"قاله انت أمك مش أحسن من امى علشان تشتمها و كانت النتيجة صلاة الجنازة علية كمان كام ساعة" كلمات تداولها مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في نعي الشهيد محمد الجندي عضو حزب الدستور والتيار الشعبي الذي توفي صباح اليوم متأثرًا بتعذيب الداخلية له. الفاجعة لم تكن علي رحيل الجندي كشخص يشهد له كل من تعامل معه بالإحترام والوفاء، ولكن الفاجعة هي فاجعة شعب ظن أنه أمتلك الحرية والكرامة عقب ثورته وفي كل مرة يفاجأ بكارثة لا تبقي من كرامته ولا تذر. " انتوا عارفين الناس زعلانة ليه على محمد ؟؟ بسيطة اوى يا سيدى ، الجندى كان انشط شاب فى طنطا و القاهرة ، وقفات و يتصل من رصيده ويجرى يجيب دا و دا ، بسيط اوى و احلامه بسيطه زيه " قالها أحد أصدقاء محمد الجندي عقب وفاته، أوجز فيها سبب حزن أصدقاء وزملاء الفقيد الذين أصيبوا بصدمة كبيرة بعد سماع الخبر لاسيما من رافقوه في مستشفي الهلال حيث توفي. كان محمد عبد العزيز الجندي ( 28 عامًا) قد اختفي صباح يوم 28 يناير من كوبري قصر النيل، وذكر عدد من النشطاء والمعتقلين أنهم رأوا الجندي في معسكر الجبل الأحمر وأن سبب اعتقاله هو مشادة مع أحد ضباط الشرطة الذي تعرض له بسب والدته فتم اقتياده إلي قسم قصر النيل ثم معسكر الأمن المركزي بالجبل الأحمر حيث تم تعذيبه والتنكيل به. وعقب ثلاثة أيام من اختفائه، وجد الجندي في مستشفي الهلال بالقاهرة في حالة غيبوبة كاملة بالعناية المركزة. وقالت إدارة المستشفي أن الجندي لم يحتجز من قبل الشرطة وأنه سجل في دفاتر المستشفي علي أن حالته جاءت نتيجة حادث سيارة. وأظهر تقرير الطب الشرعي عن حالة الجندي إصابته بكسور فى الأضلاع وجروح فى منطقة الرأس ونزيف أسفل الشبكة العنكبوتية وغيبوبة عميقة بين الحياة والموت وأضاف التقرير أن حالته الإصابية تجعله غير مدرك لحواسة نهائيا سواء العليا أو السفلى. والدة محمد الجندي رفضت كل الاتهامات التي أدعت أن محمد بلطجي. وقالت أنه يعمل مرشد سياحي ووالده مهندس وأخته طبيبة ولم يقذف حجارة ولم يرفع سوي مطالب سلمية. توفي الجندي في الساعات الأولى من صباح اليوم، ليصبح بذلك "خالد سعيد" آخر، تم تعذيبه حتي استشهد، وكُتب اسمه في قائمة الشهداء الطويلة بداية من ثورة يناير وحتي الآن. فاذا كان الجندي قد قدم حياته فداءً لهذا الوطن، فما الذي سيقدمه الوطن له ولغيره من الشهداء؟ وماذا سيكتب التاريخ عن تخاذل شعبنا في استرداد حقوق الشهداء؟ أيصح أن نقول، مات من لا يستحق الموت من أجل أن يحيا من لا يستحق الحياة ؟