عام على رحيل "الشاب المُبتسم".. الذي اختفى في 28 يناير من العام الماضي، في الذكرى الثانية لإحياء ثورة 25 يناير.. عن "محمد الجندي" الذي اختفى في ظروف غامضة وعن الحقيقة الغائبة نتحدث.. محمد نبيل الجندي، 28 سنة، عضو في التيار الشعبي المصري، تم إلقاء القبض عليه أثناء فعاليات إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، وترحيله إلى معسكر الأمن المركزي بالجبل الأحمر، ولم يتم التحقيق معه ليلتها، أو الإفراج عنه كما حدث مع بعض المقبوض عليهم وقتها، وظل الغموض يحيط الحدث، إلى أن عرف أصدقاء محمد بهذه المعلومات، لكنهم لم يجدوا إجابة شافيه حين ذهبوا للمعسكر للاطمئنان على الجندي. وبعد أيام، أُشيع خبر وفاة محمد الجندي إثر تعرضه لحادث سير، لكن أصدقاء الجندي كذبوا الخبر، مؤكدين أن الجندي "لا يزال محبوسا في معسكر للأمن منذ يوم القبض عليه". تعذيب أم حادث سير؟ ذكر تقرير الطب الشرعي أن الجندي "توفي بعد أن صدمته سيارة مُسرعة"، لكن السبب لم يكن مُقنعا للجميع، فقال بعدها الدكتور أيمن فودة رئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق: "إن وفاة الجندي جاءت بعد تعرضه للتعذيب والسحل، وليس نتيجة اصطدامه بسيارة مسرعة"، مشيرا إلى أن "الإصابة كانت بضربة في منطقة الخلف من الجمجمة بجسم صلب"، ولفت إلى أنه زار الجندي في المستشفى، ووقع الكشف الطبي عليه. وحتى الآن، رغم مرور عام على رحيله، لم يتم إعلان حقيقة الطريقة التي توفي بها الجندي. «أنا مش بلطجي» أغلب الناس لا يعلمون الكثير عن الجندي، ربما لا يتذكر أحدهم من المقصود حين يسمع اسمه، لكن الأكثر يتذكر صورة ذلك الشاب المُبتسم الذي يحمل ورقة مكتوب عليها بخط عريض "عاجل.. أنا مش بلطجي"، ذلك الشاب هو محمد الجندي، الذي يقول عنه أصدقاءه أنه كان شخص "دائم الابتسام وكثير التفاؤل". «هفضل فكراك علشان أجيب حقك» تحيي أسرة الجندي وأصدقاؤه بمحافظة الغربية، الذكرى السنوية الأولى لرحيله، بدار المناسبات بمدينة طنطا، مسقط رأسه، بحضور اللواء محمد نعيم محافظ الغربية، ووالدته سامية الشيخ ووالده وشقيقته. ويقول أصدقاء الجندي أن "إحياء ذكراه وتكريمه يكونا عن طريق تنفيذ ما طالب به خلال حياته من توفير عيش.. حرية.. كرامة إنسانية لكل المصريين. وعن اللحظات الأخيرة التي رأت فيها ابنها، قالت والدة الجندي له في غرفة العناية المركزة بعد أن فارق الحياة: "رب العزة قال لنا (كل نفس ذائقة الموت) يا محمد كلنا فانيون.. اعلم يا محمد أن الأنبياء قبروا يا ابني، ونحن كلنا مقبرون، واعلم أنني معك دائما، ولن أنساك ولن أنسى حقك.. يمكن هنفارق بعض بالجسد، لكن مش هنفارق بعض بالروح، هفضل فكراك علشان أجيب حقك". هكذا رحل "الشاب المُبتسم" محمد الجندي وبعد عام على رحيلة لا تزال حقيقة موته غائبة ومليئة بالغموض ولا أحد يعلم سبب وفاته. شاهد بالفيديو والدة الجندي توجه له رسالة مؤثرة: