سيطرت حالة من الخوف على أهالى جزيرة البوحة بمركز ساقلتة بمحافظة سوهاج على مدار الثلاثة أيام الماضية، بعد أن شاهدوا النيران تشتعل بقوة بمنازل القرية واحدا تلو الآخر، فهرولوا إلى الشوارع والأراضى الزراعية تاركين ممتلكاتهم تحت سيطرة النيران خشية على حياتهم من الموت، متهمين «الجن» بالوقوف وراء اشتعال النيران بمنازلهم، مثلما أشعل النيران بقرية شطورة بمركز طهطا العام قبل الماضى. كان اللواء إبراهيم صابر، مدير أمن سوهاج، قد تلقى بلاغا من مركز شرطة ساقلتة بنشوب حريق بجزيرة البوحة، فانتقلت على الفور قوات الحماية المدنية وتمكنت من السيطرة على الحريق واخماده قبل امتداده إلى المنازل المجاورة، وتبين من تحريات المباحث الجنائية بعد الانتقال لمكان البلاغ والفحص نشوب الحريق فى 6 أحواش وامتد إلى 7 منازل أخرى وانحصرت التلفيات فى احتراق بعض المنقولات المنزلية والأجهزة الكهربائية وأفلاق النخيل والعروق الخشبية والبوص. تحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة فقررت تشكيل لجنة فنية لمعاينة المنازل المحترقة وسرعة عمل تحريات المباحث حول الواقعة. أما عن روايات أصحاب المنازل المحترقة، فقال إبراهيم عثمان (51 سنة): «فى تمام الساعة الرابعة والنصف صباحا فوجئت باشتعال النيران بالمنزل فأسرعت بالخروج أنا وأسرتى خشية على حياتى تاركين ما نمتلكه من غلال وماشية وأجهزة كهربائية، والغريب أننا لا نعرف حتى الآن من المتسبب فى الحريق، وسمعنا من الجيران أن السبب يمكن أن يكون أعمالا شيطانية أو الجان» . واتهم عادل عثمان، أحد المواطنين، الجان بأنه الفاعل الرئيسى فى واقعة حرق المنازل، قائلا: «قمنا بإفراغ محتويات المنازل بالكامل بالزراعات ولم يتبق بداخلها أى شىء يشتعل أو يساعد على الاشتعال، لكن جدران المنازل والأسقف والأرضيات تحترق جميعها فجأة ويتم إخماد النيران، فتشتعل مجددا وتنتقل من منزل إلى آخر على مدار 3 أيام». ويقول السيد محمود (56 سنة): «احترق منزلى ثم انتقل إلى منزل نجلى والتهمت النيران فيهما كل شيء، وما تبقى من آثاث المنازل قمنا بإخراجه فى الشوارع وداخل الزراعات»، لافتا إلى افتراش 13 أسرة الحقول المجاورة لمنازلهم. من ناحية أخرى، قررت إلهام سليم، وكيل وزارة الشئون الاجتماعية بالمحافظة، إقامة 20 خيمة لإيواء المضارين وتقديم مساعدات عينية لهم.