لقت قوات الأمن النيجيرية القبض على العديد من الأشخاص في أبوجا على خلفية الهجمات التفجيرية التي شهدتها العاصمة قبل أيام قليلة من بدء فعاليات منتدى الاقتصاد العالمي.وأشارت مصادر إلى أن أغلب المحتجزين من الأجانب، إلا أن تفاصيل أكثر لاتزال غير متوافرة. كما اتخذ القرار بإغلاق المدارس والمصالح الحكومية على مدار فترة انعقاد منتدى الاقتصاد العالمي بالعاصمة أبوجا، الذي يشارك فيه رؤساء رواندا، والسنغال، وكينيا ورئيس الوزراء الصيني لي كيكانغ. يّذكر أن حكومة نيجيريا تعاني ضغطًا شديدًا في مواجهة حالة التوتر التي تعم البلاد. وكان انفجار شهدته العاصمة أبوجا في وقتٍ متأخرٍ من يوم الخميس قد أودى بحياة 19 شخصًا وذلك في أعقاب انفجار وقع في مكان قريب منذ أسبوعين خلف 75 قتيلًا. ومع أن أي من الجماعات لم تعلن مسؤوليتها عن تلك الهجمات، ما زالت أصابع الاتهام تشير إلى جماعة بوكو حرام. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع النيجيرية أن المحتجزين يوم السبت الماضي ما زالوا رهن التحقيقات التي توصلت إلى ما وصفه ب "معلومات مفيدة". ويُعتقد أن جماعة بوكو حرام تقف وراء اختطاف أكثر من 200 فتاة من مدرسة بورنو الواقعة بشمال شرقي نيجيريا منذ أكثر من أسبوعين. ومن المقرر أن يلقي الرئيس النيجيري، جودلك جوناثان، خطابًا إلى الأمة يوم الأحد في أعقاب الانتقادات التي واجهها بخصوص التعامل مع ميليشيات الإسلاميين. جماعة بوكو حرام تأسست جماعة بوكو حرام عام 2002 على يد رجل الدين والمعلم محمد يوسف. بدأت نشاطها الفعلي بعمليات مسلحة ضد قوات الأمن والجيش عام 2004 بعدا انتقلت إلى ولاية يوبي على الحدود مع النيجر. ترفض الجماعة الاختلاط بالسكان المحليين الذين يعيشون بالقرب من معاقلها. ترفض الجماعة التعليم الأجنبي والانفتاح على ثقافة الغرب وهو ما يتضح من اسمها بلغة قبائل الهوسا "التعليم الأجنبي حرام". تشير أصابع الاتهام إلى جماعة بوكو حرام وتحملها مسؤولية الهجمات التفجيرية التي تشهدها نيجيريا على مدار السنوات القليلة الماضية. تجددت المخاوف حيل توسيع الجماعة نطاق عملياتها بعد تفجيرين شهدتهما العاصمة أبوجا على مدار الأسابيع الماضية بالإضافة إلى تحميلها مسؤولية خطف 200 فتاة من مدرسة بولاية بورنو. وكانت جماعة بوكو حرام قد نفذت سلسلة من الهجمات شمالي البلاد على مدار السنوات الماضية. ويُقدر عدد القتلى الذين خلفتهم أحداث العنف وما تفضي إليه من ممارسات قمعية على أيدي قوات الأمن بنحو 1500 شخصًا لقوا حتفهم هذا العام فقط. لكن الهجمات التفجيرية الأخيرة، بما في ذلك تفجيرات 14 إبريل / نيسان الماضي، أثارت مخاوف من إمكانية اتساع نطاق تلك العمليات وامتدادها إلى مناطق أخرى في البلاد. وكانت الولاياتالمتحدة يوم السبت الماضي قد حذرت مواطنيها في نيجيريا من مخطط لتفجير فنادق شيراتون القريبة من لاجوس، أحد أكبر المراكز التجارية في نيجيريا. ففي بيان لها على موقعها الإلكتروني، قالت الخارجية الأمريكية إن من وراء هذا المخطط "جماعات تتبنى الإرهاب"، إلا أن البيان لم يعط المزيد من التفاصيل. من جانبها، قالت الحكومة النيجيرية إنها سوف تنشر 5000 عنصر من قوات الأمن لتأمين فعاليات منتدى الاقتصاد العالمي حول إفريقيا التي من المقرر أن تبدأ الأربعاء المقبل. وأوضحت الحكومة أن السبب وراء إغلاق المدارس والمصالح الحكومية بالعاصمة النيجيرية هو ضمان الانسيابية المرورية اللازمة لتحركات المشاركين في المنتدى. يحمل الكثيرون بوكو حرام مسؤولية اختطاف 200 مراهقة من إحدى المدارس في ولاية بورنو. رغم ذلك، قال مراسل بي بي سي في أبوجا، ويل روس، إن مخاوف أمنية قد تكون سببًا في إغلاق المدارس والمصالح الحكومية. فمن خلال وجود عدد أصغر من السيارات في شوارع العاصمة، سوف تتمكن قوات الأمن من تفتيش المركبات بعناية لإحباط أي محاولة لوصول منفذي الهجمات التفجيرية إلى أهدافهم. وقال رئيس الوزراء النيجيري إن الهدف من الإجراءات الأمنية هو تهدئة الأوضاع، إلا أنه أكد لوسائل إعلام محلية أن الجهود تتركز في الوقت الحالي على تحرير الفتيات المخطوفات الذي وصفه رئيس الوزراء بأنه هو "الأهم".