منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى فى 3 يوليو الماضى، بدأت تصريحات رئيس الوزراء التركى طيب رجب أردوغان المناوئة لثورة 30 يونيو، حيث وصفها بالانقلاب، بل وبلغ به الأمر إلى التطاول على رموز كبيرة لدعمهم أو مشاركتهم فى وضع خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية الحالية، كما احتضنت تركيا مؤتمرات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان. فى يوليو الماضى، أكد أردوغان، أن موقف بلاده الرافض لعزل مرسى ليس بسبب انتمائه السياسى، ولكنه موقف ثابت بصرف النظر عن انتمائه لجماعة الإخوان مؤكدا رفضه «الانقلاب» على أى سلطة مادامت منتخبة. وفى الشهر ذاته، وأثناء كلمة ألقاها بعد تناوله الإفطار الذى نظمته، نقابة الموظفين الأتراك، قال أردوغان إن «مبادئ الأتراك تحتم عليهم التمسك بالديمقراطية فى أى مكان كانت»، وأنهم فى تبنيهم لأى مواقف يفعلون ما يليق بهم وبشعبهم. كما نقلت صحيفة «تودايز زمان» التركية قول أردوغان، إنه لا يزال يعتبر محمد مرسى، الذى تم عزله فى أوائل يوليو الماضى رئيسا لمصر. وضمن سلسلة مواقف أردغاون الرافضة لثورة 30 يونيو، قالت صحيفة «أقشام» التركية إن أردوغان رفض طلب مقابلة تقدم به الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية المؤقت للعلاقات الدولية وقتها ونقلت الصحيفة تصريحات لأردوغان، أكد فيها أن البرادعى طلب اللقاء معه، إلا أنه رفض اللقاء، وقال إن السلطة الجديدة فى مصر تريد استخدامنا لإضفاء الشرعية على عزل الرئيس محمد مرسى. وفى نهاية أغسطس الماضى، هاجم أردوغان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، خلال كلمته فى إحدى الجامعات التركية، مؤكدًا أن «الطيب يتحمل عبئًا كبيرًا لصمته عما يتعرض له الإخوان، مشيرًا إلى أن شيخ الأزهر انتهى وأن التاريخ سيلعنه كما لعن أمثاله فى تركيا من قبل». وقال أردوغان إنه شعر بالإحباط عندما رأى شيخ الأزهر يؤيد «الانقلاب العسكرى» فى مصر، وتساءل: «كيف يمكنك القيام بذلك؟»، مضيفًا أن «الذين يلزمون الصمت حيال الأحداث فى مصر لن يكون لهم الحق فى التكلم عن الظلم غدًا». وفى بداية شهر نوفمبر الحالى، واصل هجومه على ثورة 30 يونيو وقال إن علامة رابعة؛ التى يرفعها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، أصبحت إشارة «قف» للظلم فى كل أرجاء العالم. وعقب أولى جلسات محاكمة مرسى فى قضية الاتحادية يوم 18 نوفمبر الجارى، قالت وكالة الأناضول التركية إن رئيس الوزراء التركى وجه التحية إلى مرسى، وامتدح موقفه أمام القضاء قائلا: «أحيى موقف مرسى وأعبّر له عن احترامى».