- قتلى الأحداث الأخيرة لا قصاص لهم.. وأنصح الإخوان بقبول مبدأ الدية - اعتصام رابعة ربط بين الإخوان والتنظيمات التكفيرية.. ومرسى استقبل رموزهم قبل 30 يونيو - الإخوان كانوا يظنون السيسي خلايا نائمة.. والمرشد قال «من خدعنا بأن السيسي تبعنا» - قضايا الدم العقبة الوحيدة أمام حصول السيسي على توافق عام كمرشح رئاسي - تكثيف تأمين سجون القناطر وأبوزعبل والمرج.. وغلق 18 شارعًا بالمنيا لتأمين المقار الشرطية قبل 30 يونيو اقترح الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان، دفع دية لأسر شهداء ثورة 25 يناير وجميع أحداث العنف فى عهد المجلس العسكري، وتمر الأيام وتختلف الأدوار ويظل التاريخ متربصا بالجميع، ليقترح الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية فى تصريح مماثل لكن فى ظروف مختلفة دفع دية لأسر ضحايا الإخوان للخروج من تلك الأزمة. في حواره مع «الشروق» يتحدث الدكتور ياسر برهامى عن فتوى دفع الدية، كما يكشف تفاصيل لقائه مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وموقف الحزب من المرشحين المحتملين للرئاسة السيسى وحمدين صباحى وسامى عنان.. وإلى نص الحوار. • ما تعليقك على الانفجارات الأخيرة التى وقعت قبل 24 ساعة من ذكرى الثورة؟ - هذه الجماعات التكفيرية لا تراعى حرمة دماء المواطنين الشرفاء، وأعمالها تتنافى مع تعاليم الدين والوطنية، والإسلام برىء من هؤلاء. • هل هناك علاقة أو قنوات تواصل بين الجماعات التكفيرية والإخوان؟ - هناك إشارات وتصريحات لقيادات الإخوان فى اعتصام رابعة يفهم منها أن هناك ارتباطا بينهم، وقبل 30 يونيو قابل الدكتور محمد مرسى بعض رموز التكفير ضمن وفد سيناء، وهناك أرضية مشتركة واضحة بين الإخوان والجماعات الجهادية. • الأعمال الإرهابية ترتكز فى سيناء فهل تلعب قواعدكم هناك دورا فى احتواء الأزمة؟ - الوضع فى سيناء تجاوز قدرة أى حزب على المشاركة فى احتواء وحل الأزمة. • ما تفاصيل اقتراحك بدفع دية 500 ألف جنيه لأهالى ضحايا أعمال العنف الأخيرة؟ - نقل عنى أننى عرضت على الفريق أول عبدالفتاح السيسى هذا الحل، لكن ذلك لم يحدث، والحقيقة أننى سُئلت، كيف تشيد بذكاء الفريق السيسى دون اعتبار لقضايا الدم؟، واعترضت على وصف الرجل ب«القاتل» لأن ذلك اتهام بلا أدلة ويجب أن يستند إلى قرائن، وحتى نحكم على ذلك فلابد أن نرى صيغة قرار فض اعتصام رابعة، لكننى أعلم أن التعليمات التى وجهها السيسى كانت بالتعامل مع من يرفع سلاحا فقط. • هذه التعليمات.. لكن على أرض الواقع الأمر يختلف فهل ترى أن فض اعتصام رابعة لم يشهد وقائع قتل عشوائى؟ - لا طبعا فض اعتصام رابعة شهد تجاوزات عديدة. • قبل 30 يونيو اقترح محمود غزلان دفع دية لأسر الشهداء ولم يلق ذلك قبولا عند أغلب أهالى الشهداء، هل معنى ذلك إن قيادات الجماعة وقواعدها لديها قابلية للموافقة على هذا الحل؟ - قيادات الجماعة وقواعدها يلزمها شرعا أن يكون هذا الحل ضمن خياراتها لأنه ذكر فى القرآن، قال تعالى «فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان»، وهذا الأمر مردود لورثة القتيل وهناك اتفاق بين العلماء على أنه لو عفا واحد من أهالى القتلة أو وافق على الدية سقط القصاص. وباتفاق أهل العلم أيضا فإن القصاص يلزم أن يكون القتل عمدا مرهونا بأدلة وقرائن وليس القصاص بمصطلحه السياسى، وهناك اتفاق من عامة العلماء على أن قتال الفتن وهو ما يحدث الآن بلا قصاص، وعبر التاريخ منذ أن تقاتل الصحابة وأيضا صراع بنى أمية وقتل الحسين بن على والمجازر التى وقعت فى إنشاء دولة بنى العباس ضد بنى أمية وتلك الأحداث لم تحل بالقصاص بل العفو وبدون دية، لذلك أنصح قيادات الإخوان أن يضعوا قبول الدية ضمن حلولهم لتجاوز تلك الأزمة، وألا يتحدثوا بالنيابة عن أهالى الضحايا. أليس هناك تناقض بين دفاعك عن الفريق السيسى وتبرئته من بعض التجاوزات فى فض اعتصام رابعة وبيان حزب النور والدعوة السلفية أثناء فض الاعتصام، الذى طالب الشرطة بالتوقف عن إطلاق النيران على النساء والأطفال؟ - لا يوجد تناقض فأنا أعلم تماما تفاصيل القرار الذى خرج من الفريق السيسى حول التعامل مع من يرفع السلاح لكننى بالطبع انتقد تطبيق القرار الذى شابه بعض التجاوزات. • كم مرة قابلت الفريق السيسى بعد 30 يونيو؟ - قابلته مرتين وتحدثت معه عن مستقبل البلاد وكيفية الخروج من الأزمة السياسية. • هل تحدثت معه عن قرار فض اعتصام رابعة؟ - بالطبع تحدثت معه فى هذا الشأن، وقال لى إن الإخوان كانت لديهم رغبة فى زيادة عدد القتلى فى فض الاعتصام، وأن الأرقام التى أعلنوها غير دقيقة تماما، وأن من قتل فى اعتصام رابعة هو من رفع السلاح فقط، لكننى اختلفت معه فى تلك النقطة، لأن هناك من قتل وهو لم يرفع سلاح، مثل والد زوجة شريف طه المتحدث باسم حزب «النور»، الذى قتل فى السادسة صباحا أثناء فض الاعتصام، وهو رجل عجوز ويجهل حمل السلاح، وأصيب بالرصاص فى ظهره، لذلك طلبت أن يتم تعويض أهل من قتل بغير حق، وتشكيل لجان تحقيق للتوصل إلى الحقائق حتى لا يتهم أحد بلا أدلة. • جماعة الإخوان أصدرت بيان اعتذار ودعت القوى الثورية إلى الاتحاد معها هل تتوقع أن يحدث اتفاق بينهما الأيام المقبلة؟ - لو حدث اتفاق بين جماعة الإخوان والقوى الثورية سيكون اتفاقا مؤقتا لأن بينهما اختلافا فكريا ومصالحهما بالتأكيد ستتعارض وبالتالى من الصعب أن يستمر هذا الاتفاق لو حدث. • ما تعليقك على وعد الجماعة فى بيانها بأنها لن تقصى أحدا مرة أخرى؟ - مضمون بيان الإخوان الاعتذارى كان «لازم نخلص على المؤسسات وأعدائنا من الأول».. وأرى أن الجماعة تحتاج إلى مصالحة حقيقة مع المجتمع المصرى وليس القوى الثورية فقط. • هل المصالحة بين الجماعة والدولة أصبحت بعيدة المنال؟ - ستتم المصالحة لو أجرت قيادات الجماعة مراجعات فكرية، وبالتأكيد الفترة القادمة ستبرز قيادات جديدة للإخوان. • هناك اتهام من الإخوان وحلفائهم للدعوة السلفية وحزب النور بالتخلى عن الإخوان.. هل أجريت اتصالات مع قيادات الجماعة بعد 30 يونيو لتحذيرهم؟ - عقد الحزب والدعوة السلفية اجتماعا يوم 30 يونيو، واتصل الدكتور يونس مخيون بالدكتور محمد البلتاجى لكنه لم يستجب لنصائحنا، بل طالبنا بالمشاركة معهم فى اعتصام رابعة، واتصلت أنا بالدكتور محمد على بشر ووعدنى بالتواصل من أجل المصلحة العامة لكن الاتصالات انقطعت فيما بعد. • قلت إن خيرت الشاطر أشاد بالسيسى قبل 30 يونيو فى لقاء معك.. فهل أشادت قيادات الجماعة الأخرى بالفريق؟ - الدكتور محمد مرسى نفسه فى لقاء معه قبل 30 يونيو، أشاد بالفريق والقوات المسلحة. • قلت إن أحد قيادات الجماعة قال لك «أتمنى أن ينتصر الجيش الإسرائيلى على المصرى».. هل كانت الجماعة تستهدف الجيش خلال حكمها؟ - لم أرصد ذلك لكن من خلال متابعة المشهد السياسى نجد أن هناك توترات حدثت منذ إلغاء دعوة الحوار التى أطلقها الجيش للقوى السياسية. • هل الجماعة كانت تروج إلى أن الفريق السيسى من خلاياها النائمة؟ - الجماعة كانت تظن أن السيسى من خلاياها النائمة، وسمعت من قبل وهى معلومة غير موثقة أن المرشد قال بعد 30 يونيو «من خدعنا وقال إن السيسى تبعنا؟». • صرحت بأن حزب النور حشد 5 ملايين تقريبا للتصويت على الدستور فما تعليقك على ما يقال بأن السلفيين عزفوا عن المشاركة؟ - السلفيون نوعان الدعوة السلفية والسلفيين بوجه عام، وأؤكد لك أن 80 أو 90% من قادة الدعوة السلفية شاركوا فى الاستفتاء والتصويت ب«نعم»، ونظموا مؤتمرات ومظاهرات، وهناك جزء بسيط من الدعوة تأثر بقناة الجزيرة وصفحات الإخوان على الفيس بوك، لكن الجزء الأكبر من قطاع السلفيين هو من قاطع الاستفتاء بسبب قضايا الدم. • مؤتمرات حزب «النور» ليست دليلا على مشاركة قواعدكم فى الاستفتاء لأن الدعوة تسير وفقا لحديث «واستفتى قلبك» على عكس مبدأ الإخوان «السمع والطاعة»؟ - استنتجت تلك النسبة من خلال استبيان بسيط فى درس لى، حيث سألت عن من شارك فى الاستفتاء فأجابنى حوالى 80% من الحاضرين بأنهم صوتوا ب«نعم». • هل رصدتم عزوف الشباب عن المشاركة فى الاستفتاء؟ وما الأسباب؟ - بالتأكيد هناك عزوف من الشباب عن المشاركة فى الاستفتاء بسبب شعورهم بأنهم ذهبوا إلى صناديق الاقتراع 4 مرات خلال الأعوام الماضية، وكلها هدمت بداية من الاستفتاء على تعديلات مارس 2011، والانتخابات البرلمانية التى حل بعدها البرلمان، والانتخابات الرئاسية التى عزل بعدها مرسى حتى لو هناك مبررات، والاستفتاء على دستور 2012، الذى تم إلغاؤه مع عزل مرسى. والنتيجة أن الشباب شعروا بأنه لا فائدة من مشاركتهم، وبالنسبة للشباب المتدين لديه أزمة مع الدم الذى أسيل فى الفترة الأخيرة، ولابد أن يدرك أى رئيس قادم هذه المشكلة بالرغم من قلة أعداد هولاء الشباب، لكنهم قادرون على إحداث العنف مثلما يحدث فى جامعة الأزهر. والسبب الثالث فى عزوف الشباب هو عودة رموز الحزب الوطنى المنحل ودعوتهم للتصويت ب«نعم» على الدستور. • هل ترى أن الدولة توافق على عودة رموز الحزب الوطنى مرة أخرى؟ - قرار الحكومة بفحص ثروات 80 من رموز النظام السابق رسالة ايجابية لإثبات حسن نوايا الدولة بشأن عودة الفلول مرة أخرى. • ما رأيك فى دعوة البابا تواضروس الثانى، بابا الأقباط الأرثوذكس إلى التصويت ب«نعم» على الدستور؟ - دعوة البابا تواضروس للتصويت ب«نعم» من ضمن أسباب عزوف الشباب عن المشاركة فى الاستفتاء. • لكن مشايخ الدعوة السلفية دعوا للتصويت ب«نعم» للدستور أيضا؟ - الدعوة السلفية لديها حزب سياسى، وكان لابد أن يكون للدعوة السلفية بيان واضح لإقناع قواعدها بان الدستور الحالى ليس علمانيا وكافرا، ووضع الدعوة السلفية ليس مثل وضع الكنيسة والأزهر. • انطلقت حملات كثيرة لدعم ترشح الفريق السيسى للرئاسة، فما موقف حزب النور والدعوة من ذلك؟ - الحزب لن يحدد موقفه إلا بعد غلق باب الترشح وإعلان أسماء جميع المرشحين فى انتخابات الرئاسة. • هل الفريق السيسى تنطبق عليه المواصفات التى يريدها الحزب والدعوة فى المرشح للرئاسة؟ - الفريق السيسى مشهود له بالذكاء وحب المحيطين له وحسن إدارة مؤسسة الجيش، ولكن هناك جانبا لابد أن يعالج هو مشكلة قضايا الدم، التى تدفع جزءا من شباب الدعوة السلفية والسلفيين للتخوف من ترشحه. • ما تعليقك على المخاوف من عودة الحكم العسكرى فى حالة فاز السيسى بالرئاسة؟ - لو استقال الفريق السيسى من منصبه وخلع زيه العسكرى قبل أن يترشح للرئاسة فهذا لا يعنى عودة الحكم العسكرى. • هل سيدعم الحزب والدعوة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح مرة أخرى؟ - صعب للغاية أن ندعم الدكتور أبوالفتوح مرة أخرى. • وما موقف قواعدكم من ترشيح حمدين صباحى للرئاسة؟ - هناك خلافات ونفور بين الاتجاه الإسلامى والاتجاه اليسارى الذى يمثله صباحى. • هل تتوقع ترشح الفريق سامى عنان للرئاسة؟ وما موقفكم منه؟ - نعم أتوقع ترشح عنان وقرار الحزب والدعوة سيحدد بعد إعلان المرشحين. • بعيدا عن موقف الدعوة والحزب ما نتائج ترشح عنان للرئاسة؟ - ترشح عنان أمام السيسى خطر للغاية وأخشى أن تتعقد الأمور داخل الجيش. • هل تعتقد أن الجماعة ستدعم الفريق عنان؟ - الجماعة قد تدعم عنان لو ترشح ضد السيسى بهدف انقسام القوات المسلحة وهو هدف من ضمن أهداف الإخوان حاليا. • مع الاستفتاء عادت رموز الحزب الوطنى بقوة، فهل الانتخابات البرلمانية ستشهد تنسيقا بين النور وبينها؟ - لا مانع من التنسيق مع رموز الحزب الوطنى المعروف عنهم نظافة اليد واللسان وقابلية الفكرة الإسلامية بشكل عام، ومن كان دخولهم للحزب الوطنى بغرض الحفاظ على مصالحهم فقط، لكننا سننسق فقط ولن نتحالف معهم. • هل يلجأ «النور» للتحالف والتنسيق مع الأحزاب المدنية لتكوين جبهة ضد الفلول؟ - نحن لا نمانع من التنسيق مع أى أحد بشرط نزاهته وعدم رفضه للشريعة. • ما تقييمك لحكومة الدكتور حازم الببلاوى؟ - حكومة ضعيفة للغاية داخليا وخارجيا، خاصة فى الملف الأمنى، ولا تجيد سوى التعامل الأمنى العنيف والقبض العشوائى وهناك تجاوزات تحدث داخل السجون. • من الشخصيات التى يرشحها الحزب لتولى الحكومة القادمة؟ - لست قادرا على تقييم الأشخاص التكنوقراط، لكن إدارة حزب النور رشحت المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان الحالى لتولى رئاسة الوزارة.