قالت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، إن تفعيل لجان حماية الطفل ضرورة ملحة في ظل الظروف الحالية التي تصدر فيها الطفل المصري المشهد السياسي، وأصبح وقودا للإرهاب والعنف، موضحة أن محافظة القاهرة من أكثر المحافظات التي تشهد العديد من مظاهر العنف واستغلال الأطفال بسبب التظاهرات. جاء ذلك خلال لقاء الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، والدكتور جلال سعيد محافظ القاهرة، في اجتماع تشاورى بأعضاء اللجنة العامة لحماية الطفل ورؤساء اللجان الفرعية بالأحياء للاتفاق على الإجراءات التنفيذية والتحديات والاحتياجات لبدء عمل اللجان والتنسيق مع الادارة العامة لنجدة الطفل 16000، وتم خلال اللقاء عرض لمهام وآليات عمل اللجان في المرحلة القادمة، وعرض للبلاغات التي وردت لخط نجدة الطفل من خلال التعاون مع محافظة القاهرة، حيث إن عدد البلاغات حتى ديسمبر 2013 وصل إلى 35231 بلاغاً. وشددت الأمين العام للمجلس على أن مكان الأطفال داخل الأسرة الطبيعية وداخل المدرسة، وأن حماية الطفل ينبغي ألا تتم بمعزل عن حماية الأسرة بأكملها، مطالبة بضرورة تنفيذ برامج تنموية تراعي العدالة الاجتماعية، والعمل على تجفيف المنابع التي تفرز مشكلات الطفولة. وقالت إننا في حاجة ماسة إلى تفعيل حقيقي للجان الحماية العامة والفرعية على مستوى الجمهورية، ونسعى لتواجدها بشكل مؤسسي حتى لا تتوقف على أفراد، مشيرة إلى قضية احتجاز 20 طفلا من الأطفال بلا مأوى والتي تمت إحالتها إلى اللجنة الفرعية بالمحافظة ولأنها غير مفعلة على النحو المطلوب، تمت إحالتهم إلى المأوى الإقليمي التابع للمجلس. وأكدت اهمية إعادة تشكيل تلك اللجان بشكل يتسق مع المتغيرات التي تمر بها مصر وفي ظل تفاقم حالات العنف التي رصدها المجلس والتي بينت أن اكثر من 262 حالة عنف ضد الأطفال، سواء من أقرانهم أو من بالغين لأطفال خلال الأربعة شهور الماضية، وتنوعت بين حالات قتل واغتصاب وتحرش واتجار وإهمال. وأضافت أن المرحلة الراهنة تتطلب التحرك السريع والتعاون المستمر مع كافة الجهات المعنية من المحافظات والوزارات والتنسيق مع المجتمع المدنى من أجل تحقيق المصلحة الفضلى للطفل لحل مشكلات عديدة تعرض الأطفال للخطر، منها الإرهاب وظاهرة التوك توك واستغلال الأطفال في العمل، وبيارات المدارس. وأكدت الدكتورة عزة العشماوي أن محافظة القاهرة كانت من أولى المحافظات التي بدأت بتفعيل لجان حماية الطفل على مستوى المحافظة لما تمثله هذه اللجان من أهمية لرصد كافة اشكال العنف والمخاطر التي يمكن ان يتعرض لها الأطفال، موضحة أن المحافظة تعد من المحافظات الجاذبة حيث تظهر بها كافة القضايا المتعلقة بالطفل من أهمها أطفال الشوارع، وقضايا العنف، وعمالة الأطفال، وحالات الاعتداء سواء البدني أو الجنسي، بالإضافة إلى الهجرة الداخلية من بعض المحافظات، وغيرها من القضايا التي تواجه الطفل والأسرة. وأثنت على التعاون الدائم والمثمر بين المجلس والمحافظة في كافة القضايا المتعلقة بالطفل والتواصل المستمر بين منسق المحافظة وخط نجدة الطفل 16000 لتقديم المساعدات المطلوبة للأطفال في كافة المجالات مما سينعكس بشكل ايجابى على تحقيق الإنجاز المرجو من تفعيل لجان الحماية بالمحافظة لتعمل في إطار مؤسسي يسهم في توحيد الجهود المبذولة، ووضع خطط مستقبلية من أجل الوصول لكافة الفئات المستهدفة والتحرك نحوهم وتقديم المساعدات لهم وخاصة الفئات الضعيفة والمهمشة والمعرضة للخطر. من جانبه، أكد الدكتور جلال سعيد محافظ القاهرة، أن هذا اللقاء يتيح الفرصة لتفعيل قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 لأهمية لجان الحماية التي نص عليها القانون ولتحديد المطلوب عمله في المرحلة القادمة خاصة أننا في مرحلة استثنائية، مشيرا إلى أهمية توفير الحماية للأطفال بحكم صغر سنهم ومحدودية معرفتهم، وأهمية اتخاذ الإجراءات التي ستتم في المستقبل لتفعيل لجان الحماية. وقرر محافظ القاهرة إعادة تشكيل لجان الحماية العامة والفرعية خلال اسبوعين، ووعد بانعقاد اجتماعات منتظمة للجنة العامة برئاسته، وتوفير مقرات لاجتماعات اللجان الفرعية على مستوى المحليات، وبحث سبل دعم هذه اللجان مادياً. وأعرب عن أمله في أن تمثل محافظة القاهرة نموذجا يحتذى للجان الحماية العامة والفرعية وتعميمها على مستوى الجمهورية، مؤكدا ضرورة التنسيق بين اللجان العامة والفرعية وبين كافة المسئولين والمهتمين والمعنيين بقضايا الطفولة. وأوضح أنه على الرغم من تشكيل اللجان العامة والفرعية في السابق إلا أنها تحتاج إلى تحديث لكى تعكس التغيرات التي تحدث، مشيرا إلى أن قضايا الطفولة لم تأخذ حقها خلال الثلاث سنوات الماضية، وتطرق إلى قضية أطفال الشوارع واحتجازهم في إحدى الجمعيات واستغلالهم في أعمال تنتهك كرامة الطفل وأهمية دور لجان الحماية في هذا الصدد. وطالب أعضاء اللجان خلال اللقاء بضرورة الإعلان والإعلام عن لجان الحماية ورفع وعي الأسر بدورها وكيفية الوصول اليها وضرورة التعاون معها، وتوفير تمويل قومي دائم لدعم هذه اللجان لضمان استمراريتها وعدم التقصير في مهامها، ووضع هيكل وظيفي ونظام إداري لأعضاء اللجان وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني، وزيادة عدد الجمعيات الأهلية التي يتم التعامل معها داخل محافظة القاهرة لأنها من اكثر المحافظات التي توجد بها مشاكل للأطفال. كما طالبوا بتوفير أماكن دائمة لاجتماعات أعضاء اللجان الفرعية في الأحياء، وتدريب أعضاء لجان الحماية الفرعية على مستوى المحليات، وضمان حضور العنصر الأمني في اللجان بصفة منتظمة لاحتياجه في الفترة الراهنة.