بعد مشهد الثلاثاء في الجامعات المصرية، ازداد الوضع احتقانًا بين الشرطة والطلاب، سواء كانوا من أنصار مرسي أو غيرهم، فالسخط الطلابي تجاه الشرطة يكبر يومًا بعد يوم. «الداخلية بلطجية»، «عيش حرية.. هنولع في الداخلية»، هتافات رددها طلاب جامعة القاهرة، في مظاهرات الأربعاء، من حركة «طلاب ضد الانقلاب» المؤيدة للرئيس المعزول، وطلاب كُلية الهندسة الذين جمعتهم دماء زميلهم «محمد رضا». منعت كُلية الهندسة، جامعة القاهرة، دخول الإعلاميين لمقرها، وقال مصدر بجامعة القاهرة ل«بوابة الشروق»: «العميد مانع دخول أي إعلامي النهارده بعد أحداث إمبارح»، الغريب أن عميد الهندسة الذي قدم استقالته مع وكلائه صباح الأربعاء، مازال يصدر قرارات بالمنع. الهندسة لم تشهد أي أحداث الأربعاء، خصوصًا بعد تعليق الدراسة واستقالة العميد، ولكن اشتباكات اليوم بدأت بعد أن خرج الطلاب من حركة «طلاب ضد الانقلاب» من أسوار الجامعة. الحركة الطلابية المؤيدة للرئيس المعزول محمد مُرسي، بعد أن جابت الجامعة بمسيرة من المئات، حمل الطلاب فيها فوارغ القنابل المسيلة للدموع، التي أطلقتها قوات الشرطة مساء الثلاثاء، قرر المنظمون الخروج إلى ميدان النهضة المواجه لباب الجامعة الرئيسي، قطعوا شارع الجامعة، ورددوا هتافات ضد الداخلية، والفريق أول عبد الفتاح السيسي. بعد ساعتين من الهتاف، قذف مجموعة من الطلاب قوات الأمن بالحجارة، دون أن تحرك القوات ساكنًا، ليتقدم بعدها الطلاب أكثر، وتزيد كثافة الحجارة، بالإضافة لإطلاقهم للألعاب النارية في وجه قوات الأمن. بدأت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة، ليهرب المئات من الطلاب إلى الشوارع الجانبية المتفرعة من ميدان النهضة، ووقف القليل منهم أمام الأمن يردون عليه بالحجارة. إصابات بالغاز وعشرات من المقبوض عليهم وسط صفوف الطلاب، ومشهد مرتبك من الاشتباكات المتفرقة التي استمرت لمدة ساعة، حتى انتهى المشهد أمام جامعة القاهرة، بانتشار أمني مكثف، وغياب للطلاب، وبقايا غاز في الهواء، وحجارة من المعركة. المشهد لم يختلف كثيرًا عن اشتباكات الثلاثاء، نفس الدورة، المئات من طلاب جامعة القاهرة التي يقدر عدد طلابها ب«100 ألف» طالب تقريبًا، يتجمعون أمام قبة جامعة القاهرة، ثم يبدأوا مسيرة تجوب الجامعة، يخرجون إلى ميدان النهضة ويقطعون شارع الجامعة، لتفضهم قوات الأمن في نهاية اليوم.