بعد سنوات من العلاقات «شبه المحدودة» بين مصر وروسيا، اعتبر كثيرون أن زيارة وزيري الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي والخارجية نبيل فهمي ل«الكرملين»، ربما تكون إعادة للعلاقات «غير العادية» بين الدولتين في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. «بداية صحيحة» وفي تعليقها على الزيارة، قالت إيلينا سوبونينا مدير مركز آسيا والشرق الأوسط لدى المعهد الروسي للبحوث الاستراتيجية، إن الزيارة الحالية للمشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع ونبيل فهمي وزير الخارجية لموسكو تاريخية، وهي نقطة بداية لتصحيح العلاقات المصرية الروسية التي بدأت تتوطد منذ نوفمبر الماضي بعد زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين إلى مصر. وعن دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لترشح «السيسي» لانتخابات الرئاسة في مصر، ذكرت «إيلينا»، في تصريحات خاصة ل«بوابة الشروق» أنه «من النادر أن يدعم الرئيس الروسي أحد مرشحي الرئاسة في أي من الدول، وخاصة قبل إعلان ترشحه للرئاسة»، مضيفة أن بوتين يتمنى النجاح للسيسي. «السيسي رئيسًا» مدير مركز آسيا والشرق الأوسط لدى المعهد الروسي للبحوث الاستراتيجية واصلت حديثها، موضحة أن «ترحيب موسكو بترشح السيسي للرئاسة يعد دلالة على أن المشير سيترشح بالفعل، وأن التحاليل الروسية تؤكد أن شعبية السيسي في مصر تتزايد». وعن موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية من هذه الزيارة، قالت إن «نفوذ أمريكا في منطقة الشرق الأوسط أصبح ضعيفًا، وواشنطن كان لديها تحفظات كثيرة على ما يحدث في مصر خلال الفترة الأخيرة –أي ما بعد 30 يونيو- بينما روسيا لم تتدخل في الشأن الداخلي لمصر». «صفقة أسلحة» بدوره، اعتبر الدكتور محمد فراج أبو النور الكاتب والمحلل السياسي والخبير في الشئون الروسية أن «زيارة السيسي وفهمي لروسيا، تأتي ردًا على الزيارة التي قام بها وزيرا الخارجية والدفاع الروسيين إلى مصر في نوفمبر الماضي، وهي الزيارة التي اتسمت بأهمية كبيرة وتم عقدها في إطار صيغة (2+2)؛ أي وزيري خارجية ودفاع روسيا والبلدان الصديقة، وهي الصيغة التي تتبعها روسيا في علاقتها بالبلدان ذات الأهمية الاستراتيجية». ولفتت إلى أنها « تأتي في إطار تفعيل اتفاق روسي – مصري، خاصة فيما يتعلق بإمداد موسكو القوات المسلحة المصرية بصفقة متنوعة من الأسلحة، وبما يمثل عن رغبة القيادة المصرية في فك الارتهان التاريخي للولايات المتحدة والتبعية لواشنطن». وأوضح أنه تم الاتفاق على وضع الرتوش النهائية لصفقة التسليح التي اتفقت عليها كل من مصر وروسيا في نوفمبر الماضي، وهذه تمولها الإمارات والسعودية، ما يشير إلى دعم هاتين الدولتين الخليجيتين ومن ورائهم كافة دول التعاون الخليجي-باستثناء قطر- لهذا التوجه الاستراتيجي المصري، فقد سارعت دول الخليج بتأييد ثورة 30 يونيو لتوجيه ضربة قاسمة لانتشار الإخوان وتمددهم في المنطقة. "السيسي والسياسة الخارجية" وعن زيارة السيسي تحديدًا لموسكو، أشار «فراج» إلى أنها تمثل تدشينًا لدور بارز للمشير في السياسة الخارجية المصرية، ونشاطًا سياسيا ودبلوماسيا مهمًا على المستوى الدولي، بما يعكس الاستقبال الدافئ الذي لقيه السيسي والوفد المرافق له. وعن ترحيب الرئيس الروسي بترشح السيسي للرئاسة، قال إن حديث بوتين في هذا الصدد لا يُعد تدخلا في الشأن المصري، وإنما تعبيرًا عن تقدير روسيا للدور الذي قام به السيسي في ثورة 30 يونيو. «أمريكاوروسيا» واشنطن لم تقف صامتة أمام زيارة المشير لموسكو، فخرجت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف، لتعلق ب«شكل متوازن» عنها، قائلة إن «الكثير من الدول لديها مصالح مع مصر وترغب في إقامة علاقات معها، خاصة أنها تسير إلى الإمام»، موضحة أن واشنطن أوضحت مرات عدة أنها ستواصل العمل مع كافة الأطراف في مصر بما في ذلك جماعة الإخوان». كان المشير عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربي، ونبيل فهمي وزير الخارجية، قد وصلا إلى مطار شيرميتوفا، بالعاصمة الروسية موسكو، أمس الأربعاء، في زيارة رسمية إلى روسيا. وكان في استقبالهما، عدد من كبار المسئولين بوزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، توجه وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي للترشح للرئاسة في مصر ب«القرار المسئول»، معربا عن أمنياته للسيسي بالتوفيق.
الخارجية: زيارة «السيسي» إلى روسيا «ليس لها علاقة بترشحه للرئاسة» «السيسي»: نتمسك بصداقتنا مع روسيا.. والزيارة انطلاقة للتعاون العسكري «الشروق» تنشر كواليس زيارة «السيسي» و«فهمي» إلى روسيا