على مدار شهور طويلة بعد 25 يناير، تربعت كلمة «الفلول» على عرش «قاموس الثورة»، وحينها التصقت بالحزب الوطني «المنحل» في أعقاب الثورة. «الظهور الأول» «قرر الرئيس تخليه عن منصبه».. هي الكلمة الافتتاحية لخطاب تنحي مبارك على لسان نائبه اللواء الراحل عمر سليمان، وكانت كلمة السر لانهيار الحزب الوطني «المنحل»، وبمثابة الإشارة الخضراء لوسائل الإعلام عبر القنوات الفضائية، لاستخدام مصطلح «الفلول» ببرامج «التوك شو»، ومن ثم تداوله النشطاء السياسيين وشباب القوى الثورية التي تظاهرت على مدار 18 يومًا في ميدان التحرير لإسقاط النظام.
«فلول ماسبيرو» في 14 فبراير لعام 2011، خرج عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار حينها، من مبنى الإذاعة والتلفزيون في حراسة مشددة من القوات المسلحة، بعد أن تعالت صيحات العاملين بالمبنى، وطالبوا بطرد من وصفوهم ب«الفلول» من القيادات الإعلامية التي «ضللت ثورة يناير»، واتهموهم بعدم نقل الصورة الحقيقية عن الثورة.
«الزواج منهم.. باطل» بعد ذلك بفترة، حرّم الشيخ عمر سطوحي، أمين عام اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، الزواج من أبناء «الفلول»، مشيرًا إلى أن هؤلاء أفسدوا الحياة السياسية في مصر، وأضروا بالاقتصاد المصري، ولا يجوز الزواج إلا برجل «تقي»، أما هؤلاء فلم يتخلقوا بأخلاق الإسلام.
«ملاحقة أحزابهم» في 29 ديسمبر عام 2011 وعقب إصدار المجلس الأعلى للقوات المسلحة مرسوم قانون، بشأن الجرائم المتعلقة بإفساد الحياة السياسية، وقد نص على جزاءات بالعزل من الوظائف العامة القيادية، وسقوط العضوية في مجلسي الشعب والشورى، والحرمان من مباشرة الحقوق السياسية لمدة خمسة سنوات. وبناء عليه قامت حركة شباب 6 أبريل الجبهة الديمقراطية بإعداد قائمة ب8 أحزاب من الفلول، بحسب وصفهم وتعريف الناس بتلك الأحزاب، لمنع انتخابهم في مجلس الشعب 2012.
«فنانو الفلول» شهدت مصر ما بعد مبارك، نشاطًا واسعًا لمستخدمي موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر وفيسبوك»، وأعدوا قوائم الشرف والعار لفناني مصر، حسب مواقفهم المختلفة، سواء من دعّم الثورة وشبابها أو من لَفَظ الثورة واعتبر رموز القوى الثورة عملاء ومأجورين.
«أنا مش فل» مرتضى منصور محامٍ لديه جرأة مكّنته من الظهور على مختلف القنوات الفضائية، وخرج على إحدى الشاشات حينها، قائلا: «اللي عمل قانون عزل الفلول مش عارف يعني إيه فلول». وأضاف في حديث آخر: «أنا ضد الفلول وكنت من الأوائل الذين هاجموا مبارك ونظامه، لكن الحزب الوطني شأنه شأن جميع الأحزاب به أعضاء صالحون وآخرون فاسدون».
«مصيرهم بعد 30 يونيو» طارق الخولي عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، طالب القوات المسلحة والفريق أول عبدالفتاح السيسي في حال وصوله لكرسي الرئاسة، بعدم عودة نظام مبارك القديم وأذناب الفلول الذي أساءوا لثورة يناير. وأضاف، في تصريحات صحفية، أن الشباب الثوريين الذين دعوا لثورة 25 يناير، هم أنفسهم الذين دعوا لثورة 30 يونيو، رافضًا ما وصفها بعملية التشويه الممنهجة ضد رموز الثورة المصرية.