لقي مدير الاستخبارات الليبية بالمنطقة الشرقية، العقيد ابراهيم السنوسي عقلية، حتفه في إطلاق النار عليه في مدينة بنغازي. وجاء هذا الغتيال بعد رفض المتحدث باسم ما يعرف بحكومة شرقي ليبيا انتخاب رئيس وزراء جديد. ويتولى ابراهيم السنوسي عقيلة مسؤولية المخابرات العامة في بنغازي. وأطلق مسلحون عليه النار في مركز صحي بمدينة بنغازي الساحلية، حسب مصادر أمنية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المصادر الأمنية قولها إن السنوسي "كان في سيارته عندما أطلق عليه مسلحون النار وأصيب مرتين في العنق". وكانت بنغازي منطلق الانتفاضة الشعبية التي أسقطت نظام معمر القذافي عام 2011. ودخلت البلاد منذ لك الوقت في اضطرابات عجزت الحكومات المتتالية عن احتوائها. واستهدفت أعمال العنف العشرات من أفراد أجهزة الأمن والقضاة والأجانب. وتطالب تيارات سياسية باستقلال ذاتي في بنغازي، ولجأت في صراعها مع الحكومة إلى احتلال موانئ نفطية شرقي البلاد الصيف الماضي، وأوقفت تصدير النفط. وكان رئيس البرلمان أكد الاثنين تعيين أحمد معيتيق رئيسا للوزراء، بعد عملية انتخابات سادت فيها الفوضى، وأظهرت التنافر بين الإسلاميين والليبراليين. ولكن العديد من النواب اعترضوا على تعيين معيتيق، بينهم نائب رئيس البرلمان نفسه. وفي يوليو/تموز الماضي سيطرت إحدى المليشيا على موانئ نفط شرقي البلاد، وأوقفت تصدير النفط، متسببة في خسائر للحكومة الليبية قدرها 14 مليون دولار. وتوصلت الحكومة في أبريل/نيسان من العام الحالي إلى اتفاق لحل الازمة، واستئناف تصدير النفط. وتولى الجيش بموجب الاتفاق الإشراف على الموانئ. وتتوقع منظمة أوبك أن تستعيد ليبيا طاقة تصدير مليون برميل يوميا في منتصف يونيو/حزيران. وتجري المفاوضات لرفع طاقة التصدير، لكن رفض تعيين معيتيق يعيق هذه المساعي. وكان رئيس الوزراء السابق، علي زيدان، قد عزل من قبل البرلمان لعجزه عن منع مسلحين من تصدير النفط في شهر مارس/آذار، ثم اختطف بعدها واحتجز عدة ساعات. وعين وزير الدفاع، عبد الله الثني، بدلا منه، واستطاع الثني أن يبرم اتفاق استعادة السيطرة على موانئ النفط، لكنه استقال بعد خمسة أيام، متحججا بتعرضه وعائلته لاعتداءات.