• كيف كان موقفك من تصويت الحزب فيما يخص الموقف النهائى من الانتخابات الرئاسية؟ لم أصوت فى الاستطلاع الالكترونى الذى أجرته الأمانات، وصوت فى اجتماع الهيئة العليا للحزب، وصوتى كان لصالح حمدين صباحى والمشاركة فى الانتخابات، لأنى أرى أنه صوت القوى الديمقراطية فى هذه اللحظة. • هل أعطيتيه صوتك فى انتخابات 2012؟ نعم. • ولماذا حمدين؟ بالنسبة لى الأمر مرتبط بقابلية الشخص للخضوع لرقابة شعبية ومساءلة ومحاسبة، وهذا معيار أساسى، لأنى لا أراهن على الفرد ولكن على حركة الناس وقدرتها على فرض إرادتها، وقابلية الطرف الآخر (المرشح) للخضوع للرقابة، لأنه أمر مرتبط بصورة أو بأخرى بالعملية الديمقراطية، وعندما يكون الناس طرف فى الإتيان بالمرشح والرئيس، يختلف حينما تكون الدولة هى الطرف، حينها يكون فوق المساءلة والمحاسبة. • أطراف أخرى محسوبة على الثورة ترى المشاركة دعما لمسرحية هزلية وتدعو للمقاطعة لفضح النظام أمام العالم، فما رأيك؟ وماذا فعل لنا العالم؟ العالم مع مصالحه، كل حكومات العالم تسعى لتأمين مصالحها، ولا يشكل أى فارق سواء انسحبنا من المشاركة أم دخلنا المعركة، المفروض أن الشعب هو المقياس، يبحث عمن يحقق الأمن ويلبى بعض المطالب، هذا الوعى والإدراك المفروض أن نكون طرفا فيه، طرف يكشف لهم الحقيقة ونتحدث معهم على الأقل، نتحدث معهم ونقول تحكموا فى مصيركم واستخدموا آلياتكم فعلينا الدخول إلى المعركة. كما أن جزءا من نقد الشعب للنخبة السياسية هو أننا متعالون على الشعب ورافضون للمشاركة، وبهذا يصعب أن نكون فى يوم من الأيام طرفا فاعلا مع الشعب، أو نكون معارضة حقيقية لها ظهير شعبى، وأنا لست مع التعامل دائما بهذا العجز والشلل. • ما المكاسب التى يمكن أن تتحقق للتيار الديمقراطى بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية؟ هى معركة ندخلها لتثبيت مكاسب معينة وانتزاع مكاسب أخرى، نرغب فى تثبيت حق الناس فى فرض رقابتها، ومساءلة الحكومة وتغييرها، هذه حقوق نظريا اكتسبناها من الثورة ولازالت فى ذهن الشعب. أما المكاسب التى نرغب فى انتزاعها فتتعلق بعدد من التشريعات، والالتزام بسياسات معينة فى العدالة الاجتماعية وحقوق الناس، والدفاع عن حقوق التنظيم والتظاهر وكل الحقوق التى يتم التراجع عنها، وهذه الأهداف يجب أن نسعى إليها خلال معركة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مهم جدا تكون هذه المطالب معروضة ومرفوعة طوال الوقت، ويعلن المرشح موقفه منها أو يظهر أمام الناس أنه بلا موقف أو لديه موقف معادٍ لهذه المطالب. • وهل يجب أن تخوضوا الانتخابات الرئاسية للتعبير عن تلك الحقوق؟ ممكن نقول بأننا لن نخوض المعركة ونترك الانتخابات وحينها سنخسر كثيرا، فى كل لحظة نحن متواجدون فيها وسط الناس نناقش معهم ما يقولوه ونكون طرفا فى المعركة ونطرح عليهم خطاب بديل. • إلى أى مدى ساعد حزب الدستور فى تجميع توكيلات حمدين صباحى فى الساعات الأخيرة؟ أعتقد أنه ساهم بدور كبير لأن شباب الحزب منتشرون فى المحافظات وأكيد لعبوا دورا مهما فى جمع التوكيلات. • كيف سيعمل حزب الدستور مع التيار الشعبى وحملة حمدين صباحى؟ الحملتان يجب أن تكونا مختلفتين، لا حمدين والتيار الشعبى هو حزب الدستور، ولا حزب الدستور سيكون التيار الشعبى. الدستور وصل لقرار دعم حملة حمدين عن طريق حملة مختلفة يديرها الحزب، واتفقنا على التنسيق معا، سنعمل من حملة مستقلة يديرها الحزب فى المناطق التى يتواجد فيها بأساليبه وأدواته، ولكن سيكون هناك تنسيق مع الحملة المركزية حتى يحدث تكامل. • هل بنية الحملة واضحة وموجودة؟ نعم وستبدأ العمل والنشاط من الأسبوع القادم فى مناطق مختلفة، ونتمنى ألا تحدث أى مواجهات أو اعتداءات أمنية على الشباب خلال عملهم فى أنشطة الحملة. • فى حال وصول حمدين صباحى لرأس السلطة، هل تعتقدين أنه قادر على التعامل مع الأزمات فى مصر؟ حمدين صباحى لن يستطيع أن يفعل أى انجاز بمفرده، ولكن الرهان على من يأتى من داخل المعسكر الديمقراطى العريض، وهو معسكر متعدد ومتلون، وعليه أن يخلق جبهة عريضة من القوى الديمقراطية القادرة على طرح البدائل والحلول. • وماذا عن مؤسسات الدولة وأجهزتها؟ الفئات التى لها مصالح لن ترحب بأى شخص من خارجها، لكن لو استندنا على القطاعات الناقمة داخل هذه المؤسسات والهيئات التى تعترض على الممارسات الفاسدة، ومن مصلحتها تطهير مؤسساتها من الفساد، فيمكن تحقيق نتائج جيدة. • هل يوجد تصور للعمل لما بعد الانتخابات؟ هناك تصور بالفعل، ولكنه سيتبلور أثناء الحملة من خلال لجنة استشارية، وبعد الانتخابات أعتقد أننا سنتوسع فى التنسيق مع تيارات ديمقراطية أخرى بما فيها أحزاب ربما لم تأخذ موقفا من المرشحين، واحتمال أحزاب أعلنت دعم السيسى، ففى طل لحظة الأهداف تتغير، وعندما نتكلم عن تعضيد تيار ديمقراطى فى المجتمع نحتاج لبناء تحالفات طويلة المدى، كما نحتاج للتنسيق مع مجموعات أخرى فى الأهداف قصيرة المدى مثل التنسيق على قانون. • هل بدأتم الاستعداد للانتخابات البرلمانية؟ بدأنا فى بناء كوادر فى الحزب استعدادا للانتخابات البرلمانية لان كلهم شباب وسنكثف الأنشطة فى المرحلة القادمة. • حزب الدستور وشبابه كان فى مقدمة صفوف المتظاهرين فى 30 يونيو، كيف تقيمين هذا اليوم بعد مرور أكثر من 10 أشهر عليه؟ لا أقدر أن أسمى 30 يونيو إلا بنفس الاسم الذى نزلنا على أساسه للشارع وقتها، وما شاهدناه لحظتها كان ثورة شعبية عارمة لإسقاط النظام، وكان «انقلابا شعبيا حقيقيا على محمد مرسى»، وتدخل الجيش فى هذه اللحظة ظهر على أنه تدخل لتطبيق رغبة شعبية، وما نراه الآن على المدى الطويل يوضح آثارا سلبية كثيرة لتدخل الجيش. • من المسئول عن الآثار السلبية والأزمات التالية ل 30 يونيو؟ الجيش ليس الطرف الوحيد، الإخوان أيضا طرف فى المشهد الذى يسمح بكم الانتهاكات على الحريات، وحتى الآن لا نعرف من البادئ ومازالت بعض الحقائق غائبة، هل طريقة فض رابعة هى السبب فى العنف؟ أم قرار الإخوان برفض فض الاعتصام؟، ولكن لا ننسى أيضا أن الإخوان منطقهم ومنهجهم يؤدى إلى العنف بشكل حتمى. • ما الحصيلة النهائية لنتائج 30 يونيو؟ تراجع الحريات والديمقراطية، وانتهاك الدستور، وأول من ينتهكه مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة الأمنية، واستخدام الحرب ضد الإرهاب للتخلص من كل تبعات 25 يناير، وهذه النتائج لها خطورة شديدة، ومحاولة عودة عقارب الساعة للوراء وقبول الناس لها نتيجة شعورهم لخطر الإرهاب، وإن كان المشهد له طرفان فالنظام بأدواته، والجماعات المتأسلمة وعلى رأسها الإخوان مسئولان عن هذه النتائج. كنا فى 30 يونيو أمام ظاهرة تنمو ولا نستطيع أن نحدد المدى الذى تصل له، لكن لما نرجع للوراء نتصور سيناريو صعود الخمينى فى إيران والنازية فى ألمانيا، وهى كلها مشاهد دموية جدا، لا أعتقد أنها أفضل من الوضع الذى نعيشه الآن. • هل توجد فى وجهة نظرك أى نتائج إيجابية ل 30 يونيو؟ الدستور الحالى وبعض نصوصه التى لا يمكن تحققها فى ظل حكم الإخوان، نحن الآن فى مذابح أكيد لا نرضى عنها، لكن نحن دائما أمام خيارات صعبة مطالبين طوال الوقت للاختيار بين السيئ والأسوأ، وكل فترة نواجه مخاطر مختلفة ونضطر للتعامل معها، نحن الان نقول كان من الممكن فرض أمور والتفاوض بطريقة افضل لصالح المسار الديمقراطى ووضع ضمانات فى يوم 3 يوليو. • هل تتحمل القوى الديمقراطية مسئولية وجود عدم خيار ثالث؟ القوى الديمقراطية خبرتها ضعيفة جدا تتحرك بشكل كلاسيكى وغير مبدع، وقياداتها شاخت، برغم محاولة وجودها مع قيادات شابة تبتدع أساليب جديدة، إلا أن فى لحظة التفاوض السياسى تعجز وبالتالى نحن أمام قوتين غير قادرين على التعامل بحنكة مع اللحظة السياسية والانحياز الكامل للخيار الديمقراطى بكل ما يتطلبه من تفاوض وفرض شروط واستخدام الثقل الشعبى. • هل تحملين البرادعى وشباب تمرد المسئولية؟ الكل يتحمل التبعات، وخاصة هؤلاء الذين شاركوا فى لحظة التفاوض، ولم يدركوا المخاطر التى يمكن أن تحدث والأشياء التى يجب التفاوض عليها، أول ما أتصوره أن نطلب من أول لحظة لجان تحقيق مستقلة ولجنة للعدالة الانتقالية وتكون فعالة، كان ممكن فعلا يكون فى اتفاق على عقد اجتماعى جديد.