* الانفلات الأمنى وراء انتشار الظاهرة .. وجلسات الصلح تفشل فى إطفاء نار الأهالى * مدير أمن المنيا: نتعاون مع اللجان العرفية ورجال الدين لمحاصرتها تعد ظاهرة الأخذ بالثأر أحد أبرز العادات المرتبطة بأهالى الصعيد، ورغم عشرات المحاولات لوأد فتنة الثأر بعقد جلسات صلح، الا أن العادة لاتزال مستمرة، فيما ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ بعد ثورة 25 يناير، ليصل الآمر إلى الأخذ بالثأر داخل قاعات المحاكم وفى حرم الجامعات والمدارس وداخل القطارات، نظرا لحالة الانفلات الأمنى التى تعانيها البلاد منذ ذلك الوقت وحتى الآن، إضافة لدخول كميات كبيرة من السلاح المهرب عبر الحدود الليبية ودروب السودان. جرائم الثأر المتتابعة، كشفت فشل جلسات الصلح والتى تعقد تحت إشراف مديريات الأمن فى محاصرة الظاهرة، يؤكد ذلك المحضر رقم «2379» إدارى مركز شرطة مطاى لسنة 2012، والذى رصد تجدد خصومة ثأرية مضى عليها أكثر من 16 عاما، ورغم أن الجانى قضى عقوبة بالسجن لمدة 7 سنوات وتم عقد جلسة صلح عرفى بين طرفى الخصومة، إلا أن أهالى المجنى عليه أخذوا بالثأر من القاتل الذى يبلغ من العمر سبعين عاما، ويدعى رجب موسى محمد، لسابقة قيامه بقتل مجدى عبودة. كما سجل المحضر رقم 5175 إدارى مركز شرطة ملوى بتاريخ 11 أكتوبر 2013، عودة الخلافات الثأرية مرة أخرى بين عائلتى «الشعاشعة» و«العوايزة» بقرية «تندا» بمركز ملوى بعد 8 سنوات من الخصومة الثأرية، فبعد مقتل شخصين من عائلة الشعاشعة يوم 6 أكتوبر الماضى، لقى ثلاثة أشخاص مصرعهم من عائلة العوايزة، لترتفع حصيلة الثأر بين الطرفين إلى 5 أشخاص فى أسبوع واحد. وتمكنت مباحث مركز ملوى بالمنيا، من كشف غموض واقعة العثور على جثة المدعو على راتب طه 38 عاما، وتبين قيام شخصين بقتله على خلفية قضية ثأر منذ 9 سنوات. الظاهرة لم تقتصر على الأماكن النائية، بل امتدت إلى قاعات المحاكم، لثقة الجناة فى إمكانية الهروب من قبضة العدالة، لتصبح ساحات المحاكم مسرحا للقتل، وقد شهدت محكمة جنايات المنيا، بمنتقبة تطلق النيران على محبوس، حضر لنظر تجديد حبسه، وبعد مطاردة من الأمن للمنتقبة، تبين أنها رجل حضر ليقتص من قاتل شقيقه. وفى أغسطس من العام الماضى، لقى فكهانى مصرعه على باب محكمة المنيا بشارع عبدالمنعم رياض، اثناء توجهه لحضور محاكمة شقيقه المتهم بقتل 4 أشخاص، بعد أن انهال عيله أقارب الضحايا بالسكاكين. وفى محكمة ملوى، أصيب شخص بجرح قطعى فى الرقبة بطريق الخطأ، أثناء محاولة أحد الأشخاص الثأر لأشقائه الذين تعرضوا للضرب على يد آخرين، وتبين أن المدعو «على.ع» دخل القاعة وطعن أحد الأشخاص خطأ فى رقبته، وشهدت نفس المحكمة التربص بمتهم يدعى «محمد.ف.خ» قبل عرضه على النيابة، حيث أصيب برصاصات فى البطن ليلقى مصرعه على الفور، وحاول الجانى الفرار إلا أن قوة تأمين المحكمة تمكنت من ضبطه قبل هروبه. وفى 18 أكتوبر عام 2011، ألقت مباحث مركز شرطة أبو قرقاص بمحافظة المنيا، القبض على شخص حاول الأخذ بالثأر داخل قاعة المحكمة، وتبين أن خالد جمال عبداللطيف حاول قتل طاهر محمد ربيع، المتهم بقتل شقيقه وليد جمال، أثناء عرضه على محكمه أبو قرقاص لنظر تجديد حبسه، حيث عثر بحوزته على سلاح أبيض، وبمواجهته أقر بأنه يحمل السلاح بهدف الأخذ بالثأر من قاتل أخيه. من جانبه، أكد اللواء أسامة متولى، مدير أمن المنيا، أن قضايا الاخذ بالثأر عادة أصيلة فى محافظات الصعيد، وأن المديرية تسعى لمحاربتها والحد منها بشتى الطرق بالتعاون مع اللجان العرفية ورجال الدين لبث روح القبول والرضا فى نفوس أهالى الضحايا. وأضاف مدير الأمن، أن مديرية المنيا من المديريات الناجحة فى القبض على حائزى الأسلحة غير المرخصة، حيث تشن حملات يومية لضبطها