وافق رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري، على أن يشارك فريقه السياسي، في حكومة تضم كذلك حزب الله، في تراجع عن موقف أعلنه هذا الفريق قبل أسابيع، ودعا فيه إلى حكومة من دون الحزب الذي يقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري. واشترط الحريري، ألا يملك حزب الله داخل هذه الحكومة، عددًا من الوزراء، يسمح له بشل قراراتها. وكانت قوى 14 آذار، التي يعتبر الحريري، أحد أبرز أركانها أعلنت الشهر الماضي رفضها دخول حزب الله في حكومة، متهمة إياه بالوقوف مع دمشق وراء اغتيال الوزير السابق محمد شطح، مستشار الحريري في تفجير سيارة مفخخة في بيروت في 27 ديسمبر. وقال سعد الحريري، في مقابلة مع تلفزيون "المستقبل"، «قُتل محمد شطح، يوجد مئة محمد شطح، قُتل رفيق الحريري كلنا رفيق الحريري، تم اغتيالنا خلال تسع سنوات وانتظرنا وناضلنا، هل نترك البلد يحترق؟». وتابع الحريري، «كان يمكن أن اتخذ موقفاً شعبويًا، وأن أقوم بمواقف لكسب شعبية، لكنني اتخذ هذا الموقف لمصلحة لبنان قبل مصلحتي السياسية». وكان منذ بدأ الكلام في الصحف عن احتمال موافقة تيار المستقبل برئاسة الحريري على المشاركة في حكومة مع حزب الله، بدأت حملة مكثفة من أنصار قوى 14 آذار على مواقع التواصل الاجتماعي ضد ذلك. وشدد الحريري، على أنه لن يغطي مشاركة حزب الله في القتال في سوريا، وسيطالب بتكريس سياسة تحييد لبنان عن النزاع السوري، التي كان اتفق عليها الفرقاء اللبنانيون في بداية الأزمة السورية. وأضاف رئيس الحكومة اللبناني السابق، «نعم أنا أسير مع الثورة السورية، وعلى رأس السطح، لكن الفرق بيني وبين الآخرين إنني أسير معها سياسيا، أنا لا أرسل آلاف الجنود وأعود بجثث إلى لبنان»، في إشارة إلى مقتل العشرات من عناصر حزب الله في سوريا خلال الأشهر الأخيرة.