «إذا كانوا يدعون أنهم يقومون بعمل تطوعى فلماذا هذا التكالب ولماذا لا يعلنون الأرقام التى يحصلون عليها وكيف لى بعد 25 سنة تأليف أن أحصل على 1300 جنيه فقط ونحن لا نتطاول على أحد ولكن نطالب بحقوقنا». وشهدت الانتخابات حالة نشاط غير عادى لمنير الوسيمى نقيب الموسيقيين والذى أثبت للجميع أنه خبير فى الانتخابات ونجح فى حشد أصوات مؤلفى وملحنى الأقاليم وخصوصا الإسكندرية وكان يتحكم بعلاقاته فى معظم مراحل التصويت وبدا تأثيره واضحا على معظم الحاضرين وأبرز ما شهدته الانتخابات كانت مشاركة الموسيقار عمار الشريعى الذى حرص على الحضور للإدلاء بصوته وقبل حضوره كان الشاعر بهاء محمد قد اتصل به أكثر من مرة ليطمئن على وصوله وحرص بهاء على وصف صوت عمار الشريعى بأنه بألف صوت وصرح الشريعى لنا بعد إدلائه بصوته قائلا «حاولت أن انتخب مجلسا متوازنا يجمع بين خبرة الشيوخ وطموح الشباب الذى أراه طموحا مشروعا، مضيفا أن الجيل الجديد له كل الحق فى مطالبه وفى رغبته فى المشاركة فى إدارة الجمعية. وأضاف عمار أنه لم يفكر فى الترشح لأن حالته الصحية لا تمكنه من العطاء فى العمل العام وتمنى التوفيق لمن ينجح». وفى الوقت الذى حرص فيه الشريعى على الحضور غابت أسماء مهمة عن الانتخابات مثل فاروق جويدة وحلمى بكر بل إن الغيابات امتدت للمرشحين أنفسهم فالدكتور جمال سلامة ومدحت العدل ومجدى النجار لم يحضروا ورغم ذلك حصلوا على عدد كبير من الأصوات وإن كانوا لم ينجحوا. أما مفاجأة الانتخابات فكان الملحن هانى مهنا الذى لم يكن من بين المتوقع لهم النجاح وخصوصا أنه كان خارج كل التربيطات وهذا ما اعتبره هانى مهنا سبب قوته وقال «أنا المرشح الوحيد المستقل فلست مع المجلس السابق. ولم أكن مع المعارضين له، بل إننى حزين لصراع الأجيال بين الشباب والشيوخ، فالجيل الجديد متمرد والجيل السابق من الشيوخ يحقد على نجاح الجيل الجديد وما بين الحقد والتمرد كانت العلاقات متوترة والذى سيدفع الثمن هم الأعضاء ولابد أن نعمل خلال الفترة القادمة على تنقية الأجواء والتقريب بين وجهات النظر. وأضاف هانى مهنا أن سبب عدم انضمامه لأى الجبهات أنه جيل مستقل وهو جيل الوسط الذى لا يحمل حقدا للشباب ولا يرغب فى التمرد على الشيوخ، وقال: «كل ما يشغلنى هو أن يتم توفير بعض الخدمات للأعضاء مثل وجود مقر مناسب لأعضاء الجمعية فى القاهرة والأقاليم وأن يتم تخصيص مصيف مناسب للأعضاء وخصوصا أن موارد الجمعية تسمح بذلك».