لم يكن يعرف أن وفاة شقيقته بسرطان الكبد ستقوده إلى اكتشاف دواء جديد للداء، بما يمنح ملايين المصابين غيرها فرصة جديدة للحياة، التى حرمت منها، وعلى مدى 13 عاما، واصل أستاذ الكيمياء بكلية طب الأزهر، مخلوف محمود إبراهيم، ابن قرية أبوحمص بالبحيرة، التجارب والدراسات بحثا عن علاج للمرض، ولم تنقطع «المشاوير» إلى معامل المركز القومى للبحوث، ومعهد الأورام، ذهابا وإيابا، لإجراء اختبارات على العلاج الذى حققت تجاربه على الحيوانات نجاحا مبدئيا، كما شكل قسم الفارماكولوجى بكلية صيدلة الأزهر فريقا بحثيا لمعاودة التجارب، 4 مرات مجددا، وأثبتت جميعها نجاحا كبيرا. «الشروق» التقت مخلوف، الذى أوضح أن «فكرة العلاج تعتمد على استخدام المياه، التى تمثل 90% من مكونات جسم الإنسان، وتم تطبيق العلاج على عدة عينات من الحيوانات والعينات البشرية، وأظهرت اختفاء المرض بنسبة تصل إلى 100%»، لافتا إلى أنه أجرى دراسة على «سرطان الكبد المستحدث» فى المرحلة الأولى من العلاج، باستخدام مادة «داى إيفيل نيتروامين»، وهى مادة تضاف إلى المياه، وتمت تجربتها لمدة 8 أسابيع، بإضافة 100 ميكرولتر من المادة لكل لتر ماء، وأتبعها بتناول عينات التجربة مياه شرب عادية لمدة أربعة أسابيع. وأوضح «فى المرحلة الثانية من العلاج، تم تحديد الجرعات المناسبة لكل حالة طبقا لدرجة الإصابة السرطانية، وفى المرحلة الأخيرة أعطيت الجرعات المناسبة لكل حالة من فترة تحضين السرطان لمدة 20 يوما، وأظهرت النتائج تحسنا ملحوظا فى جميع عينات الفئران التى طبقت عليها التجارب، باستثناء حالة واحدة، كانت استجابتها للعلاج ضعيفة»، مضيفا «تكررت التجربة بنفس الجرعات على عدد من حيوانات التجارب فى الاحتمالية الأولى من فترة التحضين لمدة 40 يوما، وأظهرت النتائج اختفاء السرطان بنسبة كبيرة من جميع الحالات، وتم توثيق هذه النتائج بالصور لكل العينات التى تمت تجربة العلاج عليها». وعرض مخلوف فكرة العلاج على لجنة من وزارة الصحة، فى يونيو 2011، التى طالبته بإجراء تجارب على سمية الدواء على حيوانات التجارب فى المركز القومى للبحوث، وعلى حيوانات التجارب المصابة بالسرطان، وعلى شرائح بشرية بمعهد الأورام، مع تقديم نتائج البحث عن طريق شركة أدوية، وهو ما نفذه بالكامل، عدا الطلب الخاص بتقديم المشروع عن طريق شركة أدوية. وأضاف «عرضت فكرة العلاج على شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الذى رحب بها، وطلب من عضو مجمع البحوث الإسلامية، إبراهيم بدران، إعداد تقرير عما توصلت له، وتم إجراء عدة تجارب بكليتى الطب والصيدلة فى جامعة الأزهر، وبعد التأكد من صحة نتائج التجارب، ونجاحها على الحيوانات المصابة بالسرطان الكبدى، تحت إشراف أستاذ الفارموكولوجى (علم الأدوية) بكلية صيدلة الأزهر، أحمد منصور، تم تشكيل فريق طبى علمى متكامل، لمتابعة التجارب وتطويرها، وتم بالفعل إعادة التجارب على حيوانات التجارب أربع مرات، وأثبت العلاج فاعليتها. من ناحيته، أكد الدكتور احمد زارع المتحدث باسم جامعة الأزهر، أن الدكتور مخلوف إبراهيم، والفريق الطبى، التقوا الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة، وطرحوا عليه فكرة البحث والتجارب والنتائج التى أجروها فى مختلف المعاهد البحثية، وأبدى رئيس الجامعة استعداده لرعاية المشروع حتى يخرج الدواء للنور. وأكد زارع فى تصريحات ل«الشروق»، أن جامعة الأزهر تساند الفريق الطبى بكل ما أوتيت من قوة، مشيرا أن النتائج الأولية جيدة، وأن رئيس الجامعة وفريق البحث سيعقدون مؤتمرا صحفيا عالميا لإعلان النتائج النهائية فى الوقت المناسب. وبعد ظهور نتائج العلاج الأولية، تلقى مخلوف اتصالات من عدة شركات أدوية خاصة، كما التقى مع مالك إحدها، إلا انه رفض التوقيع على عقود لبيع الاختراع إلى أى شركة خاصة، خوفا من تسريبه إلى الشركات الأجنبية، بما يحرم المرضى المصريين من الاستفادة من العقار الجديد، فتقدم بطلب إلى القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسى، فى مايو الماضى، حتى تتولى القوات المسلحة إنتاجه. وتم تشكيل لجنة من القوات المسلحة، لمناقشة الباحث والفريق الطبى المرافق له، لمدة 6 أشهر، قبل إعداد تقرير نهائى بالنتائج، أمس، لرفعه إلى مدير إدارة الخدمات الطبية فى القوات المسلحة، تمهيدا لرفعه إلى السيسى خلال أيام قبل تفعيل الخطوات النهائية لبدء تطبيق العلاج على الحيوانات الكبيرة، قبل إجراء التجارب النهائية على البشر، وتضمن التقرير تكلفة إجراء التجارب النهائية، لاستكمال إنتاج العقار.
