في مثل هذا اليوم قبل عامين، فارقت الحياة الفنانة وردة بهدوء شديد على عكس ما اعتادت عليه طوال حياتها المليئة بالبهجة والفن، والتي لم تخلُ من الصراعات أيضا. «وردة فتوكي»، أو «وردة الجزائرية»، التي ولدت في فرنسا من أب جزائري وأم لبنانية، وكان والدها يمتلك ناديا ليليا في باريس، يقدم فيه الفن الشرقي، ويغني فيه مطربون عرب، بينهم الفنان التونسي «الصادق ثريا»، الذي التفت مبكراً إلى خامة صوت ابنة صاحب المكان وهي تغني في إحدى الأمسيات. كانت وردة تغني منذ سن صغيرة لمشاهير مثل أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وأسمهان، ثم بدأ الصادق ثريا في صنع ألحان خاصة لوردة، لتقوم بأدائها وحدها، وفي الوقت نفسه نصح الأم بأن موهبة ابنتها سوف تدفن لو عاشت في فرنسا، وأنها تحتاج لمستمعين عرب، فقررت والدتها العودة إلى بيروت والاستقرار فيها، لتبدأ وردة أولى خطوة في مشوار الغناء الاحترافي. جاءت وردة إلى مصر عام 1960 وهي لم تتجاوز العشرين من عمرها، لكن عشق المصريين للجزائر حينها بالإضافة إلى موهبة وردة الجلية، سمح لها بأن تنطلق انطلاقة جديدة من قلب الوطن العربي، وأطلق عليها المصريون اسم «وردة الجزائرية». وكانت أولى أعمالها السينمائية هو دور بطولة مطلقة أمام المطرب عادل مأمون في فيلم «ألمظ وعبده الحامولي»، ومن هنا ذاعت شهرة وردة الفنانة الشاملة، التي تغني وتمثل. وعلى مدار 50 عاما، قدمت وردة العديد من الأفلام، مثل «آه يا ليل يا زمن»، و«حكايتي مع الزمان»، و«أميرة العرب» و«صوت الحب» وعملت مع كبار الملحنين مثل: «السنباطي» و«عبدالوهاب» و«القصبجى» و«فريد الأطرش» و«الموجى» و«سيد مكاوي» و«بليغ حمدي» و«كمال الطويل» و«صلاح الشرنوبى» و«حلمى بكر». رحلت وردة رحيلا هادئا، في شقتها المطلة على النيل بالقاهرة، وعقب الصلاة على جثمانها، سافر الجسد إلى الجزائر، بلدها الذي لم تولد ولم تعش فيه، لكنها لم تتخل عن الاعتزاز به، لتستقر في ترابه إلى الأبد. شاهد يا نخلتين في العلالي من فيلم ألمظ وعبده الحامولي https://www.youtube.com/watch?v=2fwy6nhpL2I شاهد وردة تغني وأنا مالي في إحدى حفلاتها https://www.youtube.com/watch?v=w0dQ-tAkICo