تشهد المملكة المتحدة والولايات المتحدة، اليوم السبت، مراسم إحياء الذكرى ال25 لانفجار طائرة البانام الأمريكية فوق مدينة لوكربي في اسكتلندا، والذي أوقع 270 قتيلًا. وشاركت عائلات الضحايا في مراسم دينية في مدينة لوكربي في مقبرة درايفسديل، حيث أقيم نصب لإحياء ذكرى قتلى هذه الكارثة. ووضع رئيس الوزراء الاسكتلندي أليكس سالموند إكليلًا من الزهور أمام النصب على وقع موسيقى المزامير، وبحضور ممثل الحكومة الأمريكية كريغ لاينز. وصرح لاينز: "من الأعمال الوحشية والجبانة التي ارتكبها في التاريخ من يسعى إلى نشر الذعر في قلوبنا ونفوسنا، تنبثق القوة لمواصلة الكفاح؛ لمنع أفراد وأشخاص من ارتكاب فظائع مماثلة"، مرحبًا بشجاعة أهالي ضحايا لوكربي. وأضاف: "كلنا متحدون في بحثنا عن الحقيقة"، لافتًا إلى أن شخصًا واحدًا أدين في هذا التحقيق. كما يُقام قداس مساء في دير ويستمينستر في لندن يشارك فيه وزير الدولة البريطاني لشؤون اسكتلندا إليستير كارمايكل. كما أنه من المقرر إحياء مراسم في الطرف الآخر من المحيط الأطلسي، في مقبرة إرلينجتون العسكرية قرب واشنطن، بحضور وزير العدل الأمريكي إريك هولدر وممثلين لاسكتلندا، وفي جامعة سيراكيوز (نيويورك) التي ينحدر منها عدد من ضحايا الهجوم. وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في وقت سابق اليوم في بيان: إن "الإرهاب لن ينتصر أبدًا". وقال: إن لوكربي "تبقى إحدى أسوأ الكوارث في تاريخ الطيران والعمل الإرهابي الأكثر دموية الذي يقع في المملكة المتحدة". وأضاف: "خلال ربع قرن مضى، أثير الكثير من الانتباه على الذين ارتكبوا هذه الفظاعة. اليوم، أفكارنا تتجه إلى الضحايا، وإلى الذين انقلبت حياتهم بما جرى في لوكربي في تلك الليلة". وأوضح: "بالشجاعة ومقاومة الضغوط التي تحلينا بهما، وبعزمكم الدائم، أثبتّم أن الأعمال الإرهابية لا يمكن أن تبيد العقل البشري. لهذا السبب فإن الإرهاب لن ينتصر أبدًا". وفي 21 ديسمبر 1998 انفجرت طائرة بوينج 747 تابعة لشركة الخطوط الجوية الأمريكية بانام كانت تتجه من لندن إلى نيويورك فوق لوكربي في اسكتلندا بعد 38 دقيقة على إقلاعها. وقتل ركابها ال259 جميعًا، ومعظمهم من الأمريكيين إضافة إلى 11 من سكان لوكربي. وأقر نظام معمر القذافي في ليبيا رسميًّا عام 2003 أنه كان المسؤول عن الاعتداء، وسدد تعويضات بقيمة 2.7 مليار دولار إلى عائلات الضحايا. وتوفي الشخص الوحيد الذي أدين في العملية وهو عبد الباسط المقرحي في مايو 2012 في ليبيا. وكانت اسكتلندا أطلقت سراحه قبل ثلاث سنوات لأسباب صحية.