أبرأ محافظ أسوان، اللواء مصطفى يسرى، ساحة الشرطة والأجهزة المعنية فى التعامل مع أزمة قبيلتى الدابودية وبنى هلال فى أسوان، والتى أسفرت عن مقتل 26 من الجانبين. وقال المحافظ فى تصريحات خاصة ل«الشروق» إنه منذ اندلاع الشرارة الأولى للأحداث، تدخل فورا، وأمر بسرعة التعامل مع الموقف، حيث أمر بالتحقيق مع مديرى مدرستى، محمد صالح حرب، ومحمد حسين هلال الفنية، ومدير التعليم الفنى، بعد حدوث مشاجرة بين مجموعة من الطلاب منتمين للقبيلتين بسبب تبادل كتابة عبارات مسيئة على الجدران الخارجية للمدارس». وأضاف قائلا: «الشرطة قامت بفض النزاع بين الطلاب وبعض أبناء القبيلتين، وتوصلت المحافظة إلى الصلح بين الطرفين مساء نفس اليوم الذى وقعت فيه المشاجرة، بمقر نقابة المعلمين وبحضور قيادات القبيلتين، وتم تحرير محضر بهذا الصلح فساد الهدوء المنطقة». وأوضح المحافظ، بأن الجميع فوجئوا بحدوث مناوشات بين القبيلتين ظهر يوم الجمعة التالى للأحداث، من خلال إطلاق أعيرة نارية عشوائية أدت إلى وفاة 4 أشخاص من قبيلة الدابودية، وإصابة 16 آخرين، ما تبعه قيام قبيلة الدابودية بالاشتباك مع قبيلة بنى هلال مساء ذات اليوم، للرد على الأحداث التى وقعت فى صباحا مما أسفر عن مقتل 18شخصا آخرين، وإصابة 23 من قبيلة بنى هلال، بجانب اكتشاف وجود 3 قتلى آخرين من قبيلة الدابودية فى صباح يوم السبت. وتابع المحافظ بأنه فى اليوم التالى تجددت الاشتباكات بمنطقة الأحداث، مع قيام البعض بقطع الطريق المؤدى للمنطقة، وكذا الطرق المؤدية إلى الجزيرة والخزان، فنزلت إلى منطقة السيل الريفى والمناطق المحيطة بها لمتابعة الموقف عن قرب للاطمئنان على استقرار الأوضاع الأمنية، وأمرت بتكثيف الدوريات الأمنية، وإلقاء القبض على 12 شخصا من طرفى الأزمة. وقال المحافظ، عقب ذلك تم عقد اجتماع طارئ بحضور رئيس الجامعة والقيادات الأمنية وعواقل وأجاويد القبائل العربية والأسوانية، كما تم إصدار بيان فور انتهاء الاجتماع يتضمن مناشدة كافة وسائل الإعلام بتوخى الحذر وتحرى الدقة فى كل ما يتم تداوله حول المشكلة. وأضاف: فى مساء نفس اليوم عقد اجتماع آخر مع كبار قبيلتى الدابودية وبنى هلال أمتد حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالى، للتوصل إلى اتفاق بتهدئة الموقف لمدة 3 أيام من خلال الاتفاق على آليات محددة وهو الذى ترتب عليه دفن 6 جثامين من قبيلة بنى هلال، بعد تصريح النيابة العامة بذلك، مع بدء لجنة تقصى الحقائق فى أعمالها للوقوف على أسباب الأحداث، مشيرا إلى أنه بعد ذلك توالى وصول لجان من القبائل العربية للمشاركة فى تهدئة الموقف بين القبيلتين. وانتهى المحافظ قائلا: تم إصدار قرار بتشكيل لجنة للحصر الفورى لكافة التلفيات والخسائر سواء كانت فى المنازل أو المحلات أو السيارات أو المواشى، وامتدت الهدنة بين الجانبين لمدة شهر آخر على أمل أن تهدأ الأمور بشكل نهائى ويعم الوئام الجميع.