عاد الدكتور هايل عبد الحفيظ داود، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني إلى عمان، اليوم الجمعة، قادما من القاهرة، بعد أن شارك في اجتماعات المؤتمر العام الثالث والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. وأكد داود في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا» أهمية المؤتمر والمحاور التي تضمنها وركز عليها، قائلا «إنه جاء في وقت نحن فيه بأمس الحاجة، لبحث أفضل السبل والحلول للعديد من المشكلات التي يعاني منها عالمنا الإسلامي، ومنها التشدد والعنف والإرهاب والتكفير». ونبه وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني إلى أن هذه المشكلات لها آثار سلبية على الأوطان ومصالحها العليا وعلاقاتها الدولية، مشددا على أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى الالتزام بقواعد وقيم وأحكام الشريعة الغراء وتحقيق مقاصدها السامية. وبين داود أن المشاركين في المؤتمر الذين مثلوا 40 دولة عربية وإسلامية، ناقشوا على مدى ثلاثة أيام العديد من الموضوعات والمحاور والقضايا المتعلقة بخطورة التكفير والفتوى بدون علم، وأكدوا ضرورة أن تخاطب وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية ودور الإفتاء في الدول العربية والإسلامية مؤسسات الإعلام المختلفة لإيجاد مساحة مناسبة لنشر الفكر الوسطي وفتح الأبواب أمام الفكر الوسطي السليم، وتحذير المواطنين من خطورة الفكر التكفيري. وشدد على ضرورة ضبط الفتوى وخطورة إطلاقها بدون علم، مبينا أن المشاركين ناقشوا المظاهر الأمنية والاجتماعية لظاهرة التكفير والأساليب والوسائل المناسبة اللازمة لمعالجة هذه الظاهرة والآثار الجانبية السلبية الناتجة عنها. وقال إن المشاركين ناقشوا كذلك الآثار الجانبية لفتاوى الفضائيات، وضرورة توفر الثقافة الدينية واللغوية والأدبية والاقتصادية الكافية في المفتي، كما بحثوا الآثار السلبية على المجتمع للتشدد والتكفير ومظاهر الغلو في الدين ودور مؤسسات المجتمع المدني في نشر الفكر الوسطي بمواجهة الفكر التكفيري. وأفاد داود بأن توصيات المؤتمر تركزت على أن يرفع الرأي إلى أهل الفقه والاختصاص وتحديد مصطلحات الجهاد ودار الحرب والسلام وحفظ الأنفس من مقاصد الإسلام الكبرى، والتأكيد على سماحة الإسلام وحضارته التي تستوعب المسلمين وغير المسلمين.. وأكدت ضرورة فتح أبواب الحوار والتواصل بين العلماء والشباب، بالاستفادة من التقنيات الحديثة للرد على استفسارات المواطنين وتساؤلاتهم.