كانت تنتظر بفارغ الصبر أن يمر شهر إبريل حتى تحقق حلمها وتفرح بحفل خطوبتها وترتبط بشريك حياتها الذي خطبها فى شهر مايو، لكن القدر رفض أن يتركها 30 يومًا، وتبدلت المشاهد فبدلا من أن يجتمع أهلها وأصدقاؤها في فرحها انتظروا جثمانها أمام المشرحة، ووقف والدها مذهولا أمام أبواب المشرحة لا يصدق أن ابنته ماتت، وأنه يحمل كفنها بدلا من فستان فرحها. «هى بنتى ماتت؟» يتساءل سامح جورج، والد مارى ضحية اشتباكات الإخوان والأمن بمزلقان عين شمس، وأمام المشرحة يقف فؤاد خليل، زميل مارى. موقف واحد لن ينساه فؤاد طيلة عمره، عندما تعرف على جثمان مارى فى مستشفى الحياة، يقول عنه ل«الشروق»، «كنت مع مارى قبل وفاتها بربع ساعة فى المهندسين نبيع خطوط المحمول، وبعدها اتجهنا إلى المخزن فى ميدان الحجاز، وكنا فى غاية السعادة لأننا بعنا خطوط بقيمة 1500 جنيه، وكانت مارى تصمم أن تصرف نصف المبلغ فى عمل خير تابع للكنيسة، وبعدها توجهنا إلى عين شمس، واتصل والدها بها يحذرها من المظاهرات لكننا نجحنا فى الوصول إلى المنزل، ولكن مارى توجهت إلى ميدان الحجاز مرة أخرى لمقابلة شريكنا الثالث فى المخزن». ويكمل فؤاد «فوجئت بوالدة مارى تصرخ فى وجهى، حيث اتصل شخص بها وقال لها، إن ماري مصابة وسيارتها اصطدمت في عمود كهرباء، وتوجهت مع والد ماري إلى مكان الحادث». يصمت فؤاد قليلا، تتساقط دموعه، يتذكر لحظات الوداع الأخير «ذهبت إلى مستشفى الحياة وقال لى أمين الشرطة، إن مارى ماتت وتعرفت على جثمانها وكان وجهها مشوها ومطعونة فى ظهرها». توجهت بعدها إلى قسم الشرطة وسألت الضابط كيف قتلت مارى؟ لكنه لم يجبني، وتوجهت إلى المتهمين وسألت أحدهما بعد أن وعدته أننى سأقف بجواره فقال لى (يا بيه أنا عملت خير لقيت أختك فى العربية مقتولة والناس خايفة تطمئن عليها روحت شيلتها للمستشفى)، لكننى لم أصدق روايته، وبعد ساعتين قال لى ضابط الشرطة إن «المتهمين اعترفا بقتل مارى وأنهما أطلقا النيران عليها وبعدها طعناها».