أعلن جهاز مكافحة الفساد في جنوب إفريقيا أن الرئيس جاكوب زوما قد حقق "منافع دون وجه حق" جراء استخدام أموال الدولة في تحديث منزله الريفي. وكلَفت التعديلات على المنزل الخاص لزوما بما في ذلك حمام السباحة وحظيرة للمواشي، دافعي الضرائب نحو 23 مليون دولار. وفي تقرير استغرق أكثر من 400 صفحة، اتهمت النائب العام ثولي مادونسيلا الرئيس زوما بارتكاب "سلوك غير أخلاقي". وقالت إن زوما، الذي يواجه سباق إعادة انتخابه في مايو/ أيار المقبل، عليه أن يدفع تكاليف بعض الإصلاحات غير الضرورية. وتحولت قضية تجديد مقر إقامة الرئيس في نكاندلا بإقليم كوازولو- ناتال، إلى قضية سياسية تثير الجدل في جنوب إفريقيا. وكان تحقيق حكومي قد أجري في ديسمبر/ كانون الأول الماضي قد برَأ الرئيس زوما، الذي انتخب عام 2009، من ارتكاب أي خطأ، معتبرا أن التعديلات التي أجريت على المنزل كانت ضرورية لأسباب أمنية. ويقول مراسلون إن هذا الموضوع كان واحدا من أسباب الهتاف الشعبي ضد زوما في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خلال تأبين الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا أول رئيس أسود للبلاد. "خطأ غير مقصود" وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة بريتوريا، قالت مادونسيلا إن تكلفة تجديد المنزل الكائن ببلدة نكاندلا، تقدر الآن بنحو 246 مليون راند جنوب إفريقي، أو ما يوازي 23 مليون دولار. يواجه جاكوب زوما استحقاقا انتخابيا بع نحو شهرين وكان التقدير الأوليِ لهذا العمل في عام 2009 نحو 27 مليون راند جنوب إفريقي، وبدأت النائب العام تحقيقاتها عام 2012 بعد أن أبلغت بأن نحو 206 مليون راند قد أُنفقت. وعرضت مادونسيلا في تقريرها الذي جاء بعنوان "الأمن في وسائل الراحة" أن المبلغ الإجمالي يساوي ثمانية أضعاف ما أنفق على تأمين المنزلين الخاصين بنيلسون مانديلا، وأكثر من ألف ضعف ما أنفق على إف دبليو ديكليرك، آخر رئيس لجنوب إفريقيا إبان عهد سياسة الفصل العنصري "الأبارتايد". وقرأت مادونسيلا من ملخص التقرير: "إن الرئيس قبل ضمنا تنفيذ كل الاجراءات على مقر إقامته، واستفاد دون وجه حق من استثمارات رأسمالية هائلة في منشأت غير أمنية بمنزله الخاص". ويقول مراسلون إن زوما أخبر البرلمان أكثر من مرة بأنه استخدم أموال عائلته في بناء منزله الريفي. ورغم أن الأمر ربما يفسر قانونا على أن زوما قد ضلل البرلمان حول التجديدات، لكن التقرير قال أنها خطأ غير مقصود. وقالت النائب العام: "بعض هذه الإجراءات يمكن تصنيفها قانونا بأنها تصرفات غير قانونية تضمنت انتهاكات دستورية وسوء إدارة". وأضافت أن زوما أمامه أسبوعان لكي يرد على تقريرها أمام البرلمان. ويقول مراسل بي بي سي أندرو هاردينغ إن التقرير يأتي قبل شهرين من انتخابات عامة يواجهها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا. وكان زوما قد نجح في التغلب على الفضائح السابقة، لكنه يقول إن فضيحة منزله ببلدة نكاندلا تبد كأنها قد لامست جرحا بعينه مع الناس. ويقول مراسل بي بي سي إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم ليس بصدد أن يخسر الانتخابات، لكن شعبيته تتناقص.