منذ اندلاع الثورة السورية منتصف مارس 2011، تجتهد وسائل الإعلام بحثا عن تفاصيل الحياة اليومية للرئيس السورى، بشار الأسد (48 عاما). إذ نقلت صحيفة «الوطن» السعودية عن «مصادر مخابراتية» أن الأسد يقيم مع أسرته ومقربين محدودين منه على متن سفينة حربية فى عرض البحر المتوسط، تحت حراسة روسية، ويتنقل من وإلى السفينة بواسطة مروحية تحمله إلى داخل سوريا، لينقل بعدها عبر سيارات عادية إلى القصر الجمهورى تحت حراسة مشددة، وذلك فى حال كان لديه موعد لاستقبال رسمى أو بروتوكولى. غير أن أغلب إقامته تكون على متن السفينة، التى توفر أجواء آمنة للرئيس الذى فقد الثقة فى الطاقم الأمنى القريب منه من جهة، ولتسريع خروجه وأسرته من سوريا لو تطورت الحالة الأمنية، وحقق مقاتلو المعارضة تقدما مفاجئا وكبيرا نحو العاصمة دمشق أو داخلها، وحاصروا القصر الرئاسى، وفقا للمصادر المخابراتية. لكن ما سبق، ومثله من تقارير، تعتبره دمشق مجرد شائعات، ولذا أنشأت الرئاسة السورية منتصف 2013 صفحة على موقع «انستجرام»، ونشرت فيها 69 صورة للأسد وزوجته داخل سوريا، وتظهر تلك الصور الأسد وهو يعمل فيما يبدو مكتبه، أو يمد يده لتحية مؤيدين، وصورا لزوجته أسماء (38 عاما) وهى تواسى طفلا، أو تهنئ طلابا على تخرجهم. وأسماء بريطانية المولد وابنة طبيب القلب فواز الأخرس والدبلوماسية السورية المتقاعدة سحر عطرى، وعملت أسماء فى مصارف دولية بلندن، ووصفتها مجلة «فوج» الأمريكية، قبل اندلاع الثورة السورية، ب«وردة الصحراء». وتمثل جزءا مهما من جهاز العلاقات العامة للنظام السورى. وبعد الثورة، صارت أسماء منفصلة تماما عن الواقع، إذ تتسوق إلكترونيا من أغلى المتاجر الأوروبية، وترتدى هى وأطفالها أغلى الثياب وتأكل هى وأطفالها الطعام المستورد، ووفقا لصحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية، التى أطلقت عليه لقب «مارى أنطوانيت سوريا». فى المقابل، وفى رمضان الماضى تم تصوير أسماء الأسد وهى تعد طعام الافطار لأيتام، ونشرت تلك الصور على صفحة الرئاسة السورية على موقع «فيس بوك»، تحت شعار «هذه البلاد إن اشتكى بها عضو تداعى له سائر الأعضاء». وبحسب وكالات أنباء عالمية فى يناير 2013، فإن والدة الأسد، أنيسة مخلوف، كانت تقيم فى ايران منذ اندلاع الثورة، ثم انتقلت إلى الإمارات، لتقيم مع ابنتها بشرى، التى استقرت فى دبى، عقب مقتل زوجها آصف شوكت، نائب رئيس الأركان، فى تفجير ضخم بدمشق.