سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المبعوث العربي للدول الأفريقية: لن تعقد القمة العربية الأفريقية دون مصر السفير سمير حسني ل«الشروق»: القاهرة ستعود إلى الاتحاد الأفريقي بعد الانتخابات البرلمانية
تحت رعاية الجامعة العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقى، يجتمع رؤساء وملوك وقادة 64 دولة أفريقية وعربية فى الكويت يومى 19 و20 من الشهر الجارى، فى القمة العربية الأفريقية الثالثة، تحت شعار «شركاء فى التنمية والاستثمار»، وتشارك مصر، المعلق نشاطها فى مفوضية الاتحاد الافريقى، فى القمة بوفد رفيع المستوى لم تحدد أسماؤه بعد. وفى حوار مع «الشروق»، أكد المنسق العربى للقمة، والمبعوث العربى للدول الأفريقية، السفير سمير حسنى، أن القمة لن تعقد دون حضور مصر، مضيفا أن الجانب العربى حريص على تفعيل التعاون الاقتصادى وتعزيز التجارة مع الدول الأفريقية بعد أن تأخر كثيرا فى اقامة الشراكة الحقيقية مع القارة السمراء، موضحا أن مسألة تمويل مشروعات الشراكة هى القبة الأبرز أمام إنجاز تلك الشراكة. وإلى نص الحوار: • هل هناك تعارض بين مشاركة مصر فى القمة وتعليق عضويتها فى الاتحاد الأفريقى منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى؟ مصر من الدول العربية المؤسسة للاتحاد وتساهم مساهمة كبرى فى موازنته، وتجميد عضويتها فى الاتحاد جاء بناء على نصوص صماء أقرها قادة المنظمة قبل عشرات السنوات، فى وقت لم تكن فيه حراكات شعبية. والاتحاد طبق تلك النصوص دون اعتبار ما حدث فى مصر انقلابا عسكريا، وإنما اعتبره حراكا غير دستورى. والجامعة العربية رأت أن المنظمة جانبها الصواب لأن مصر شهدت ثورة شعبية مكتملة الأركان. وقد أدركت البعثة الافريقية، التى زارت القاهرة مرتين، هذا الحراك، إلا أن تغيير موقف الاتحاد يتطلب تغيير المواثيق الخاصة بتعليق العضوية به. • ولكن، هل تعارض دول أفريقية تعليق عضوية مصر فى المنظمة؟ موقف التعليق اتخذته خمس عشرة دولة، هى أعضاء مجلس السلم والامن الافريقى، ولو تم عرض القرار للتصويت على كافة أعضاء الاتحاد، سيؤيد الأغلبية موقف مصر وتعود القاهرة إلى المنظمة، إلا أن قواعد الاتحاد لا تسمح بذلك. وستعود مصر إلى قلب المنظمة الأفريقية بعد أول انتخابات برلمانية. تعليق عضوية مصر لا يعنى أنها غائبة عن الساحة الافريقية؛ إذ مارست بعد 30 يونيو الماضى، نشاطا أفريقيا ملموسا عبر إرسال مبعوثين رئاسيين للدول الافريقية واستقبلتهم الدول بترحاب، وجرى التعبير بصورة حقيقية عما تم فى مصر. • وماذا عن الدول المعارضة لمشاركة مصر فى القمة العربية الأفريقية؟ لا توجد اعتراضات رسمية، لكن دولة أفريقية أو أكثر طرحت ملاحظات على المشاركة، وتم التصدى لها بصفة مصر طرفا رئيسيا فى الجامعة العربية ومشاركتها أمر لا جدال فيه. ومصر ستشارك فى القمة كدولة عربية وإفريقية لها وزن حقيقى داخل القارة. ورغم المواقف المعارضة من دول أفريقية من الثورة الشعبية فى 30 يونيو، والتى لمحت برفضها مشاركة مصر فى القمة تنفيذا لقرار الاتحاد بتعليق عضويتها، إلا ان نائب رئيس الوزراء الكويتى، وزير الخارجية، الشيخ صباح الخالد، بذل جهدا، والتقى بمسئولى العديد من الدول الافريقية فى عدد من المحافل الدولية، وكان موقفه واضحا بان حضور مصر فى القمة أمر منتهى، ودون مشاركة مصر لن تعقد هذه القمة. • وما هى الشخصيات الدولية التى ستشارك فى القمة؟ من المقرر أن يحضر عدد من القادة فى العالم، يتقدمهم الرئيسان الروسى، فيلاديمير بوتين، والصينى شى جين بينج، والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامى، اكمل الدين إحسان أوغلو. وسيفتتح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد القمة فى قصر بيان. • كيف تعقد القمة فى ظل توتر بين دول عربية وأفريقية؟ تحقيق الاستقرار فى العلاقات الأفريقية العربية ضرورى للشراكة بين الجانبين. نعمل على إزالة التوتر بين تلك الدول، واتباع سياسة حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى. والجامعة العربية تدعم جهود الاتحاد الأفريقى لازالة التوترات فى عدد من بقاع القارة، فى مقدمتها جهود اللجنة الافريقية، برئاسة ثابو إمبيكى، لإزالة التوتر بين دولتى شمال وجنوب السودان عبر حل القضايا العالقة بينهما. • وما هى الملفات التى يتضمنها جدول أعمال القمة؟ تبحث القمة أوراقا مقدمة من المؤسسة العربية للاستثمار وصناديق التمويل العربية وتوصيات المنتدى العربى الافريقى الذى سيعقد على هامش أعمالها، ومشروع للزراعة والأمن الغذائى تم التحضير له جيدا عبر اجتماع وزارى مشترك لوزراء الزراعة بالرياض فى اكتوبر الماضى. بجانب موضوعات تتعلق بالتنمية والتعاون فى مجال الطاقة وتشجيع التجارة، إضافة إلى النظر فى وضع المعهد الثقافى العربى الافريقى، الذى انطلق قبل سنوات لكنه لم يعد فاعلا، وننتظر من القمة أن تدعمه. • هل سيصاحب القمة فعاليات أخرى؟ نعم، وهناك فعاليات بدأت بالكويت، تشمل عروضا لفرق فنية إفريقية وعربية، سواء مسرحية او شعبية، ومعارض فنية على مسارح الكويت تنهى أعمالها بانتهاء القمة. • ما هى العقبات التى تعيق تحقيق الشراكة العربية الأفريقية؟ مسألة تمويل المشروعات المشتركة بين الجانبين هى أبرز العقبات، والقمة ستبحث هذا الملف وتتخذ قرارا بشأنه. توجد مقترحات أفريقية بإنشاء صندوق لتمويل المشروعات، إلا أن لجنة التنسيق بشأن القمة رأت إنشاء آلية مشتركة لتنفيذ المشروعات تتكون من الصناديق العربية والافريقية القائمة بالفعل على أن تعرض المشروعات عليها. • هل توطيد العلاقات العربية مع الدول الأفريقية مهم لنا فى المحافل الدولية؟ نعم، فالدول الأفريقية تدعم قضايا العرب، وعلى رأسها القضية الفلسطينية واخلاء الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل. لكن لا يخلو الأمر من تأثيرات دولية على بعض الدول الافريقية. • البعض يخشى من ان تنتهج القمة العربية الافريقية نهج القمم العربية ولا تنفذ قراراتها. بالفعل قمة ليبيا الثانية للتعاون العربى الافريقى عام 2010 لم ينفذ من قراراتها الا النذر القليل، ليس لعدم قابلية تلك القرارات للتنفيذ، وإنما نتيجة للوضع الذى تمر به الدول الافريقية، ولاسيما دول شمال أفريقيا، من ثورات. ومن ثم لم تمكن رئاسة القمة (ليبيا) من الاضطلاع بدورها فى متابعة تنفيذ ما صدر عن القمة. رغم ذلك جرى تنفيذ بعض القرارات. إعلان الكويت يصدر فى ختام القمة «إعلان الكويت»، ويتضمن المواقف العربية والأفريقية من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بينها قضية فلسطين وتطورات الأوضاع فى سوريا ومالى والصومال وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.