أعالج من ارتفاع فى ضغط العين (جلوكوما) وأداوم على استخدام قطرات العين التى يصفها الطبيب والتى يضطر من وقت لآخر لتغييرها. وقد حدث أخيرا أن نصحنى باستخدام نوع جديد إلا أنه أثر بطريقة ما على ضربات قلبى التى اختلت وأصابنى منها الدوار. فهل هناك علاقة بين قطرة العين والقلب؟ وهل أكون قد تعرضت لخطر حقيقى على قلبى أو الشرايين؟ سمير زخارى مصر الجديدة ارتفاع ضغط العين من شأنه التأثير على الأوعية الدموية التى تغذى شبكية العين والعصب البصرى المسئول عن نقل الإشارات البصرية للمخ، لذا فعلاجه أمر لا يقبل أى تأخير إذ إن التغيرات التى تحدث فى الإبصار غير قابلة للعلاج مما يؤدى لفقد البصر بلا رجعة. خفض ضغط العين يشابه آلية خفض ضغط الدم الشريانى فى تجربة الأدوية المختلفة حتى ينتهى الأمر لاختيار أكثرها تأثيرا وأقلها مضاعفات. الواضح أن طبيبك استعمل أحد أنواع قطرة العين التى من مكوناتها المادة الفعالة مثبطة البيتا (Beta Blocker) والتى كانت إلى وقت بعيد الاختبار الأول لعلاج الجلوكوما أو المية الزرقاء كما يسميها العامة. لكن مركبات مثبطات البيتا معروفة أيضا بأعراضها الجانبية التى قد تطول القلب والرئتين فهى تحدث خللا فى دقات القلب وقد تزيد من حدة أعراض هبوط القلب إن كانت موجودة لسبب أو لآخر، كما أنها قد تتسبب فى متاعب تنفسية لدى المصابين بالربو أو الحساسية. لذا يجب مراجعة طبيب للأمراض الباطنية قبل اللجوء لاستخدام هذا النوع من قطرات العين وإن تلتها الآن أجيال أخرى من قطرات العين تستخدم مواد فعالة مختلفة أهمها البروستا جلاندين أنالوج Prosraglandin Analogue والتى لا تؤثر على القلب أو الرئتين وإن كان لها أثر جيد فى انخفاض ضغط العين فى مواجهة الخطر الذى تتعرض له الشبكية والعصب البصرى عند الإصابة بالجلوكوما.