دعا مركز كارنيجي للشرق الأوسط، الأحزاب السياسية في مصر وتونس لتحسين قدراتها وتوفير ما تحتاج إليه الشعوب على المدى الطويل إذا ما أرادت المشاركة الفاعلة في العملية السياسية. وقدم مروان المعشر، وزير الخارجية الأردني الأسبق وأحد مستشاري المركز الذي يتخذ من بيروت مقرًّا له، عدة توصيات للأحزاب العربية الناشئة منها وضع برامج واضحة ومفصلة تتجاوز الحديث عما يعارضه الحزب لتلبية حاجات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية. وكذلك التخلي عن البرامج الأيديولوجية البالية وإيجاد طرق جديدة للتوصل إلى حلول بشأن تحديات توفير فرص العمل، وضمان الحراك الاقتصادي، وتحقيق المساواة أمام القانون، ومكافحة الفساد، وضمان تمثيل سياسي أوسع وأكثر عدلا. ودعا المعشر تلك الأحزاب لإقامة روابط حقيقية مع الناس، والتعلم من الأحزاب الإسلامية التي بنت قواعد انتخابية على مدى عقود من خلال توفير الخدمات الصحية والتعليمية، وغيرها. وطالب الأحزاب بتقليل التركيز على شخصيات الأحزاب وقادتها فقط وتوسيع قواعدها، مشيرًا إلى أنه مع تقدم المرحلة الانتقالية بدأت الأحزاب الناشئة تثبت وجودها بقوة أكبر، وبخاصة في مصر وتونس، وأوضح أن الأحزاب الأضعف انكفأت وبدأت الأحزاب الأكبر بتشكيل تحالفات لزيادة نفوذها على الساحة السياسية. وقال: إنه فيما يتعلق بالأحزاب التي تشكلت حول كبار رجال السياسة بعد الانتخابات الرئاسية المصرية في عام 2012 مع القوى الناشئة الأخرى وهي جبهة الإنقاذ الوطني أدت دورًا رائدًا في حشد المعارضة ضد إدارة الرئيس المعزول محمد مرسي، إلى حين بدأت حملة أطلقتها حركة تمرد الشعبية تنال زخمًا كبيرًا في مايو 2013. وفي تونس، انقلب المشهد الحزبي بسرعة في أعقاب الانتخابات البرلمانية في عام 2011، وظهر حزب علماني جديد، نداء تونس، باعتباره منافسًا فعليًّا للحكومة التي يقودها حزب النهضة. ويرى المعشر أنه لا تزال الأحزاب السياسية العلمانية الناشئة في مصر وتونس وليبيا تجتهد لإثبات وجودها في أنظمتها السياسية، وعلى الرغم من تشكيل بعض التحالفات، لا يزال مشهد الأحزاب السياسية مجزأ للغاية، مؤكدًا أن الأحزاب تفتقر إلى المستويات اللازمة من الوعي والدعم الجماهيري لتلعب دورًا سياسيًّا فاعلا. يذكر أن مركز كارنيجي للشرق الأوسط هو أحد مؤسسات مركز كارنيجي للسلام في واشنطن.