اختص السفير محمود كارم «الشروق» بأول حوار له بعد اختياره منسقا عاما لحملة المرشح الرئاسى المحتمل المشير عبدالفتاح السيسى، والذى وصف دور الحملة بأنه مجرد تنظيم للجهود الشعبية التى يقوم بها الملايين من المواطنين ممن يؤيدون السيسى. ونفى كارم ما أشيع عن أن مؤسسات الدولة تدعم السيسى، مؤكدا أن مثل هذه الأقاويل تمثل تجنيا على الدولة المصرية قبل أن تتجنى على المشير، مبينا أن الحملة واجهت جملة من الإجراءات الروتينية حين شرعت فى بدء العمل بمقرها الرئيسى. وشدد منسق حملة السيسى على أن المشير أكد أكثر من مرة على أنه لا عودة للأنظمة السابقة، وأنه لا تصالح مع القتلة، مقللا فى الوقت ذاته من مخاوف البعض من عودة الدولة الأمنية، مؤكدا أن حل معادلة استقرار الأمن ومواجهة الإرهاب مع الحول دون وقوع حالات ظلم، يكمن فى دولة القانون. وأشار إلى أن المشير سيعرض، فور بدء فترة الدعاية الانتخابية، جميع توجهاته تجاه كل القضايا التى تتعلق بالشأن المصرى. * هناك اتهامات بأن مؤسسات الدولة تنحاز للمشير السيسي.. ما حقيقة ذلك؟ أولا أريد أن أوجه التحية لجريدة «الشروق» وللشعب المصري كله، هذا الكلام فيه تجنٍ كبير على الدولة المصرية، قبل أن يكون تجنيا على الحملة، فمصر الدولة الكبيرة العريقة لا يصح أن يثار بها مثل هذا الكلام، وحين بدأنا نشاطنا، وشرفت بتولى مسئولية الإعداد لهذه الحملة كان التكليف واضحا، هو أن نعتمد على أنفسنا، وعلى الرغم من وجود العديد من الكفاءات العسكرية، خارج خدمة وزارة الدفاع، يمكنهم أداء مهامهم بكفاءة والاعتماد عليهم، لكن المشير السيسى فضل أن تكون جميع عناصر الحملة من المواطنين المدنيين، والحملة لا علاقة لها بالجهاز الإدارى للدولة، واختيار المدنيين أكبر دليل على هذا، وقوتنا الوحيدة مستمدة من الشعب وتأييده وإيمانه بالمشير وليس من تأييد الدولة. ومن الأدلة الأخرى أننا واجهنا العديد من الصعوبات، ومنها ما تحدث عنه المستشار القانونى للحملة فى مؤتمر صحفى، والذى أشار إلى وجود شبهات تعمد لإفساد نماذج التأييد الخاصة بالمشير، وأيضا حين بدأنا استعدادات العمل فى المقر الرئيسى للحملة، واجهنا العديد من أوجه الروتين والبيروقراطية، التى تحملناها بصدر رحب مثلنا مثل أى مواطن مصرى. * ما هى مصادر تمويل الحملة الانتخابية للمشير؟ حتى الآن لم نفتح باب التبرعات ولم نتلق أية أموال، لدينا من يتبرعون بوقتهم ومجهودهم وأفكارهم، وهذا فى نظرنا أغلى من المال، بعد هذا سيكون هناك حساب بنكى لتلقى التبرعات من المصريين بالداخل والخارج، وسيتم الإعلان عنه بعد فتح باب الدعاية. * هل أقصت الحملة رموزا من الأنظمة السابقة وكيف تتعاون مع الكفاءات منها؟ كلمة الإقصاء لا محل لها، نحن لا نتعامل مع أشخاص، بل نتعامل مع كفاءات، من لديه صحيفة جنائية نظيفة فهو مواطن كامل الأهلية، ولا يعنى هذا أنه مستعد لتولى مسئولية سياسية، لكن يعنى أن جميع حقوقه موجودة ويحفظها القانون، بما فيها حقوقه السياسية والمدنية. والمشير أكد أكثر من مرة أن الأنظمة السابقة لن تعود، ومصر المستقبل ستبنى بأيدى وعرق كل أبنائها الشرفاء والمخلصين، بما فى ذلك شباب مصر الذى نعتمد عليه بشكل كبير وفعال. * هل أعلن السيسى موقفه من المصالحة مع الإخوان؟ لا أستطيع أن أجيب بلسان السيد المشير، لكن المصريين يجب ألا يكونوا المصريون أسرى مصطلحات، فلا يوجد شىء اسمه مصالحة مع قاتل، فلا الشرع ولا القانون يقران بهذا، فكيف تود من أشخاص أن يتصالحوا مع قتلة، ومرة أخرى أؤكد أن المشير سيعرض، فور بدء فترة الدعاية الانتخابية، جميع توجهاته تجاه مختلف القضايا التى تتعلق بالشأن المصرى داخليا وخارجيا، وعلينا أن نسمع فيه هذه الرؤية المتكاملة. * كيف يمكن التعامل مع سقف طموح المصريين المرتفع فى ظل الأزمات الاقتصادية التى تواجهها البلاد؟ من حق الشعب أن يطمح إلى ما هو أفضل، ولا أخفيك سرا إذا قلت لك أن لدينا نحن أيضا سقفا مرتفعا لطموحنا، نطمح فى أن يعمل الجميع معنا، وأن يتعرف هذا الشعب على القدرات الحقيقية الكامنة فيه وأن يستغلها، والطموح إلى الأفضل هو أمر مشروع، وكلى ثقة أن الشعب لن يخيب أملنا، ويجب استدعاء عبقرية الشعب المصرى التى يظهرها فى المواقف الصعبة، مثلما فعل حين نزل إلى ميادين مصر المختلفة فى 30 يونيو، واستغلال هذه العبقرية فى ميدان جديد هو ميدان العمل. * اختفى السيسى إعلاميا منذ بيان ترشحه.. كيف سيظهر أو يتحرك خلال فترة الدعاية الانتخابية؟ المشير يحترم القوانين وقرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، التى تسمح للمرشحين بالظهور والتعامل مع الإعلام إلا بعد الثانى من مايو، وعندما يأتى هذا اليوم سيكون لكل حادث حديث، وعلينا أن نبتعد عن مصطلحات غير صحيحة مثل اختفاء الإدمان. * هناك مخاوف من عودة الدولة الأمنية التى أدت إلى ثورة الشعب على مبارك؟ نحن نهدف إلى عودة الأمن، لكننا بالتأكيد ولا نرغب ولا نريد وقوع الظلم، والحل هو فى إقامة دولة القانون، وهذا هو ما نعمل من أجله، ويجب أن يعى الجميع حجم التحديات الأمنية التى تواجه جهاز الشرطة، والتماس العذر له فى بعض الأوقات، فى ظل الإرهاب والسلاح الذى ينتشر بالشارع المصرى، فهذا وضع جديد على مصر. وهناك مطالبات كاسحة بعودة الأمن، ويأتى هذا الأمر فى المرتبة الأولى للمطالبات التى ترد إلينا من خلال استطلاعات الرأى، والأمن هو الركيزة الأولى لانطلاق الاقتصاد والاستثمارات والسياحة وبناء على الإنسان المصرى كل ذلك يحتاج إلى أمان فى ظل احترام القانون وثوابت الديمقراطية ومنها حقوق الإنسان. * كيف يمكن مواجهة عزوف الشباب عن المشاركة السياسية؟ لا أرى أن هناك عزوفا للشباب، فشباب مصر إيجابى وبناء، ونتواصل معهم يوميا، وبدأنا وضع اللبنات الأولى للجنة الشباب، بقيادة الدكتور حازم عبد العظيم، وسيتم توسعتها لتضم قطاعات رئيسية تمثل كل شباب مصر، ودورها ليس احتواء الشباب، بل توظيف طاقاتهم، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة بالجهد والعمل الجاد لأنهم ذخيرة الوطن والمستقبل. والمشير حريص على الاعتماد على الشباب، لأنه يؤمن بأن مصر يجب أن تنظر إلى مستقبلها، وقد قيل إن الحملة تستشير الشيوخ وتعتمد على الشباب وهذا صحيح وأراه يتحقق أمامى، والكفاءة فى النهاية هى المعيار، فمصر لا وقت لديها لتضيعه، والمستقبل لا ينتظر أحدا. * وماذا عن المتطوعين فى حملة المشير؟ حملة المشير السيسى تشمل كل مواطن مصرى، فهى حملة شعب مصر بأكمله، والعدد داخل الحملة الرئيسية قليل جدا، لأن الواقع أن دورنا هو مجرد وتنظيم الجهود الشعبية التى يقوم بها الملايين من المواطنين، ودورنا الإدارى فى جمع وفرز نماذج التأييد التى جمعها وحملها المواطنون بأنفسهم خير دليل. * كيف سيتم الترويج لبرنامج السيسى الانتخابى؟ لكل حادث حديث، لكن كلمة ترويج هنا فى غير مكانها، فالهدف هو إشراك الجميع فى الرؤية وطرح الأفكار والاستماع لآراء الناس بشأنها، وليس الترويج. وأن نسمع إلى رؤية السيد المشير حول تصوره لمصر المستقبل لأنها تأتى من دراسة ودراية عميقة اكتسبها بعد سنوات طويلة من خدمة الوطن فى مواقع المسئولية المختلفة.