اليوم.. يكمل الدكتور أحمد نظيف خمس سنوات فى رئاسة الحكومة وهو محمل بأفراح وأتراح المنصب الرفيع الذى كان الأطول قامة فى الجلوس على كرسيه لكنه من غير المحتمل أن يكون أطول من بقى عليه فى ظل شائعات تلاحقه عن حدوث تعديل قريب يتولى بموجبه واحد من مرشحين آخرين محتملين عبء الوزارة. ففى الرابع عشر من يوليو عام 2004، فوجئت الأوساط السياسية والشعبية بوزير الاتصالات والمعلومات، الذى ربما كان مرشحا للبقاء فى منصبه أو الخروج لرئاسة شركة كبرى فى مجال تكنولوجيا المعلومات من جديد، مكلفا بتشكيل الحكومة وسرعان ما أطلق رجل الشارع الدعابة الشهيرة «الحكومة الالكترونية» فى إشارة إلى لغز لم يفهمه العامة والخاصة وهو لماذا لم يأت الرئيس بشخصية اقتصادية أو سياسية معروفة لرئاسة الحكومة ثم حصل على مزيد من الدعم فى الليلة الأخيرة من عام 2005 بتجديد الثقة فيه لتولى رئاسة الحكومة الثانية. فى هذا الشأن، ترددت تفسيرات عديدة منها أن المجموعة الاقتصادية هى مفتاح السر وليس منصب رئيس الحكومة وأن وجود يوسف بطرس غالى ومحمود محيى الدين ورشيد محمد رشيد وأحمد المغربى هو بمثابة إعلان عن حكومة مصغرة تدير الشئون المالية والاقتصادية برؤية شبه موحدة بعيدا عن سطوة حقيقية لرئيس الحكومة. شهر يوليو هو شهر يحمل خصوصية لأصغر من تولى رئاسة الحكومة المصرية، فقد احتفل نظيف بعيد ميلاده التاسع والخمسين فى الثامن منه واليوم يحتفل بإطفاء الشمعة الخامس لرئاسة الوزراء.. فهو من مواليد عام الثورة (1952) وجاء من الإسكندريةالمدينة التى خرج منها رؤساء حكومة رفيعى المقام مثل محمود فهمى النقراشى واسماعيل صبرى. وفى عهد صعود الفضائيات، يحمل نظيف كل سيئات الحكومة على كتفيه ليلا وتنصب له محاكم «التوك شو» بلا هوادة لكن ذلك، للمفارقة، لم يؤثر فى بقائه أو رحيله عن كرسيه. الرجل متهم بتدمير الطبقة الوسطى والسهر على مصالح رجال الأعمال وحدهم دون غيرهم لكن نظيف لا يرد كثيرا على تلك الاتهامات ويترك الأمر لوزرائه واسعى النفوذ والسطوة ليدافعوا عن سياساتهم. فى بعض الأحيان، تشعر أن رئيس الوزراء يحكم بلدا آخر فقد طالب الشباب فى لقاء معهم فى أبوقير الأسبوع الماضى، بالاعتماد على الذات ومحو فكرة الوساطة من أذهانهم قائلا إن الحكومة ليس بها وسائط وان كان الأمر كذلك فهى ليس لديها فرص عمل من الأصل كى تتحكم فيها الوساطة! وأردف، عليكم الاتجاه نحو القطاع الخاص والذى لن يقبل سوى الكفاءات، أو السعى نحو الاعتماد على العمل الذاتى بدلا من اللجوء للآخرين عن طريق توفير «القروض» التى يمنحها الصندوق الاجتماعى ومدى نجاح تلك المشروعات. وفى كثير من الأحيان، تشعر أن الرجل يتورط فى الكلام فى السياسة مثلما حدث عندما قال إن الشعب المصرى غير ناضج لممارسة الديمقراطية قبل حوالى ثلاثة أعوام فى حوار مع شبكة إخبارية أمريكية. هل يطفئ نظيف الشمعة السادسة فى كرسى الحكومة العام المقبل.. ربما!ّ