شهدت مصر أمس الأول «بروفة» للظلام المتوقع أن تغرق فيه، خلال أشهر الصيف المقبلة، بسبب انقطاع الكهرباء، حيث انقطع التيار أكثر من مرة فى مختلف المحافظات. ووصلت انقطاعات الكهرباء، أمس الأول، لأعلى معدلاتها، خلال العامين الماضيين، بقدرات 3575 ميجا وات، بزيادة على أعلى معدلات الصيف الماضى، بأكثر من 500 ميجاوات، وفقا لمصدر مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة. وقال المصدر إن عجز الوقود، خصوصا من الغاز الطبيعى، لم يسعف محطات توليد الكهرباء، فى الوفاء باحتياجات الاستهلاك، ووصل الحمل الأقصى لشبكة الكهرباء 22550 ميجاوات. وأضاف أن حل الأزمة يتوقف الآن على نجاح الحكومة فى استيراد كميات كافية من الوقود، متوقعا أن تتزايد معدلات انقطاع الكهرباء خلال الشهور المقبلة، مع تزايد معدلات درجة الحرارة، واستمرار العجز فى الوقود. فيما أعلن مركز التحكم القومى فى شبكة الكهرباء، تجاوز أحمال الكهرباء السعة القصوى للشبكة، مؤكدا أن استمرار تزايد الحمل سيؤدى دائما للاضطرار لفصل الكهرباء، مطالبا المواطنين على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بمحاولة تقليل فترة الفصل أو تفاديها بتخفيض عدد اللمبات المضاءة، مع فصل بعض الأجهزة فورا خلال فترة الذروة، وهى: الغسالة المكنسة المكواة غلاية المياه الفرن الكهربائى سخان المياه الكهربائى. على صعيد متصل وقعت وزارة الكهرباء أمس، اتفاقية القرض المقدم من البنك الأوروبى للإعمار والتنمية، بقيمة تبلغ حوالى 190 مليون دولار أمريكى لتحويل محطتى توليد كهرباء الشباب، وغرب دمياط للعمل بنظام الدورة المركبة، لتصل قدراتهما الإجمالية إلى 2250 ميجاوات. وقال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، إن الخطة التوسعية تهدف إلى إضافة قدرات توليد دون استخدام وقود إضافى، يتم تنفيذها لتدعيم الشبكة الكهربائية الموحدة، لمجابهة الأحمال مع الاستخدام الاقتصادى للوقود وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الوحدات. وعاشت قرى البحيرة فى ظلام دامس، أمس الأول بسبب انقطاع الكهرباء لعدة ساعات، ما أدى إلى عزل القرى عن المدن، بسبب توقف سيارات الأجرة لخوف أصحابها من التعرض للاعتداء أو السرقة، وهو ما أثار غضب الأهالى، الذين هددوا بعدم دفع فواتير الكهرباء وطرد المحصلين، أثناء المرور على المنازل، خصوصا بعدما تعرضت الأجهزة الكهربائية والأطعمة والبضائع للتلف. وفى الأقصر تزايدت فترات انقطاع التيار الكهربائى، فى المدينة السياحية، حتى وصلت إلى سبع ساعات فى بعض المناطق الحيوية والمهمة بالبر الغربى، حيث اشتكى أهالى منطقة حوض الرمال والجزيرة، ومعدية الأهالى من انقطاع التيار المتكرر. وقالت إنجرد فيكر، سيدة ألمانية الجنسية مقيمة بالمنطقة، إنها لم تتوقع انقطاع التيار كل هذه الفترة، فى منطقة تكتظ بالسياح والأجانب، وبها ثلث آثار العالم، وأكثر من عشرين فندقا سياحيا به جنسيات مختلفة، من كل دول العالم، ولا تجد إدارته ردا على استفسارات الزائرين عن انقطاع الكهرباء إلا سببا غير مقنع للسياح وهو تخفيف الأحمال. وأضافت أيضا أن منطقة معدية الأهالى هى مدخل المنطقة الأثرية، ويمر بها آلاف السياح يوميا، وانقطاع التيار بها جعل كثير من السياح، قرروا الفرار من الأقصر ومصر كلها، خصوصا أن إنقطاع التيار الكهربائى طال المعابد الأثرية. وفى القليوبية انقطعت الكهرباء بقرى كثيرة، ولجأ المواطنون والطلاب إلى لمبات الكيروسين والشموع والكشافات، لإنارة المنازل، وتعطل العمل فى بعض المصالح الحكومية، وإدارات المرور والأحوال المدنية. من ناحية أخرى جدد عدد كبير من الأهالى تهديداتهم بعدم دفع فواتير الكهرباء، نظرا لكثرة حالات السرقة والاختطاف التى تنتشر عقب انقطاع التيار الكهربى، فضلا عن إتلاف الأجهزة الكهربائية، واضطر بعض المواطنين إلى شراء مولدات لمواجهة استمرار انقطاع التيار الكهربى.