ترك أحمد، لجنته الانتخابية وفضل أن يجلس في الخارج، ممسكا فرشة وألوان، ليرسم على وجوه من يريد علم مصر. في موسم الانتخابات يترك أحمد مهنته، حيث يعمل سباك، «في الانتخابات بيبقى الحال الواقف، ومفيش شغل، فبروح قدام اللجنة أشوف رزقي وبطلع بقرش حلو بدل وقف الحال». لم يتمكن أحمد من الإدلاء بصوته، لآنه لم يتخطً سن ال18 عاما بعد لكنه كل ما يطلبه من الرئيس القادم أن «الدنيا تمشي، وحال البلد يتعدل ونلاقي شغل». أحمد، ليس الوحيد الذي قرر أن يتربح على هامش الانتخابات، فأمام إحدى لجان الانتخابية بمحافظة المنوفية، كان محروس، يجر عربته المملوة بالعصير والمرطبات، ويقف أمام اللجنة في انتظار خروج الناخبين. «أنا بروي عطش الناخب»، يضحك محروس، بينما يصب كوبا من العرقسوس، «كل انتخابات بسحب العربية بتاعتي وأجي أقف هنا، يمكن الحال يتحسن شوية»، يعمل محروس في هذه المهنة منذ سنوات «وأهي في النهاية بتأكل عيش والحالة تمام». مع بداية التصويت للانتخابات أدلى محروس بصوته، «علشان أخلص نفسي بدري بدري وأشوف شغلي، ويمكن ربنا يعدلها مع الرئيس الجاي». يتمنى محروس من الرئيس القادم ان يعيش في امان، «يعني لما الواحد يقف يببيع في الشارع زي كده، ما حدش ياخد مني أتاوه، ولا يجي يقرفني في أكل عيشي». على مقربة من محروس، كانت تجلس أميرة وأخواتها أمام نصبة شاي «أحنا فاتحين كشك، ويوم الانتخابات بنقلبه نصبة شاي وقهوة علشان نخدم إللي بيجوا ينتخبوا من بعيد». ترغب أميرة وآسرتها في زيادة دخلهم خلال موسم الانتخابات، "بدل ما الحالة واقفة، بنقلب الموضوع ونعمل سندوتشات للناس إللي جايه من بره، وهو الدنيا بتمشي". تعاني أسرة أميرة من عثرات مالية متلاحقة، «عندنا فلوس متأخرة على إيجار الشقة، وكهرباء كمان ومصاريف إخواتي، والانتخابات يمكن تعدل الحال». وتقول اميرة «نفسي أخويا يشتغل، معاه دبلوم ولحد دلوقتي ملقاش شغله محترمة».