أحرق مسيحيون غاضبون في أفريقيا الوسطى الثلاثاء مسجدًا، ونهب الناس ما يمكن أن تصل إليه أيديهم، وسط حالة من الفوضى بعد أن زعمت حشود أن المسلمين يخفون أسلحة في المسجد. وقال مسيحي رفض ذكر اسمه: "بينما كنت في ساحة المسجد مساء أمس أخذوا (المسلمون) أسلحتهم وأطلقوا النار على السكان المسيحيين، جميع المسلمين في منطقتنا مسلحون تسليحًا جيدًا في الوقت الحالي، لديهم أسلحة في مساجدهم وفي منازلهم ويطلقون النار على المدنيين، وهذا هو سبب غضب المدنيين وتدمير مسجدهم". وذكر مسيحي آخر في الحشد: "وجدنا هذا هنا في مسجدهم ووجدنا أسلحة أيضًا لذلك لا نريد أن نرى حقًّا ديوتوديًّا (زعيم متمردي السيليكا) مع مسلميه مرة أخرى". في غضون ذلك، أوضحت الحكومة الفرنسية أن جنديين فرنسيين قتلا في جمهورية أفريقيا الوسطى في أول خسائر تمنى بها فرنسا في عملية لاستعادة الاستقرار في مستعمرتها السابقة. ودخلت أفريقيا الوسطى في حالة من الفوضى منذ أن استولى متمردون سابقون من جماعة سيليكا، وغالبيتهم مسلمون على السلطة في مارس، وقاموا على مدى عدة أشهر بأعمال نهب واغتصاب وقتل. وفقد زعيم الجماعة ميشيل ديوتوديا الذي نصب رئيسًا مؤقتًا السيطرة على جماعته الفضفاضة من المقاتلين. وقال مسؤولون فرنسيون، ليل الاثنين: إنهم أعادوا بعض الاستقرار إلى بانجي برغم وقوع إطلاق نار عندما رفض مسلحون إلقاء أسلحتهم. خاضت القوة الفرنسية التي يبلغ قوامها 1600 جندي معارك ضد مسلحين في بانجي، أمس الاثنين، في عملية لنزع سلاح مقاتلين مسلمين ومسيحيين تنسب إليهم المسؤولية في قتل مئات الأشخاص الأسبوع الماضي. لكن التقارير عن وقائع الإعدام خارج نطاق القضاء لأشخاص بعد نزع سلاحهم أغضبت مواطني بانجي. ويقول المسلمون والمسيحيون في منطقة يانجاتو في الدائرة الخامسة حيث قتل الجنديان الفرنسيان الليلة الماضية: إنهم يعيشون في تناغم منذ 20 عامًا بدون مشكلات. وقالوا بأنهم مستاءون من طريقة نزع الأسلحة. وقال إيجور رئيس المنطقة "هم (الجنود الفرنسيون) ينزعون سلاح الناس ثم يتركونهم تحت رحمة السكان ليقتلوهم ويعدموهم. هذا ليس جيدًا وليس طبيعيًّا، الجميع مستاء مما حدث أمس وكذلك أنا مستاء". ويقول مسؤولو الصليب الأحمر: إن ما لا يقل عن 465 شخصًا قتلوا في بانجي وحدها منذ يوم الخميس. وفي هذه المنطقة من بانجي يباهي الناس بالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين. ويقول رجل مسلم: "حتى عندما كان السيليكا هنا.. كنا هنا معهم، ولم نوضح للسيليكا أي أحد لكي يقتلوه". وأضاف أن هذا يحدث في مناطق أخرى.