تأثير جائزة البوكر على الرواية العربية كان أحد أبرز المحاور التى دارت حولها نقاشات نقدية على هامش الإعلان عن القائمة القصيرة فى منتدى «عبدالحميد شومان» بالعاصمة الأردنية عمان، قبل أسابيع من الإعلان عن فوز رواية العراقى أحمد السعداوى بالجائزة. نقاش أعلى من تأثير هذه الجائزة العالمية فى الدفع بالكتاب العرب، فعلى حد تعبير الناقد الأدبى البارز فخرى صالح فإن هذه الجائزة خلقت حراكا فى الرواية العربية بوصفها نوعا أدبيا خاصا، فيما لفت رئيس لجنة تحكيم الجائزة لهذا العام الناقد السعودى سعد البازعى، إلى أن تزايد الجوائز الأدبية بشكل عام ساهم فى ارتفاع معدلات الإنتاج الروائى، وارتفاع معدلات القراءة، وتعميق الحياة المدنية من خلال العناية بالرواية، والدفع بها كذلك على المستوى العالمى من خلال ترجمة الأعمال الفائزة، وتعريف العالم بالمنجز الروائى العربى. الكاتب الأردنى الكبير إبراهيم نصر الله كان أحد المشاركين فى الندوة الأدبية التى عقدت عشية الإعلان عن القائمة القصيرة، واعتبر أن البوكر جائزة ذات طابع معنوى وثقافى قادر على الدفع بالكتاب العرب الذين يعيشون فى منطقة «رمادية» على المستوى المادى تحديدا، ويمكنها اعانتهم على التفرغ لبعض الوقت للإنجاز الأدبى، وعلى حد تعبيره فإن «البوكر استطاعت منذ البداية أن تبتكر الدراما الخاصة بها، حيث بات القراء ينتظرون الإعلان عن الجائزة كل عام». «الانفجار الروائى» هو التعبير الذى استخدمه الكاتب الأردنى إلياس فركوح لوصف ظاهرة الكتابة الروائية فى العالم العربى، مؤكدا فى الوقت نفسه أن هذا الكم الملحوظ لا يواكبه تطور على مستوى الأداء... «عندما نعاين كثيرا من النصوص من الداخل نجد أنها لم تتطور كثيرا منذ 4 عقود»، وطالب فركوح بضرورة البحث عن لجان قراءة تحكم على النصوص، ومواجهة الكتاب بهذه الآراء حتى لو كانت سلبية، معتبرا أن البوكر فضحت الحالة النقدية العربية، وهو ما أشار إليه الناقد جمال ناجى ولكنه يرى أن «البوكر ضبطت إيقاع هذا العدد الكبير من الروايات».