تعلن بعثة تقصى الحقائق، التى شكلها المجلس القومى لحقوق الإنسان،اليوم «الاربعاء»، تقريرها عن الأحداث وقعت فى 30 يونيو وما بعدها، فى وقت كشفت فيه مصادر مطلعة ان التقرير اتهم جماعة الإخوان بحرق مسجد رابعة العدوية خلال اعتصامهم فيه، بسبب استخدامهم بكثافة قنابل المولوتوف ضد قوات الأمن، التى ادان التقرير عدم توفيرها ممرات آمنة لخروج المعتصمين. وقال عضو ومصدر مطلع بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، إن التقرير أدان جماعة الإخوان، وأكد أن اعتصام الجماعة وأنصارها فى رابعة العدوية والنهضة، كان مسلحا، مؤكدين أن عناصر الجماعة هم الذين بادروا بإطلاق النيران على قوات الأمن التى شاركت فى فض الاعتصام، وأن أعداد القتلى قارب 400 شخص، وليس بالآلاف كما زعمت الجماعة. وفيما استهلت اللجنة تقريرها بشأن ما حدث فى فض اعتصامى رابعة والنهضة وسيارة ترحيلات أبوزعبل ومذبحة قسم كرداسة والاعتداء على دور العبادة والكنائس، بسؤال: هل كان اعتصاما بالمعنى المتعارف عليه وهدفه التعبير عن رأى أم لا؟»، أوضح عضو المجلس، جمال فهمى ل«الشروق» إن نتائج بحث اللجنة تم تقسيمها إلى عدة تقارير، كل واقعة فى تقرير بضم مرفق معه، عبارة عن الأدلة التى تم الاستناد عليها فى كتابة التقرير من صور وفيديوهات وشهادات حية. من جانبه، كشف مصدر مطلع بالمجلس القومى لحقوق الإنسان ل«الشروق» أن جماعة الإخوان هى من بدأت بإطلاق النار على قوات الأمن، الأولى كانت فى صباح يوم الاعتصام عندما بدأت قوات فى فضه بمكبرات الصوت، حيث بدأت قوات الأمن برش المياه لتفريق المعتصمين ورد عليه المعتصمون بالحجارة، فبدأ الأمن فى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، فرد عليها المعتصمون بالمولوتوف، ثم بدأ المعتصمون فى إطلاق النار على قوات الأمن ما أدى إلى وفاة ضابط و3 أمناء شرطة فى الدقائق الأولى من بداية الفض. وتابع المصدر: «المرة الثانية التى بدأ فيها المعتصمون بإطلاق النيران كانت فور دخول قوات الأمن لقلب الاعتصام، وتحديدا أمام مسجد رابعة، حيث قُتل الضابط الذى كان يطالب المعتصمين داخل المسجد بواسطة مكبرات الصوت بالخروج سلميا منه، كما قُتل معه 2 من أمناء الشرطة الذين كانوا بجوار الضابط. وأوضح المصدر أن التقرير أكد أن الاستخدام الكثيف للمولوتوف الذى كان يلقيه الإخوان على قوات الأمن لمنعها من محاصرة الجامع تسبب فى حرق مسجد رابعة العدوية وكذلك خيام الاعتصام. أما التقرير الخاص باعتصام النهضة، فقد أكد المصدر استخدام قوات الأمن نفس الخطوات لفض الاعتصام مثلما حدث فى رابعة، مشددا على وجود أسلحة داخل مقر الاعتصام، وأن الاعتصام كان عبارة عن تمرد مسلح وسط منطقة سكنية. وأشار المصدر إلى أن تقريرى رابعة والنهضة، أكدا على وقوع قوات الشرطة فى عدة ثغرات أهمها عدم توفير الأمن لممر آمن آخر غير ممر طريق النصر، الذى شهد عدة اشتباكات بجواره وإغلاقه عدة مرات وتعطيله من قبل أنصار الإخوان خلال فض مقر الاعتصام، والثغرة الثانية هى المستوى المهنى فى التعامل مع الحدث، وعدم وضع بدائل لعملية الفض خاصة وأن الاعتصامين كانا فى رقعة متشعبة ومتفرقة. وحول مذبحة قسم كرداسة وحرق الكنائس ودور العبادة، أكد المصدر أن التقرير انتهى إلى أنه عمليات منظمة وحربية ومعد لها مسبقا، وليست عمليات رد فعل تلقائى على أحداث ما بعد 30 يونيو. أما حادثة سيارة الترحيلات التى راح ضحيتها 37 محتجزا أثناء نقلهم من قسم الشرطة بمدينة نصر بالقاهرة إلى سجن أبو زعبل، فاكتفى المصدر بجملة «التقرير يدين الشرطة»، دون الإفصاح عن أى معلومات أخرى قبل كشفها فى مؤتمر اليوم.