نشرت مدونة صوت ماهر «ماهر فويس»، المخصصة لنقل ما يكتبه أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 أبريل من داخل السجن، الجمعة، مقالاً كتبه ماهر في يناير الماضي، يتحدث فيه عن السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية، وعلاقة أمريكا بصدام حسين، وبشار الأسد، وبن لادن، ومبارك. يقول ماهر في مقاله: "الماما هي من تصنع الآلهة وهي من تدمرهم، بعد أن تأخذ حاجتها منهم، مثلما تقوم أنثى العقرب بقتل ذكرها المسكين بعد أن يقوم بتلقيحها. يظل المسكين يبحث عنها ويتودد لها ويحاول إغواءها إلى أن ترضى، وبعد لحظات المتعة المؤقتة يفاجأ بها تنقض عليه لتلسعه وتضيع كل محاولات الهرب هباء فلا مفر من مصيره المحتوم. الماما صنعت آلهة كثيرين من قبل ثم دمرتهم وقتلتهم، فخّمتهم وكبرتهم وأمدتهم بكل عناصر القوة والعظمة وصار لهم الكثير من العبيد، يشعر الإله بعظمته فيبدأ في التمرد على الماما التي صنعته وتبدأ العلاقة في التوتر الشكلي إلى أن تنتهي مهمة الإله، فيبدأ مشروع تدميره. الماما أمريكا صنعت إله صدام حسين وساعدته بكل مصادر القوة والعظمة والعبيد ليخوض عنها حربا حمقاء ضد إيران يذهب ضحيتها الملايين، الماما أغوته بغزو الكويت، فطمع في أن يزداد قوة وعظمة في حين كانت خطة تدميره جاهزة لدى الماما التي صنعته. البعثيون يجاهرون بعدائهم للماما رغم أنها ساهمت في صناعتهم من قبل، بالضبط مثلما يفعل بشار الأسد الذي يجاهر بعداء الماما أمريكا رغم أنه لم يجرؤ يوما على إطلاق رصاصة واحدة على ابنتها المدللة إسرائيل. الأسد يسب الماما كل يوم ويسجد له العبيد في كل الوطن العربي رغم أنه كان يتعاون معها سرا في استجواب وتعذيب الجهاديين وأعضاء القاعدة سرا في مباني المخابرات السورية. حتى بن لادن الذي تعتبره الماما شيطانا أعظم .. هو في الأساس من صنع يديها لكن دوره انتهي .. فالماما هي من تحدد متى تصنع الآلهة ومتى تتخلص منهم. البعثيون الذين كانوا يتحدثون يوميا عن القومية العربية وعن عدائهم الدائم للماما كانوا يعملون لحسابها في الخفاء، ويعذبون الجهاديين بالضبط كما كان يفعل عمر سليمان في مصر. ف«الماما» أيضا هي من صنعت مبارك الإله وكهنته مثل عمر سليمان، وكما تحكم قواعد اللعبة .. على مبارك أن يتحدث عن المؤامرات الأمريكية ويعادي الماما علنا ويعقد معها الصفقات سرا. فلا مانع أن يساعدها في حربها على إله العراق صدام، ولا مانع من أن يسمح بمرور حاملات الطائرات وأن تمون الطائرات الأمريكية في مصر، ولا مانع من تزويد جيوش الماما بتفاصيل وأماكن تسليح قوات صدام ولا مانع من تعذيب واستجواب المخابرات العامة وأمن الدولة لمن لا ترضي عنه الماما .. المهم أن يصل جمال للحكم ويستكمل المشروع.. للماما قلب وعقل .. قلبها هو الخارجية والبيت الأبيض المحاط برأي عام وضغوط تتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان، وعقلها هو البنتاجون الذي تحكمه مصالح لا نقاش فيها، مثل كامب ديفيد وقناة السويس وحماية إسرائيل. صناعة القرار عملية معقدة، ولكن لعقل الماما القرار النهائي، والقرار النهائي في الكونجرس أو في البيت الأبيض مرتبط بمصالح البنتاجون، ولذلك لا اندهاش من التواصل المستمر بين "هيجل" وبين "مشروع صدام الجديد". "مشروع صدام الجديد" كسابقيه .. إله جديد .. يجعجع .. يتحدى أمريكا لكنه يرضخ لها سرا، أصل تدريبه وتعليمه كان هناك ومعونته وسلاحه من هناك .. الماما أمريكا تعد إلها جديدا ستستخدمه وستعمل على أن يزداد جنونا وعظمة أكثر وأكثر.. فرعون جديد يملأ العالم ضجيجا ويملأ مصر قمعا وفسادا واستبدادا ويستكمل مهمة سابقيه، ولذلك فمصيره بعد سنوات طويله مثل سابقيه، ولكن بعد خراب البلاد. ما مصير الآلهة التي صنعتهم الماما قبل ذلك؟، صدام .. بن لادن .. مبارك .. وقبلهم الشاه وغيرهم وغيرهم.. بشار يعافر وقوى موقفه لأن البديل له أسوأ .. البديل الذي راهنت عليه الماما تحول إلى وحش يدمر الجميع ويقتل كل من حوله. فلا مانع من تدعيم بشار مرة أخرى .. ولا مانع لدى الماما من صناعة فرعون مصري جديد ولتذهب الشعوب إلى الجحيم. أحمد ماهر ليمان طره 31-1-2014". يُذكر أن ماهر محبوس في سجن ليمان طرة، حيث يمضي حكمًا بالحبس 3 سنوات، بتهمة مخالفة قانون التظاهر، والاعتداء على قوات الأمن، وذلك في الاشتباكات التي شهدها محيط محكمة عابدين في 30 نوفمبر الماضي.