سجل مقطع فيديو لإحدى المحتجات في أوكرانيا، بعنوان "أنا أوكرانية"، عدد هائل من المشاهدة على موقع يوتيوب، قُدرت ب 3.5 مليونا. فهل نشهد انتشارا لثقافة الاحتجاج عن طريق الفيديو؟ وخلال ثلاثة أشهر منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، تم تحميل عدد لا يحصى من مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب، لكن أيا منها لم يكن له نفس التأثير الذي حققه فيديو "أنا أوكرانية." وتظهر في الفيديو فتاة من المحتجين تقف ليلًا في أحد شوارع العاصمة كييف، لتتحدث بتلقائية وبساطة إلى الكاميرا، حيث تقول بالإنجليزية: "نريد أن نكون أحرارًا". وأضافت أن "القضاء فاسد،" و"الساسة يتصرفون بدكتاتورية". وفي إشارة للمحتجين الواقفين خلفها في المشهد تقول :"أريد لهؤلاء الناس أن يعيشوا بكرامة وشجاعة، أريدهم أن يحيوا بصورة طبيعية." وعلق آلاف المشاهدين من جميع أنحاء العالم على الفيديو، في مصر وباكستان وتركيا، معبرين عن تضامنهم مع القضية. في حين وردت بعض التعليقات التي انتقدت الفيديو، واعتبرته دعاية منحازة، تركز على إبراز العنف من جانب الشرطة، وتتغاضى عن العنف الذي يمارسه المحتجون. ورغم بساطة الرسالة التي توجهها الفتاة، وهي طالبة تدعى يوليا، فإن الفيديو أُعد باحترافية. وقام بإعداده وتحميله على يوتيوب المخرج الأمريكي بين موسيس، الحائز على جوائز سينمائية عدة. وقابل موسيس الفتاة الأوكرانية أثناء الاحتجاجات في أوكرانيا أثناء إعداده فيلما وثائقيا عن الحركات الاحتجاجية حول العالم. فيديو احتجاجي من فنزويلا ولم يكن هذا الفيديو وحده هو الأكثر انتشارًا هذا الأسبوع. فقد حقق فيديو بعنوان "ما يجري في فنزويلا باختصار" عدد مشاهدات تجاوز المليونين. وقام بنشره على يوتيوب مواطن فنزويلي-أمريكي. واسترعت هذه الظاهرة انتباه الخبراء، فتقول ميلاني بيك من وكالة "فان" البريطانية المتخصصة في صناعة ونشر مقاطع الفيديو: "نرى الآن الكثير والكثير من مقاطع فيديو الاحتجاجات". وعلى عكس الفيديو الأوكراني، فإن إنتاج الفيديو الفينزولي كان بدائيا. كما أن التعليق الصوتي بسيط، وبه عرض لصور ومقاطع فيديو من مواقع التواصل الاجتماعي. وأضافت بيك: أن وجود مقاطع "بسيطة الصنع" على يوتيوب له مميزاته، حيث يضفي شعورا "بأصالته". ورأت أن المقاطع التي تقدم المعلومات "بسيطة ومختصرة" هي التي تشد انتباه المتابعين "وتدفعهم لاتخاذ موقف" ومشاركة المقاطع، "فالأمر يتعلق بمنح الناس شعورًا بأنهم يصنعون الفارق."