أكد وزير الشباب خالد عبد العزيز اهتمام الدولة بأهالي النوبة، وتلبية كافة احتياجاتهم وسرعة تسوية مشاكلهم، واعتبارهم جزءًا أساسيًا من الوطن، مشددًا على تقديره لشباب النوبة ودعمه الكامل لإشراكهم في الحياة السياسية ودمجهم في النسيج المجتمعي، لأنهم أبناء النيل ومنبع الحضارة. وأشار وزير الشباب، خلال لقائه مع 200 شاب وفتاة من أبناء النوبة يشاركون في الملتقى التثقيفي الأول الذي تنظمه وزارة الشباب، إلى أهمية إقليم النوبة لمصر، لما يتمتع به من مقومات، لافتًا إلى سعي الحكومة على دفع جهود التنمية به، وتوفير كل الخدمات الأساسية لأهله والاهتمام بالثقافة والحضارة النوبية، مبينًا أنه سيرفع رؤى ومشاكل شباب النوبة إلى مجلس الوزراء والمعنين للعمل على تسويتها خاصة وأن العام المقبل عام الثقافة النوبية. من جانبه، أكد الدكتور أحمد شحاتة، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة القاهرة، أهمية النوبة بالنسبة لمصر، من خلال الحفاظ على بنك مصر المائي (بحيرة ناصر)، والتي تعد عامل الربط الطبيعي الجغرافي والبشرى والتاريخي والثقافي والاجتماعي مع أشقائنا في السودان، وعاملا اقتصاديا داعمًا لما عرف من قبل بالتكامل المصري السوداني، حيث تعد السودان ظهير مصر الآمن، وأن تنمية إقليم بحيرة ناصر يعتمد على سواعد أبنائه وخبراتهم واستثماراتهم رفعًا ذلك عن كاهل الدولة. وأوضح شحاتة، أن إقليم النوبة به مقومات التنمية، ويضع حلولا لكثير من المشكلات المصرية، حيث تعد النوبة نموذجًا لتطبيق "اتفاقية الحقوق الأربع" بين مصر والسودان، مشيرًا إلى المادة 236 المتعلقة بالأحكام الانتقالية في الباب السادس الخاص بالأحكام العامة والانتقالية والتي خصصت لمنطقة النوبة، باعتبارها بارقة الأمل للنوبيين وبداية لعهد جديد. وطالب شحاتة بازدواج طريق أسوان - أبو سنبل، وتوظيف إمكانات المناطق الجديدة حسب مقوماتها الاقتصادية، بالإضافة إلى إجراء دورات تدريبية لشباب النوبيين في مجالات العمل والأنشطة المقترحة في المنطقة خاصة في مجال الزراعة، ووضع نظم وقوانين ملزمة لعدم التصرف في المخصصات المكانية والتوازن في توزيع الوحدات على المجموعات النوبية حسب نسبتهم، تجنبًا للخلل في العدالة الاجتماعية، بجانب الإدراج في المشروعات القومية التنموية حول بحيرة السد العالي. بدوره، أشار مصطفي عباس، عضو لجنة ثقافة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة في حواره مع شباب النوبة إلى أن عام 2014 هو للثقافة النوبية ، و 2015 سيكون عام الثقافة العربية، معربًا عن تقديره لرؤى الشباب النوبي بتراجع الثقافة النوبية وعادات أهل النوبة والتي تسبب فيها محاولة الدولة في دمج الثقافة النوبية مع ثقافات أخرى وتهميش الثقافة النوبية. وطرح شباب النوبة في الحوار مشكلة تهميش وتعتيم كافة وسائل الإعلام عن القضايا النوبية ، وقضية العدالة الاجتماعية التي شملت كافة مناحي التنمية ، وأزمة البطالة التي يعانيها المجتمع النوبي وعدم تكافؤ الفرص في شغل الوظائف ، بالإضافة إلى مشكلة انقراض اللغة النوبية وتاريخها . وطالب شباب النوبة المشاركون في الملتقى بإدراج الحضارة النوبية في المناهج التعليمية وبث قناة تليفزيونية لطرح القضايا النوبية والتركيز علي التراث الإنساني وتنشيط دور قصور الثقافة في محاربة هذا التعتيم بكافة السبل، وتوفير فرص العمل لشباب النوبة. كما طالب شباب النوبة خلال اللقاء بضرورة إنشاء مركز ثقافي نوبي يقدم الفنون الشعبية والمسرحيات النوبية ويقيم معارض للمشغولات اليدوية النوبية، وأهمية تشكيل لجنة متخصصة لإعادة صياغة التاريخ المصري وإدراج الحقبة الزمنية للمملكة النوبية وملوكها، وتوفير مراكز تدريب وتأهيل لإعداد الشباب لسوق العمل، ووضع قوانين خاصة تلزم الدولة باستغلال موارد النوبة، وتشجيع المشروعات الصغيرة وإقامة عدد من المصانع.