"مبدئيا كده دي رحلة مش عادية.. يعني لو أنت كنت فاكر نفسك جامد وبتطلع رحلات وكده.. أحب أقولك أنك متعرفش حاجة عن متعة الرحلات لو أنت مطلعتش الرحلة دي قبل كده، يعني تنسى أي حاجة طلعتها أو كنت بتفكر تطلعها وتيجي معانا، وهتعرف معنى كلامي في الآخر.." الجملة السابقة إحدى جمل الدعاية لرحلات سانت كاترين التي ازدادت الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، فقط تكتب "سانت كاترين" في المكان الخاص بالبحث على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لتجد "إيفنتات" لا حصر لها لذلك الجبل الذي يكتسي بالثلج طوال الشتاء، وبدافع المغامرة يذهب الكثير من الشباب لرؤية الثلج الذي لا يتساقط في مصر إلا فوق سفوح جبالها، ولكن ثمة موت لا ثلج فقط يتربص لهم هناك. "أجواء البلد صعبة، وهناك ضغط نفسي على الناس فبيحاولوا يشوفوا حاجة تخرجهم من الجو ده، وبرضه حب المغامرة بيدفع الناس أنها تروح" عبدالله رضا، أحد الشباب الذين ينظمون رحلات لجبل سانت كاترين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. يسرد "رضا" الذي كان فوق سفح الجبل يوم الخميس الماضي، وعاد يوم الجمعة التي اجتاحت فيه العاصفة الثلجية جبل سانت كاترين "الناس لما بتسمع كلمة عاصفة ثلجية بيبتهجوا، لأنهم رايحين هناك علشان يشوفوا التلج، الموضوع مغامرة والناس بتروح علشان كده" متطلبات الرحلة 1- صورة للبطاقة أو شهادة ميلاد أو باسبور 2- هدوم بيتكوا كلها (لبس تقيل جدا عشان درجة الحرارة فوق الجبل بتبقى قليلة جدا). 3- جاونتي وكوفية للرأس والأذن 4- كوتشي مريح للتسلق وشراب ولا اتنين زيادة 5- حلويات وأطعمة تعطي سعرات حرارية زي التمر والشكولاتة وعصائر ومياه 6- كشاف تورش مشحون علشان صعود الجبل 7- شنطة خفيفة تحط فيها حاجتك 8- ابتسامتك اللطيفة ونفسك الحلوة وروحك المستعدة للمغامرة. التوصيات السابقة تجدها في "الإيفنتات" التي ينظمها الشباب لرحلات سانت كاترين، تخلو في مجملها من وجود عواصف ثلجية، قد تعرقل صعودهم لقمة الجبل "المفروض يكون فيه جهات أمنية تمنع المشاركين في الرحلات من صعود الجبل عندما تكون هناك عواصف ثلجية قد تهدد حياتهم" يقول "رضا" متابعا" إحنا عارفين أن الجو هناك برد جدا بس إحنا رايحين أساسا علشان كده، لكن لو فيه عواصف ثلجية مفروض يكون فيه تنبيهات لأننا منعرفش". جبل سانت كاترين.. خريطة بمجرد الوصول للجبل هناك نقطة تفتيش، بها ضابط يرصد عدد الأتوبيسات التي تأتي للجبل يوميا، والتي قد يصل عددها لعشرة أتوبيسات من محافظات مصر المختلفة، يفحص أحد أفراد الأمن الصاعدين للجبل، وإذا كان بحوزة أي فرد آلات حادة أو شماريخ يتم سحبها منه، ثم يرافق مجموعات الشباب التي تصعد الجبل بعض من بدو سيناء ك"دليل". "معاهم كارنيهات" يقول "رضا" لافتا إلى أنهم يعملون ضمن نقطة التفتيش أسفل الجبل، متابعا "يرشدوننا للطريق لكن لا أحد يحدثنا عن الأحوال الجوية". ثماني استراحات، تتناثر على طول جبل سانت كاترين، أعلى قمة جبلية في مصر، والذي يصل ارتفاعه ل(2.629) مترا "بعد (750) سلمة، ما بيكونش فيه استراحات وبنطلع بدون توقف باتجاه سفح الجبل، قبل شروق الشمس" يسرد "رضا" وقائع رحلة الصعود للجبل، رصدنا على موبايلاتنا درجة الحرارة عشرة تحت الصفر، في يوم الخميس كان الجو سيئا جدا ويوم الجمعة كان أسوأ" "أصدرنا بيانا يوم الأربعاء الماضي، قلنا إن هناك عدم استقرار جوي في سيناء، وإن هناك أمطارا رعدية وطقس شديد البرودة" يقول وحيد سعودي، المتحدث باسم الهيئة العامة للأرصاد الجوية. ويتابع "الطبيعة الجغرافية لمنطقة سانت كاترين تسمح بتكون الثلوج، ومع بعض التوزيعات الضغطية وتيارات قادمة من المناطق القطبية تحدث عواصف ثلجية من وقت لآخر خلال فصل الشتاء" مطالبا المشاركين في مثل هذه الرحلات، مراجعة نشرات الأرصاد الجوية قبل الذهاب. هاجر أحمد، أحمد عبد العظيم، خالد السباعي، والمخرج محمد رمضان، أربعة فقدوا في العاصفة الثلجية التي اجتاحت الجبل يوم الجمعة، فيما قال أحد أصدقاء الضحايا أنهم حاولوا الاتصال بالإسعاف لتجهيز هليكوبتر لإنقاذ ذويهم، ولكن دون جدوى. "فيها حاجة حلوة" الجملة الأخيرة على إيفنت رحلة سانت كاترين التي نظمها "رضا" وعادت للقاهرة الجمعة، قبل ساعات من العاصفة الثلجية. ذيل "رضا" الجملة بابتسامة، تاركا كل مشارك ليكتب انطباعاته. ربما سيتذكر الآن من شارك في هذه الرحلة أن "الحاجة الحلوة" هي عودتهم بالسلامة إلى بيوتهم.