بعد مرور عام كامل على المبادرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لاكتشاف ألغاز المخ والتي تركز على كيفية عمل المادة السنجابية وسبر أغوار قدرتها على التفكير والشعور والتذكر، وكيف تصاب في أحيان بالأمراض، أعلن العلماء أنهم حققوا إنجازًا كبيرًا سعيا للوصول إلى هذا الهدف. وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية (نيتشر) الأربعاء، إنهم رسموا خريطة توضح التوصيلات العصبية في تعاريج مخ الفأر، التي تضم الخلايا العصبية وتقوم بوظائف المخ المختلفة. وقال ديفيد فان أيسن، عالم الأعصاب بجامعة واشنطن في سانت لويس، وهو أحد المشاركين في المشروع البحثي، الذي يرمي إلى تطبيق نتائجه على مخ الإنسان، إن دراسة مخ الفأر "تتيح أكبر تحليل مفصل للتوصيلات العصبية بالمخ الموجودة بالفعل في مخ أي حيوان ثدي. إنها دراسة تمثل علامة بارزة حقًا." وتقدم خريطة التوصيلات العصبية رسمًا توضيحيًا لكيفية اتصال ملايين أو مليارات الخلايا العصبية من المادة السنجابية بعضها ببعض من خلال نقاط اتصال تسمى المحاور العصبية او المادة البيضاء، من ثم تسمح لمراكز المخ بالتواصل وتوفير وظائف السلوك والذكاء وسمات الشخصية وغيرها. وقد تزيح هذه الخريطة اللثام عن كيفية الفصل بين الخلايا العصبية المسؤولة عن التذوق مثلا وتلك الخاصة بالذاكرة واستعراض أحداث الماضي، كما يمكن ان توضح ما أسباب تعطل هذه الدوائر العصبية عن العمل بسبب أمراض منها الزايمر. وقبل رسم خريطة مخ الفأر، كان النوع الوحيد الذي أجرى له العلماء هذه العملية إحدى الديدان الأسطوانية. ويحتوي مخ الإنسان على نحو 86 مليار خلية عصبية، تتصل كل منها بنحو عشرة آلاف نقطة اتصال.